انفض عرس انتخابات الرئاسة ، وكما توقعنا فاز المشير عبد الفتاح السيسى - قبل أن تعلن النتائج رسمياً- وحدثت ملابسات وإزعاجات ومجملها أكد بما لا يدعو أحدا للتفكير أن "حمدين صباحى" من أنبل الشخصيات الوطنية فى مصر ، وكل يوم يثبت أنه يعشق هذا الوطن..نحن من خذلناه ، وإعلام التعبئة الفلولى الذى سجل اسمه فى مزبلة التاريخ سبكون عار فى صفحات مصر المعاصرة..وهذا له مقال آخر. انتهت الإنتخابات وسيعتلى عرش مصر عبد الفتاح السيسى وستكون المعارضة ل"حمدين صباحى" ومن ساندوه فى هذه الانتخابات..اختار الشعب عبد الفتاح السيسى وهذا حقه ولا اعتراض عليه ..اختاره بحريته ، بلا ضغوط ..اختاروه وهم مرتاحى البال ، اختاره أبى وآباك وجدى وجدتك وخالى وخالتك وعمى وعمتك ..من الآخر من بلغوا من الكبر عتياً. فى أغلب مقالاتى أتهمهم بأنهم قضوا على ثلاثة أجيال بضعفهم واستكانتهم للأمر الواقع ورضائهم بالقهر الإجبارى الذى اختاروه طواعية لأنفسهم ؛ حتى فى تلك الإنتخابات اتهمتهم بذلك ، وأنهم السبب فيما نحن فيه، وعندما جلست بينى وبين نفسى أسترجع شريط الذكريات منذ أيام "مبارك" ومرورا بالثورتين وحكم الإخوان الذى تخللهما ؛تيقنت أنهم على صواب. فأيام مبارك عندما كنا نذهب للمظاهرة كنا لا نعد على أصابع اليد ، ولو اكتملت خمسون فرداً كانت هناك عزومة شاى ،وخروجنا من أجل أهالينا ؛ وعندما يقبض على أحدنا تقوم الدنيا ولم تقعد ، ونسمع منهم التأنيب "يا ابنى امشى جنب الحيط""يا ابنى خليك مع الرايجه""يا ابنى حسنى مبارك مش هيشال" "يا ابنى أنتوا شوية عيال" . وعلى هذا المنوال استمر وضعنا ،وعندما قامت ثورة 25 يناير..كان أهالينا أول المعارضين لها ..بدعوى" احنا عايشين اللى يسرق يسرق"؛"الأسعار عالية ومش عارفين نعيش ..كان ردهم بتاكل ولا لأ""بنسجن ..معدتش تخرج مظاهرات "..دواليك ، وعندما خطب مبارك خطابه الأخير ..نزلوا ضدنا وهتفوا ببقائه ..قائلين أنتم هتخربوا البلد سيبوا الرجل يكمل 6 شهور ، ولما انخلع مبارك ..كانوا أول ناس نازلين فى الشوارع يرقصوا ويطبلوا. ظنوا أننا صح ..وفى ظل الانفلات الأمنى كثرت السرقة وانتشرت ظاهرة الإغتصاب وطفت على السطح البلطجة وامتلأت الميادين بالبلطجية ،واصبح كل بنى آدم رئيس جمهورية نفسه ..قساورهم الظن أننا جنينا على البلد بتلك الثورة ،لأنه فى اعتقادهم أنه لا يوجد أمن ولا استقرار . ومرت المرحلة الإنتقالية وكانوا فى غاية الشوق لمن يجد لهم الإستقرار ، فعرض الإخوان أنفسهم عليهم ؛فظنوا أنهم أحق الناس بجلب الإستقرار ؛ فانتخبوهم لأنهم إلى الله أقرب ، وكانوا معهم إبان حكم مبارك ..الغلبان منهم كان يعطوا له شهرية أو شوية زيت وسكر ،وبعدين هؤلاء بتوع ربنا ..عمرهم ما يخونوا والإستقرار سيكون على أيديهم ، ولعبت القنوات الدينية دورا فى تعبئة هذا المواطن الغلبان الذى يتأثر بما يشاهده. واختاروهم على عرش مصر ووجدوا فيهم ما لم يقله مالك فى الخمر من التكفير والاستبداد والاستعلاء ؛فكان لسان حالهم يقول "وقعنا فى حيطه سد" ، فلا يوجد وقت للتفكير لديهم فنزلوا مع تمرد والتيار الشعبى وبعض القوى السياسية ليتخلصوا من الإخوان ،وكانت ثورة 30 يونيه..فى تلك الأثناء الرجل المريض "الحزب الوطنى" استغل موجة الغضب وأغدق بأمواله حتى يستعيد عافيته واستغل ضعاف النفوس ممن كان ينتمى إلى ثورة 25 يناير وكون "لوبى" ثورى مدعم بالوطنى ..واستطاع هذا الشعب التخلص من الإخوان ، ووجد ضالته فى جبشه الذى كان على رأسه عبد الفتاح السيسى ، بالرغم من أن هذا من صميم عمله ،كما فعل طنطاوى وعنان ، ولكن فى تلك المرة اختلف الأمر تشبثوا بالبطل فى اعتقادهم ،ورفعوا صورته بجوار صورة الزعيم جمال عبد الناصر ،وكنا معهم ،ولكن تفكيرهم سبقنا بكثير ، لم ينحازوا لأحد من الثورة وانحازوا لعبد الفتاح السيسى ،لأن كل واحد فى هذا الشعب يسكن بجواره فلان ابن فلانه اللى ماكنش لاقى ياكل وشافه فى التليفزيون وبيقولوا عليه ناشط سياسى ..طبعا مش الجميع..وهو أصلا صايع..فعمم الشعب الفكرة على الجميع من شباب الثورة..وهنا كانت القشة التى قسمت ظهر البعير. وعندما أعلنت خارطة الطريق وكان أول استحقاق لها الإستفتاء على الدستور ؛نزلوا وفى أيديهم صورا للسيسى ،وكان استفتاءا عليه لا على الدستور ، وثانى استحقاق كانت انتخابات الرئاسة ؛ومال الجميع ممن كانوا ينتمون للخط الثورى إلى عبد الفتاح السيسى ،ولكن بعض الشباب أجبر "حمدين صباحى" على دخول هذا المعترك ؛بالرغم أن النتيجة محسومة من قبل أن تبدأ الإنتخابات . وعرض "صباحى" برنامجه الذى يأتى على رأسه العدالة الاجتماعية ومحاربة الفساد ، وخاض معركة بشرف النبلاء هو ومن معه حبا فى هذا البلد ولاقوا الأمرين من انتهاكات فى اللجان وخارجها من الرجل المريض"الذى استعاد عافيته ووجد ضالته فى تلك الانتخابات:الحزب الوطنى" ، وعادوا بنا إلى ممارسات ميارك فى التزوير – الذى لا يحتاجه عبد الفتاح السيسى – ولكنه عربون الصداقة لما هو قادم ،وصرفوا ببذخ على الدعاية الانتخابية عربون آخر لأنه ما زال المثل الشعبى "اطعم الفم تستحى العين" يستهويهم..والأيام هى من تكشف إذا كان صحيحا أم لا.ولم يعرض السيسى برنامجا واختاروه ..هذه إرادة الشعب الذى يبحث عن الإستقرار.وغضوا الطرف عما قعله الفلول والرجل المريض "الحزب الوطنى" أمام اللجان ..هم نزلوا لإنتخاب الإستقرار..ليس إلا. ولعب الإعلام نفس الدور القذر إبان مبارك وإبان مرسى والآن فى تعبئة الناس وليس توعيتهم ، وكان اعلاما موجها لإنتخاب السيسى ،ووصل الأمر إلى رئيس قناة الفراعين وهو فلولى سابق "توفيق عكاشه" أن ينادى على أقطاب الحزب الوطنى الفاسد فى ثان يوم وجميعهم من محافظته بأن يستأجروا سيارات ويخرجوا الناس من بيوتهم للتصويت للسيسى ..والرجل ليس فى حاجة لذلك. قدموا عرابين كثيرة والأيام القادمة ستثبت إن كان السيسى سيسير ورائهم أم سيطيح بهم ، وبكون الإعلام فى خدمة المواطن الغلبان وليس فى خدمة السلطة. فى النهاية بقى أن أقول ..مبروك للسيسى رئيسا ومبروك لمصر وجود حمدين صباحى زعيما معارضا نبيلا والأيام القادمة نتمنى من الله أن تكون فى صالح وطننا.