بيال مراد من مواليد 1964 بغيليزان ، لأب فرنسي و أم جزائرية ، عاش بيال الأب رمزا للقضية الثورية الجزائرية الحاملة للفكر الإنساني حيث رفع صوته و سلاحه و كلمته الحرة ضد الاحتلال الفرنسي معلنا إسلامه و انتماءه للجزائر. نشأ الشاعر بيال مراد ببيئة عربية إسلامية عكست اهتمامه بالشعر الغزلي و الوجدانيات الكلاسيكية و المعاصرة ، و في ديوانه الشعري " ظل الغزال" ، كان للشاعر بيال مراد لمسات لغوية و فنية لافتة للانبهار و الجمال. يحمل ديون " ظل الغزال" في سيمياء عنوانه رمزا للكلاسيكية الشعرية ، حيث كان العرب قديما يتغنون بهذا الحيوان الجميل كرمز للسيميولوجية الشعرية الغزلية التي تعني في أعماقها تجسيد حيوان الغزال للرقة و الحب غير المشروط و غير المغطى بملابسات مفاهيم وجدانية أخرى ، و لأجل إثراء الصور البيانية بالنتاج الشعري ، يتضمن العنوان المستويات الشعورية و الحسية التي تصنع قدرة الشاعر بيال مراد على إتقانه لربط اللغة بالثقافة العربية . و هنا يمكن للمتلقي أن يستخدم حدسه الشعري لاستشعار مدى ارتباط الشاعر بالأصول الرمزية بالقصيدة الشعرية العربية. نجد شاعرنا ميالا لتوظيف معاني شتى للطبيعة بكل أجزاءها الجميلة من زهور في قصيدة ( زهرة اللوتس) و ( عقد سوسن) و ( عطر الياسمين) ؛ و طيور في قصيدة ( سنونو) ، مما يدل على أن شاعرنا قد استمد طبيعته الشعرية الإبداعية من شعراء العرب بداية من العصر الجاهلي حيث طوروا مخيالا صوريا للفرس ، النخيل ، و الصخور، الصحارى ، و النساء الجميلات ، و لم تتغير أدوات هذا الشعر حتى وقوعه على ألسنة شعراء الأندلس الذين عرضوا أدوات جديدة مثل الزهور ، الورود ، النسائم ، الأنهار ، و الحوريات ، و طبعا ، كان للمرأة حضورها القوي بالشعر الأندلسي حيث جسدت أرقى صور القيم الجمالية بالطبيعة. و تتجسد ملامح القصيدة الغزلية للشاعر بيال مراد محاكاة للقصائد النزارية و أنساقها الوجدانية ، و يبدو أنه قد تأثر بالشاعر الكبير نزار قباني ، و من اللافت للانبهار ، تجديدية الشاعر التصويرية لقضيتي المرأة و الحب ، و يتجلى ذلك بوضوح في قصيدتي (من أنت سيدتي) و ( دع نبضي) . و ربما يلتقي إبداع شاعرنا المبدع بين لمساته الشخصية الفنية و نفائس نزار قباني مما يعطي لقصائده حلتها الجميلة و باقة من الانطباعات الحسية المثلى . و بموضوع القضية الوجدانية و مضامينها، نجد أن الشاعر قد رسم لنا مشاهد كثيرة عن ثورية أفكاره في طابع توليدي و منابع فكرية تسودها الرقة الحسية لتأسيس ثقافة شعرية متينة. و لكن ما أجد أن له تأثيرا على قصائد الشاعر بيال مراد هو تشابه بعض القصائد من حيث المضمون و اختلافها على مستوى التقديم اللغوي فحسب مثل قصيدتي (كذاب أنا) و ( كذاب) . و في نهاية هذه القراءة القصيرة ، أتمنى للشاعر بيال مراد كل التوفيق و السداد و النجاح في رحلته الأدبية الشعرية و أن نشهد له إصدارات شعرية أو نثرية أخرى بإذن الله تعالى ، و أن يكون قلم هذا الشاعر مفخرة لكل الأدباء العرب و المستشرقين ممن يبني لهم التاريخ الأدبي صرحا شامخا من المآثر و الفضائل الخالدة على التراث الشعري العربي