"الخيارات الصعبة"..عنوان إختارته "هيلاري كلينتون" وزيرة الخارجية الامريكية السابقة ليحمل إسم كتابها الذي يقع في 632 صفحة ، ويرى كثيرون ان صدور هذه المذكرات هو تمهيد لاعلان كلينتون عن سعيها للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية عام 2016 والترشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة. وقد تناول الكتاب تجربة الأعوام الأربعة التي أمضتها "كلينتون" بالادارة الامريكية وكذلك تناول الكتاب التعليق على عدد من رؤساء العالم التي تعاملت معهم "كلينتون". كلينتون وزعماء العالم وبحسب مقتطفات أوردتها شبكة "بي بي سي" فقد سلطت "كلينتون" التي زارت 112 بلدا في السنوات الاربع التي قضتها وزيرة للخارجية على الطرق التي تعاملت معها مع اكثر السياسيين نفوذا في الكثير من المشاكل الدولية المستعصية وعن كيفية تأثر المفاوضات معهم بالعلاقات الشخصية، حيث أوضحت "كلينتون" بمذكراتها قائلة:" للعامل الشخصي تأثير اكبر في الشؤون الدولية مما يتوقع كثيرون، سلبا وايجابا". "كلينتون" وصفت الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" بأنه "مهووس" باستعادة امجاد الامبراطورية السوفييتية مضيفة أن واحدة من اصعب العلاقات التي مرت بها كانت مع "بوتين" خاصة بعد تدهورها وأوضحت قائلة:"بوتين كان يمتحننا دائما، وكان يحاول دائما دفع الحدود الى الخارج". كما وصفت "بوتين" بأنه زعيم اوتوقراطي ذو شهوة كبيرة للسلطة والارض والنفوذ. أما الرئيس الصيني السابق "هو جنتاو" فتقول كلينتون إنه اقل عدائية واكثر تهذيبا وكياسة ولكنه يفتقر الى "الوزن الشخصي" الذي كان يتمتع به اسلافه من امثال "دنغ شياو بينغ"، قائلة:" إنه اشبه ما يكون برئيس مجلس ادارة متحفظ". كما وصفت الرئيس الايراني السابق "محمود احمدي نجاد" بأنه "طاووس عدواني" و"ناكر للمحرقة"، حيث وجهت "كلينتون" إنتقادا لاذعا ل"نجاد" قائلة إنه ناكر لمحرقة اليهود ومحرض لا يترك فرصة تفوته لاهانة الغرب، كما وصفته بالطاووس العدواني الذي يتبختر على خشبة المسرح الدولي وبأنه لم يكن راغبا بالانخراط في مفاوضات جدية مع واشنطن حول برنامج بلاده النووي وهو عناد ساهم في دفع واشنطن الى فرض عقوبات على ايران. وتكتب "كلينتون" قائلة: "كانت فترة ولاية احمدي نجاد الثانية بمثابة كارثة، انهارت خلالها شعبيته داخل ايران". ستة قضايا خارجية موضع الخلاف بالادارة الامريكية كما أبرزت "كلينتون" في كتابها ست قضايا خارجية كانت موضع خلاف داخل الإدارة الأمريكية، وبحسب صحيفة "واشنطن بوست" الامريكية فإن الخلافات كانت حول قضايا سارت عكس ما أراد البيت الأبيض و لا تزال تسير بشكل متقلب. وجاءت القضية الخلافية الاولى والابرز الذي وقع داخل إدارة الرئيس "باراك أوباما" حيال التخلى عن الرئيس "الأسبق حسنى مبارك" خلال ثورة يناير 2011، وقالت "كلينتون" أنها كانت تريد أن تدفع لانتقال منظم للسلطة من الرئيس المصري "حسني مبارك" آنذاك -والذي كانت تعرفه لفترة طويلة – إلا أن ذلك تعارض مع معسكر الشباب داخل البيت الأبيض الذى رضخ أوباما لضغوطه وسرعان ما طالب مبارك بالتنحي وسط احتجاجات الربيع العربي. وأشارت "كلينتون" قائلة:"مبارك عمل كمحور للسلام فى المنطقة المتقلبة..فهل كنا حقا على استعداد للتخلي عن تلك العلاقة بعد ثلاثين عاما من التعاون؟". أما القضية الخلافية الثانية هي "تجميد المستوطنات الإسرائيلية"، حيث إختلفت "كلينتون" مع أوباما حول سعيه لتجميد بناء مستوطنات جديدة عام 2009 بالمناطق المتنازع عليها حيث رأت أنها زادت التوترات بين الجانبين قائلة:"كنت قلقة من أننا سوف نورط أنفسنا فى مواجهة لسنا بحاجة إليها". ومع ذلك تصرفت "كلينتون" بإخلاص قائلة:" في ذلك الربيع تسلمت رسالة الرئيس ثم حاولت إحتواء العواقب عندما كان رد فعل الجانبين سيئا". وإلى القضية الخلافية الثالثة بين "كلينتون" و "اوباما"، حيث كانت "كلينتون" مؤيدة لقرار "أوباما" بزيادة عدد القوات الأمريكية فى أفغانستان إلا أنها اختلفت معه بشأن إعلان خطة زمنية للانسحاب عام 2009، قائلة:"إن الخطة كانت أقصر مما كنت أتمنى..وقلقت خشية من أن يبعث الإعلان برسالة خاطئة للأعداء والأصدقاء على حد سواء". أماالرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" فكان أيضا محل خلاف حيث حذرت "كلينتون" قبيل ترك منصبها في 2013 من حدوث أوقات عصيبة محتملة بين البيت الأبيض و "بوتين"، وكتبت قائلة:" القوة والصرامة هما اللغة الوحيدة التي يفهمها بوتين".."يجب أن نبعث له برسالة مفادها أن أفعاله سيكون لها عواقب فيما نطمئن حلفائنا أن الولاياتالمتحدة سوف تقف لهم". كما حلّت قضية "تسليح قوات التمرد السورية" محل خلاف كبير بين "كلينتون" ومسئولى الإدارة الأمريكية، حيث رأت أنها مجازفة لها مخاطرها الخاصة، فيما جاءت قضية التصويت على استخدام القوة في العراق عام 2008 محل الخلاف الاخير حيث كانت "كلينتون" مع هذا الخيار فيما صوت "اوباما" ضده، وهو الامر التي اعترفت به "كلينتون" بأنه كان خطئا.