26 و27 / 3014 سيقول الشعب كلمته مدوية بعد أن صوت 318 ألف مواطن خارج الوطن على مدار الفترة من 15 حتى 19 مايو 2014 يعلنون فى تظاهرة مفرحة عن ميلاد تحرر إرادتهم الوطنية فى سابقة جديدة فماذا يعنى هذا ؟ ببساطة يعنى : أننا شعب متحضر يستحق أن يحيا كريماً ويملك مقومات البناء الحضارى والمساهمة فى هذا السبق العالمى إذا ما أخذ فرصته الحقيقية وحصل على حقوقه كاملة وأرسل بناء الديمقراطي السليم ،وأستطيع أن أجزم بأن الشعب المصرى سيخرج لأختيار الرئيس الجديد بعد أن أسقط منظومتى الفساد والفاشية متحدياً الخطر الإرهابى ليبدأ رحلة الإصلاح والتغيير وهو على يقين بأنها لن تكون نزهة ولكن اجتهاد وعمل بلون الحب وطعم العسل ؛ إذا ما صدق القائد الجديد وأخلص وجهته لصالح الوطن وأبنائه ولم يناصر فى مسيرة التنمية إلا الحق ورجاله ،ولعل الأمل فى الغد المشرق من خلال رسائل المرشحين ورغبة كلاً منهما فى تخليص مصر من التخلف يدفع الكل نحو المشاركة بإعتبار أن هذه الخطوة هامة عامة فى بناء المستقبل المأمول فى ضوء الخريطة التى وضعت بعد أن أستنزفت الطاقات وتسربت الأمال من المتاجرين بالثورة ومسترزقيها وخاطفيها فضلاً عن أعدائها المتربصين الذين فقدوا صوابهم بعد أن تحطمت مخطاطتهم على يد "إرادة الشعب المصرى الحر" وتأييد القوات المسلحة المصرية العظيمة وقائدها البطل المشير "السيسى" ب 30 يونيو 3013 ،و 3 يوليو 2013 لتلك الإرادة فإذا ماكان الاستحقاق الرئاسى قد أتى بهذا البطل بعد استدعائه من الشعب وخرج معه بطل آخر ينشد بناء مصر متسابقاً وهو الصحفى الوطنى "حمدين صباحى" فلا ينبغى لمن سيختار بينهما أن يقلل من شأنهما أو يطعن فى شخصهما إذ أن وجهة كل منهما حتماً تنصرف لصالح الوطن فالمفاضلة بين الأحسن والحسن ؛ بين متطلبات المرحلة وتطلعات لمستقبل محترم لوطن حر ،ومن ثم فإن خبرة الدولة القوى الأمين فى تلك الحالة التى تعيشها مصر اليوم قد تكون فريضة تستلزم بالضرورة الترجيح لأن طبيعة المواجهة ستكون صعبة على المستويين الداخلى والخارجى ؛ فنحن بحق "فى حالة حرب" إذا فإن استنفار الأرادة الوطنية لكل مكونات المجتمع مؤيد ومعارض يجب أن تلتقى فى بوتقة واحدة أسمها "حب مصر" من ثم فإن تناول المعارض أو المتخاذل أو المتكاسل بالسوء دون مد يد المساعدة لأخذهم جميعاً نحو الأستطفاف الوطنى وتبصيرهم بواجبات المرحلة والأستفادة من قدراتهم كل حسب أمكانيته ضرورة أصلاحية ؛ فبناء الأرادة الواحدة من أولى متطلبات الرئيس الجديد والذى يجب أن يتحلى بصفات "القائد الاستراتيجى" الواعى لمهام منصبه والمدرك ببصيرة المصلح المربى أن نجاحه فى مهمته الوطنية يتوقف على صنع "إرادة شعب حر" يخاف على وطنه ويقدم مالديه من حب ولعل البعض يعتقد أن "الشلالية والتحالفات والمؤامرات" التى تعمل لمصالح الوطن يمكن أن تأخذه إلى كرسى الرئاسة أو صنع البطولة وهذا نظر الفاشل الخائن فصنع التنمية يحتاج إلى رجال أقوياء لا يخشون إلا الله ولا يعملون إلا لله ثم الوطن ،وعند ذلك فقط سينال (المحبة) لأن إرادة الإصلاح لا يمكن أن تتحقق لأى قائد إلا بالحب وهذا الحب لا يستطيع الحصول عليه إلا إذا كان هذا "المصلح الوطنى" قد نال حب الله أولاً وتلك درجة إيمانية عظيمة لا يعرفها إلا النبلاء من الرجال الذين تخرجوا من مدرسة الأخلاق الكريمة وتتلمذوا فيها على يد قائدها "سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم" وورثته الأطهار ولعل هذا المنحى قد يستغربه البعض فيظن أننى أبالغ ولكن من يتأمل واقع التاريخ الحديث ومواقف الرجال فى مواجهتهم للشدائد والصعاب حال بناء الأوطان وصنع الأمجاد سيجد أنهم لم يفعلوا ذلك إلا عن ذخائر إيمانية راسخة وحب للأوطان لا مثيل له وأمنية لنيل كرامة الشهادة يأملها بإعتبارها أعلى إنسان يستحقه من كان مخلصاً لله فى رسالته ؛ ولذا فإن واجب الشعب فى هذه المرحلة لا يقل عن هذا الإختيار المستحق للقائد الجديد باعتبار أنه صانع التنمية وسنبدأ جميعاً بالخروج للاختيار وبعده سننطلق سوياً للبناء كل فى موقعه مرابط لا يخشى هؤلاء الذين باعوا أنفسهم للاعداء واضاعوا آخرتهم بضلال فكرهم وارهابهم الأسود وسننتصر جميعاً لأننا على الحق وستخرج مصر قوية معلمة ورائدة لأنها دائماً على مدار تاريخها صانعة خير للأنسانية ..فهيا لنختار الوطن فحبه والزود عنه من الايمان واشهادة فى سبيله كرامة من الله لمن أدرك أن مصر تناديه وأن (ولايتها) تعدل الخلافة الأسلامية !؟ كاتب المقال : رئيس النيابة الإدارية بالمنصورة