قدر الله بحكمته الايام ولياليها واوقاتها وقدر لكل يوم اسمه ومكانته وقدر في كل الايام من المغفره والعفو ما اختصه لجلاله وكما قدر الايام وسماها اختص منها وميز ليلة القدر وهي من ليالي شهر رمضان وسبب تميزها إلى كونها الليلة التي أنزل الله فيها القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم وفيها فضل عظيم للعامل فيها لان الله سبحانه وتعالى اصطفى من البشر محمدا ليكون رسولا للبشريه واصطفى من الشهور رمضان ومن الليالي ليلة القدر وقد وصفت هذه الليلة بأنها ذات قَدر كما أنها ليله مباركة قال تعالى (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ ۚ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ) وأنزل الله فيها سورة يتلوها الناس إلى قيام الساعة أما سبب تسميتها بليلة القدر فهناك من الآراء ما يأتي: تقدير الله تعالى فيها ما يشاء من مقادير السنة إلى ليلة القدر التالية قال تعالى (فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ) وذلك تعظيم لقدر الليلة نفسها وعلو شرفها بين الليالي تقديم الطاعات في هذه الليلة يمتاز بقدره العظيم وأجره المضاعف ويستحب للمسلم في ليلة القدر أن يسارع إلى الطاعات والعبادات ويجتهد فيها ومن الطاعات القيام فقد بشر النبي صلى الله عليه وسلم بأن من قامها إيمانا بالله واحتسابا فاز بالمغفرة والأفضل أن يقتدي المسلم في القيام بالنبي صلي الله عليه وسلم فيصلي إحدى عشرة ركعة يصليها ركعتين ركعتين ثم يوتر بركعة او يزيد لفعل الصحابة رضي الله عنهم ذلك تأسيا بهم الدعاء والذكر وقد علم النبي عليه الصلاة والسلام عائشة رضي الله عنها دعاء تدعوه في ليلة القدر إذا عرفتها وهو اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني قراءة القرآن و يستحب الإكثار من قراءة القرآن ومن استطاع ختم القرآن كاملا أن يختمه في ليلة القدر وله بذلك أجر عظيم الاستعداد لإحيائها إذ يستعد المسلم لإحيائها منذ الفجر ويحرص على الصدقة فيها وعلى تفطير صائم في يومها والإكثار من الدعاء وقت إفطاره ويحرص فيها على السنن الرواتب ولفضل تلك الليله ومنزلتها عند الله وتفضيلها عن سائر الليالي وتعظيم المؤمنين لها اذ ينتظرها كافة المسلمين ايمانا ويقينا منهم بانها ليله مباركه ومقضي فيها كل ما يدعون به اطلق عليها من الاسماء ليلة التنزيل إذ إنها الليلة التي نزل فيها القرآن الكريم حيث قال تعالى (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) ليلة مباركة فهي ليلة مباركة الأجر لمن قامهاوعمل فيها بالخير وقد وصفت بذلك في القرآن الكريم فقال الله تعالى (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ) ليلة الفصل والتقدير فهي ليلة تفصل فيها الأقدار وتتنزل من اللوح المحفوظ إلى صحف الكتبَة من الملائكة وهذه الأقدار تتضمن أقدار العباد من أمور الدنيا كالرزق والأجل والحوادث ونحوها قال تعالى (فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ) ليلة الخير إذ ذكر الله تعالى منزلتها وفضل قيامها والأجر والثواب المترتِب على العبادة والدعاء فيها إذ يضاعف الله سبحانه أجر الأعمال الصالحة في هذه الليلة فيكون أجرها كأجر ألف سنة من العبادة فقال تعالى(لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ) ليلة السلام فهي ليلة يبارك الله تعالى فيها الأرض بنزول الملائكة فيعم الخير والسلام وتعم الرحمة فيشعر فيها المؤمن بالطمأنينة والسلام وذلك في قوله تعالي (سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ) ووصفت بالسلام لسلامة العباد من العذاب بطاعتهم لله ليلة الغفران فهي ليلة تغفر فيها ذنوب من قامها بإخلاص لله تعالى قال النبي صلي الله عليه وسلم (مَن قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمَانًا واحْتِسَابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ) فها هي ليله قدرها الله لكم فيها من المنافع والرحمات ما ان صادفكم حظها لكتبكم من سعداء الدنيا وفائزي الاخره فالتمسوها وتقربوا الي الله فيها بالدعاء و الطاعه وترقبوا ان تصيبكم تلك الليله رحمات الله لتتطهر ارواحكم وتتصفي نواياكم وتبيض وجوهكم في يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود تقربوا فقد اختصنا كأمه آمنت ونصرت وآوت