قال كريم بيطار، الباحث بمعهد الدراسات الدولية والاستراتيجية بباريس، إن تصريحات المشير السيسي مرشح الرئاسة حول أفضلية الاستقرار في الوقت الراهن على الديمقراطية تظهر أنه لم يستوعب درس الربيع العربي، بحسب وكالة فرانس برس. ونقلت الوكالة الفرنسية عن بيطار قوله: "تعليقات السيسي تعكس عقلية سلطوية، قومية، محافظة، ومناهضة لليبرالية، كما تعيد للوراء مفهوم أن العرب يجب أن يضحوا بتطلعات الحرية والديمقراطية من أجل الاستقرار". وأشارت الوكالة إلى تصريح للسيسي خلال لقائه مؤخرًا مع مجموعة من الصحفيين المصريين بأن مصر بحاجة إلى فترة تتراوح بين 20-25 عامًا لتحقيق الديمقراطية الحقيقية، مشيرًا إلى عدم إمكانية المقارنة مع الديمقراطيات الغربية. وأردف بيطار، قائلا: "تصريحات السيسي تلعب على أوتار هؤلاء الذين يريدون العودة إلى القانون والنظام في أعقاب اضطرابات ما بعد الثورة، لكنهم سيصابون بخيبة الأمل عندما يدركون أن الإجراءات القمعية المستمرة تبذر بذور عدم الاستقرار في المستقبل". جاء ذلك في إطار تقرير للوكالة الفرنسية بعنوان "السيسي يؤثر الاستقرار على الحرية" قالت خلاله: بعد ثلاث سنوات من مظاهرات للملايين رافعين شعار "عيش، حرية، عدالة اجتمالية التي عزلت الرجل القوي حسني مبارك، حذر السيسي من أن هذه التطلعات تعوق الأمن القومي، وتبطئ من وتيرة التعافي الاقتصادي الذي تحتاج له مصر كثيرًا". ونقلت الوكالة تصريحات للسيسي خلال لقائه مع الصحفيين قوله: "تكتبون في الصحافة ألا صوت يعلو حرية التعبير، ما هذا؟.. من سيأتي من السائحين إلى بلد لديه مظاهرات مثل هذا؟ هل نسيتم أن ملايين الأشخاص والعائلات لا يستطيعون كسب قوت يومهم بسبب المظاهرات؟". وتابعت فرانس برس: "العديد من نشطاء ثورة 25 يناير تعرضوا للحبس، لكسر قانون التظاهر، بينما قتلت الحملة الحكومية الوحشية ضد أنصار الإخوان أكثر من 1400 شخص منذ عزل مرسي في يوليو العام الماضي" وأضافت: "بالرغم من الغضب الدولي بشأن الحملة القمعية، التي شهدت أيضًا أحكامًا بالإعدام على مئات من أنصار مرسي، إلا أن الإعلام المصري يساند السلطات بدرجة كبيرة". ونقلت الوكالة عن أسامة دياب، المحلل بالمبادرة المصرية للحقوق الشخصية، قوله: "عدد القنوات المصرية التي تعرضت للإغلاق، وعدد الصحفيين المحبوسين، وكذلك المعتقلين السياسيين، وصل إلى أرقام غير مسبوقة". وتابع دياب، "السيسي يحاول المفاضلة بين الحرية والاستقرار.. لا يمكن أن يكون لديك حقوق إنسان إلا عندما يبنى الاستقرار على قواعد ديمقراطية حقيقية".