نحن على أبواب الإنتخابات الثانية بعد ثورتين عظيمتين هما 25 يناير وموجتها الثانية فى 30 يونيه ، واستقام المنسم اليوم على مرشحين فقط يخوضان انتخابات الرئاسة هما حمدين صباحى وعبد الفتاح السيسى .ولا أشك لحظة فى أن الجميع من مؤيدى المرشحين يريدان أن تستقر مصر بعد ثلاث سنوات عجاف من التخلص من مبارك وزبانيته إلى التخلص من المرشد وزبانيته. وخلال الأيام الماضية طفت على السطح ظواهر غاية فى السوء ووصل الخلاف إلى حد "الفٌجر" ، ولعبت وسائل الإعلام دوراً مقيتاً فى توجيه الرأى العام إلى شخص عبد الفتاح السيسى ، وخرج منهم من خرج على تللك الشاشات المتلفزة وصب جام غضبه على حمدين وأنصاره ، ووصل الأمر إلى اتهامات غاية فى الوقاحة ، ومن تزعم ذلك فلول النظام المباركى الكارثى الذى قضى على ثلاثة أجيال كاملة . ولعب الجميع على وتر الانفلات الأمني وارهاب الإخوان ،وصوروا الإخوان وكأنهم شياطين الإنس – نتفق أو نختلف معهم – ولكنهم موجودون ومزرعون فى قلب كل بيت مصرى ..فأخى وأخاك وعمى وابن عمى وابن خالتى وجارى وغيرهم كثيرون ينتمون إلى هذا الفصيل ، ولكن الإعلام صورهم بأن كل اخوانى ارهابى ،وهذا ليس صحيحاً ، ولو كانت لديهم حمرة من الخجل لفرقوا ما بين الجماعات الإرهابية التى أفرج عنها "مرسى" بغبائه السياسى وهؤلاء أفسدوا فى الأرض ويحق عليهم القول بالقتل والإبادة ، أما الإخوانى فمنهم من ينتمى لهذا الفصيل السياسى . نعم هم أجرموا فى حق البلد بغبائهم السياسى ولكن بعضهم ليس ارهابيا وتصدير المشهد على أنهم ارهابيون غاية فى الخطورة ، وعملية اقصائهم من العمل السياسى لن يستطيع كائن من كان اقصائهم ..وليعلم الجميع ذلك لأنهم أصحاب فكرة – اتفق أو اختلف معها كيفما شئت – ولكنها موجودة على أرض الواقع ..والأفكار لا تموت. وليس "السيسى" هو "موسى" الذى سيمسك بعصاه ويضرب البحر فينقسم ؛ فمشاكلنا كثيرة ومتأصلة فينا ولن تتغير بين يوم وليلة ،ولا " حمدين " كذلك ؛ فثقافة الشعب مهلهلة ..ولا يخرج على أحد فيقول أننا أصحاب حضارة "والمصريون أهمه حيوية وعزم وهمة" ..هذا كلام خارج السياق . فانظروا إلى أنفسكم وأنا معكم نسير بمبدأ" اللى تغلبه اكسبه ""وشغل التلات ورقات" "والرايجه فين يا على" ..كلنا نسير وراء الرايجه"لأطماع شخصية. هلل الإعلام على نتائج المصريين فى الخارج والتى أظهرت تفوق "السيسى" على منافسه "حمدين " وكأن الإنتخابات انتهت ، وصدروا المشهد للمواطن الغلبان التى كانت السياسة إبان "مبارك" فى آخر اهتماماته ،الآن بائعة الفجل تتحدث فى السياسة ، وصنع الإعلام من "السيسى" فرعوناً جديداً من قبل أن يجلس على عرش مصر ؛ووصل الأمر بالنسوة فيكِ يا مصر أن يقولن "احنا معاه لنهاية العمر ..والتذمر والإحباط اكتنف شباب مصر الذى وضعوا البذرة بثورتهم فى 25 يناير وفى 30 يونيه ،وسرقت منهم فى الإثنين ..الإخوان مرة وأهاليهم مرة ثانية . فالطبل والزمر الذى أشاهده الآن سيودى بنا إلى جب عميق ، وكأنه لا يوجد فى كل بيت رجل رشيد ؛فآباؤنا قضوا علينا طوال 30 عاما ،وعندما استنشقنا عبير الحرية ؛ صمموا على عودتنا لسيرتنا الأولى بفعل غباء الإخوان السياسى ،وتجد البيوت الآن منقسمة على نفسها ما بين مؤيد للسيسى ومؤيد لحمدين ومقاطع سواء من الشباب أو الإخوان. يا سادة استفيقوا ..فمصر أكبر منكم جميعا ..الرايجه تذهب الآن إلى السيسى ،وتجد تعديات على أملاك الدولة ، ويقوم المواطن بتعليق "لافتة" أو "بانر" للسيسى ..لأنه فى قرارة نفسه عندما يعلق صورة السيسى لن يسأله أحد ، حتى الباعة يقفون فى عرض الشارع معلقين صورة السيسى وتمر عليهم المرافق ولا تسأل فيهم ؛فترسخ فى ذهنهم أن الصورة تحمينى الآن ، حتى سائقى الميكروباص والتكاتك يعلقون صور السيسى ؛لأنه فى اقتناعهم أن لا أحد من السلطة سيقترب منه ،فعمت الفوضى ؛وكأنه مولد سيدى السيسى ..قمنا بتأليهه قبل أن يأتى . خلقنا منه فرعونا جديداً ،بالرغم من أنه أو غيره خادمين لهذا الشعب ،ولكن الموروث الثقافى الذى غرسناه فى أنفسنا بأن الحاكم هو كل شىء ،وهذا ليس صحيحا . انظروا يا سادة من يدعم السيسى الآن ومن يقوم بحملته الإنتخابية ..إنهم فلول الحزب الواطى الذى أفسد مصر ،وساعدهم بعض من كان يدعون أنهم ثوريون .بدعوى أنه الزعيم جمال عبد الناصر ،وهو لا يمت بصلة للزعيم ..فالآن جلباب الزعيم متسع للكل ، ويتخذونه ملاذا للخروج من المهاترات التى نحن فيها . فإذا كان الشعب يريده فالسؤال :لماذا كل هذه الدعاية الفجة ؟!!..هذه الإنتخابات أسقطت ورقة التوت الأخيرة عن مدعى الثورية وأتت بالفلول من جديد وسيكون القادم أسوأ فى حالة نجاحه..أليس الصبح بقريب؟! مؤسسات الدولة وحزب الكنبة ونسوة مصر يقودون السيسى إلى عرش مصر ، وهو مع احترامى الكامل لدوره فى 30 يونيه لا توجد له رؤية لحكم مصر ولا برنامج انتخابى ، ويعتمد على "نور عيننا" لأننا شعب عاطفى ومفتقد للعاطفية بفعل القهر الذى مارسه مبارك علينا طوال 30 عاما . لا أحد يقنعنى أن الشعب كله خرج على مبارك فى 25 يناير ..لا ..من خرج شبابك يا مصر ..الذين فقدنا منهم خيرتنا ، ودمهم ضاع وتفرق بين أهالينا المصممون على العبودية . فالمقاطعون منهم الآن حزنا على ما آلت إليه أوضاعنا ..أقول لهم ..دم هؤلاء فى رقابكم جميعا ؛عليكم بالنزول فأنتم أكثر من أهالينا وأنتم المستقبل ؛فمقاطعتكم ستعود بنا إلى الوراء وستقضون على أنفسكم وأبنائكم . استفيقوا .. وانزعوا السلبية عن أنفسكم ..انزلوا لتحصدوا ما زرعتموه فى 25 يناير و30 يونيه ..لا تتركوا الفلول والإنتهازيون يسرقون حصادكم ..فالغد لكم وليس لغيركم ..انتم عماد الأمة ..لو تحبون بلدكم انزلوا وصوتوا ..فالقادم أسوأ !!