في القرية ،حيث عشت باكورة أيامي ،كنا مجموعة صغار .ذات يوم ذهبنا للصيد بشيلات امهاتنا .جعلنا منها شباكا لصيد صغار السمك ،الزوري . ولأننا وطمعا في صيد وافر قررنا أن نذهب بعيدا .اصر ( ف) البغيض على مرافقتنا .تسوية للأمر تركناه عند متاعنا في مكان انطلاقنا ليحرس ما نجمع من صيد على ان يكون شريكا حين اقتسام الصيد .لم نكن نحب ( ف ) لكننا كنا نخافه .كان كان اكبرنا سنا وسمينا لا يستطيع التنقل . تحت اصراره والتهديد وخوف عصاه الثخينة ذات الراس الحديدي المكور و الخوف من سطوة ابن شيخ العشيرة رضخنا .كان (ف)مقربا من ابن الشيخ المدلل الذي يجد لذة في مطاردتنا مطاردة الذئب الغنم ، كنا نخاف سطوته خوف آباؤنا سطوة أباه .! قال ( ف) انه سيضع صيدنا في طشت يغطيه بعباءة امه. كلما اصطاد احدنا كمية ، اسرع فرحا الى ( ف ) ليودعها في الطشت الكبير تحت عباءة ام( ف ) ويعود جذلا ليصطاد من جديد . اصطدنا الكثير في ذلك اليوم المبارك . عند الظهر قررنا ان نعود لنقتسم صيدنا. عدنا جميعا الى مكان (ف..) حارسنا الأمين لاقتسام تحويشة اليوم المجهد .وكانت المفاجأة حينما رفعنا عباءة ام ( ف ) عن الطشت الذي جمع صيدنا .صعقنا جميعا، فقد كان الطشت فارغا ! اين الزوري يا (ف..) أين كد اليوم المنهك يا( ف)؟ صحنا جميعا بصوت واحد.وبكل برود اجاب من إا تمناه على تحويشة اليوم ، لقد اكلته .!! مضت سنون على حادثة الحوت البشري، آكل الزوري نيئا. يومها كنت صغيرا ترى ما الذي ذكرني بها؟ اهي قصة راتب التقاعد الهزيل المزمع ابتلاعه ، ام قصة نهاية حياة( ف)آكل الزوري نيئا والذي نفق بعد اكلة كثيرة الدسم .؟