غدا، بدء الصمت الانتخابي في 55 دائرة بجولة الإعادة للمرحلة الثانية من انتخابات النواب    رئيس مجلس القضاء الأعلى يضع حجر أساس مسجد شهداء القضاة بالتجمع السادس    شعبة الدواجن: المنتجون يتعرضون لخسائر فادحة بسبب البيع بأقل من التكلفة    رئيس مياه الغربية يتفقد محطات كفر الزيات    جهاز تنمية المشروعات ومنتدى الخمسين يوقعان بروتوكول تعاون لنشر فكر العمل الحر وريادة الأعمال    منال عوض: المحميات المصرية تمتلك مقومات فريدة لجذب السياحة البيئية    «أفريكسيم بنك»: إطلاق مركز التجارة الإفريقي بحضور مدبولي يعكس دور مصر المحوري في دعم الاقتصاد القاري    البنتاجون: مقتل جنديين أمريكيين ومدني وجرح 3 آخرين في هجوم وسط سوريا    عمر الغنيمي: غزة تعيش كارثة إنسانية متعمدة.. والمجتمع الدولي يتحمل المسؤولية بالصمت    ريهام أبو الحسن تحذر: غزة تواجه "كارثة إنسانية ممنهجة".. والمجتمع الدولي شريك بالصمت    برلماني أوكراني: البعد الإنساني وضغوط الحلفاء شرط أساسي لنجاح المفاوضات    توافق مصرى فرنسى على ضرورة إطلاق عملية سياسية شاملة تؤدى إلى إقامة الدولة الفلسطينية    الشوط الأول| تعادل سلبي بين برشلونة وأوساسونا في الدوري الإسباني    وزير الشباب يشهد ختام بطولة الأندية لكرة القدم الإلكترونية باستاد القاهرة    ريال مدريد يجهز خيار الطوارئ.. أربيلوا الأقرب لخلافة تشابي ألونسو    مصرع وإصابة 4 أشخاص في تصادم جرار زراعي وسيارة نقل بطريق جنيفة    ضبط 5370 عبوة أدوية بحوزة أحد الأشخاص بالإسكندرية    كثافات مرورية بسبب كسر ماسورة فى طريق الواحات الصحراوى    25 ألف جنيه غرامات فورية خلال حملات مواعيد الغلق بالإسكندرية    يوسف الشريف يشوق محبيه بوسترات «فن الحرب» | رمضان 2026    يوسا والأشكال الروائية    الشناوي: محمد هنيدي فنان موهوب بالفطرة.. وهذا هو التحدي الذي يواجهه    من مسرح المنيا.. خالد جلال يؤكد: «مسرح مصر» أثر فني ممتد وليس مرحلة عابرة    "فلسطين 36" يفتتح أيام قرطاج السينمائية اليوم    يسري جبر يوضح حقيقة العلاج بالقرآن وتحديد عددٍ للقراءة    مستشار الرئيس للصحة: الإنفلونزا الموسمية أكثر الفيروسات التنفسية انتشارا هذا الموسم    نوال مصطفى تكتب: صباح الأحد    توقف قلبه فجأة، نقابة أطباء الأسنان بالشرقية تنعى طبيبًا شابًا    القومي لذوي الإعاقة يحذر من النصب على ذوي الاحتياجات الخاصة    قائمة ريال مدريد - بدون أظهرة.. وعودة هاوسن لمواجهة ألافيس    برلماني أوكراني: البعد الإنساني وضغوط الحلفاء شرط أساسي لنجاح أي مفاوضات    مكتبة الإسكندرية تستضيف "الإسكندر الأكبر.. العودة إلى مصر"    منافس مصر - مدرب زيمبابوي ل في الجول: بدأنا الاستعدادات مبكرا.. وهذا ما نعمل عليه حاليا    المجلس الأعلى للشئون الإسلامية: الطفولة تمثل جوهر البناء الإنساني    استشهاد وإصابة 30 فلسطينيا في قصف إسرائيلي غرب مدينة غزة    إعلام عبرى: اغتيال رائد سعد جرى بموافقة مباشرة من نتنياهو دون إطلاع واشنطن    قائمة الكاميرون لبطولة كأس الأمم الأفريقية 2025    موعد صرف معاشات يناير 2026 بعد زيادة يوليو.. وخطوات الاستعلام والقيمة الجديدة    حبس مدرب أكاديمية كرة القدم بالمنصورة المتهم بالتعدي على الأطفال وتصويرهم    نائب محافظ الأقصر يزور أسرة مصابي وضحايا انهيار منزل الدير بمستشفى طيبة.. صور    جامعة أسيوط تنظم المائدة المستديرة الرابعة حول احتياجات سوق العمل.. الاثنين    محافظ الغربية يهنئ أبناء المحافظة الفائزين في الدورة الثانية والثلاثين للمسابقة العالمية للقرآن الكريم    مواقيت الصلاه اليوم السبت 13ديسمبر 2025 فى المنيا    بدء الصمت الانتخابي غدا فى 55 دائرة انتخابية من المرحلة الثانية لانتخابات النواب    «الجمارك» تبحث مع نظيرتها الكورية تطوير منظومة التجارة الإلكترونية وتبادل الخبرات التقنية    وصفة الزبادي المنزلي بالنكهات الشتوية، بديل صحي للحلويات    محافظ أسيوط يفتتح المؤتمر السنوي الثالث لمستشفى الإيمان العام بنادي الاطباء    فيديو.. الأرصاد: عودة لسقوط الأمطار بشكل مؤثر على المناطق الساحلية غدا    طلعات جوية أميركية مكثفة فوق ساحل فنزويلا    إخلاء سبيل والدة المتهم بالاعتداء على معلم ب"مقص" في الإسماعيلية    تعرف على إيرادات فيلم الست منذ طرحه بدور العرض السينمائي    الأهلي يواجه الجيش الرواندي في نصف نهائي بطولة إفريقيا لكرة السلة للسيدات    محافظ أسيوط يقود مفاوضات استثمارية في الهند لتوطين صناعة خيوط التللي بالمحافظة    القضاء الإداري يؤجل دعوى الإفراج عن هدير عبد الرازق وفق العفو الرئاسي إلى 28 مارس    وزيرة التضامن الاجتماعي تلتقي رئيس الطائفة الإنجيلية ووفد من التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي    تشويه الأجنة وضعف العظام.. 5 مخاطر كارثية تسببها مشروبات الدايت الغازية    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : ولازالت مصطبة عم السيد شاهدة ?!    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 13-12-2025 في محافظة قنا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حرب أكتوبر .. عبقرية التخطيط وعنصر المفاجأة وعزائم المصريين حققت المستحيل

ربما لم يشهد التاريخ هذا الارتباط القوي بين شعب وجيشه في السلم والحرب كما هو الحال في مصر .. فلم تكن الشعارات التي اطلقت قبل عقود عن وحدة هذا الشعب وقواته المسلحة مجرد كلمات لحفز الهمم اوقات الحروب لكنها حقيقة واقعة لا نزال نعيشها ونجني ثمار هذه الثقة اللا محدودة في جيش وطني قوي أخذ على عاتقه مسؤوليات جسام على جبهات القتال وميادين التنمية على حد سواء من اجل رفعة هذا الوطن ..
واليوم يواصل أبناء مصر جيشا وشعبا وبالتزامن مع الذكرى 46 لنصر أكتوبر العظيم ملحمة البناء والتنمية ويحققون مع كل إنجاز على أرض الوطن عبورا جديدا نحو المستقبل..
يصف المؤرخون حرب أكتوبر بأنها الحرب الأكبر منذ الحرب العالمية الثانية حيث قلبت موازين القوى وابهرت العالم بعد أن أجمع خبراء عسكريون على استحالة تنفيذ فكرة العبور .. ولكن عبقرية التخطيط وعنصر المفاجأة وعزائم المصريين حققت المستحيل
الشعب يرفض الهزيمة
من مخاض الهزيمة كان الإصرار على الثأر والانتصار ففى أعقاب حرب 1967 رفض الشعب المصري والعربي الهزيمة، وحدد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر استراتيجية المرحلة كعملية استعداد للثأر والانتصار.
وكانت الخطة تهدف لتوفير فرص مناسبة للقوات المسلحة المصرية، لإعادة تنظيمها والقيام بمسئوليتها في الدفاع عن مصر واسترداد أراضيها.
لم يتوان الشعب المصري- قيادة وشعبا- منذ لحظة إعلان إيقاف النيران في السعي لاسترداد أرضه المحتلة، وفي التعرف والمعالجة على الأسباب الحقيقية للنكسة، فتحمل الشعب الإجراءات القاسية لتحويل الاقتصاد إلى اقتصاد حرب، والذي استنزف حوالي 50 % من ميزانية الدولة، تخصص لإعادة بناء القوات المسلحة.
وقد اعتمد التحول إلى اقتصاد حرب على عدة أسس أهمها: الالتزام بتحقيق مطالب المجهود الحربي، وإزالة آثار العدوان ، وضع بدائل لخطة التنمية، على أن يُختار منها الخطط التي تتفق مع موارد واستخدام النقد المحلي والأجنبي ، استغلال الطاقات المحلية، كبديل عن الاستيراد لتوفير العملة الصعبة ، تطوير استراتيجية استخدام العمالة والقوى البشرية، طبقا للظروف الحالية.
أمدّ الشعب القوات المسلحة بخيرة الشباب المتعلم، الذي حقق طفرة علمية كبيرة نتيجة لاستيعابهم تكنولوجيا الأسلحة الحديثة، وإيمانهم بالتضحية في سبيل مصر، وإطلاق فكره في التعامل مع العدو بأساليب علمية وابتكارات حديثة تحقق تفوق المقاتل المصري على المقاتل الإسرائيلي.
أصر الشعب على تحقيق مبدأ “يد تبني.. ويد تحمل السلاح”؛ فشهدت هذه المرحلة تحقيق العديد من المشروعات القومية، في ظروف صعبة مثل استكمال بناء السد العالي، وإنشاء مصنع الألومنيوم في نجع حمادي، وإنتاج المصانع المصرية للعديد من متطلبات القوات المسلحة.
تقبل الشعب إجراءات تهجير سكان مدن القناة، وبعض المواطنين من سيناء تأميناً لهم من القصف العشوائي، الذي استخدمه الجيش الإسرائيلي، وقد ناهز عدد المهاجرين الثلاثة أرباع المليون علاوة على أحد عشر ألف مواطن سيناوي .
الصمود والتحدي :-
وبين مساء التاسع من يونيو1967 وظهر السادس من أكتوبر كانت الملحمة الكبري لشعبنا العظيم لاعادة بناء القوات المسلحة, وقهر الهزيمة ، ففي أعقاب يونيو 1967 كان لابد من اثبات كذب الادعاءات بضعف القوات المسلحة المصرية ، فتبنت القيادة استراتيجية تهدف الى منع إسرائيل من استغلال نجاحها العسكري، ثم التحول إلى مرحلة أخرى من الدفاع النشط، عندما يسمح الموقف بذلك.
ولأن ما أخذ بالقوة يرد بالقوة كان لزاما توفير سلاح متطور حديث وتنظيم وتدريب القوات بشكل جيد ومتواصل ، وتعبئة الجبهة الداخلية في شتى المجالات، من أجل معركة تحرير الأرض وإزالة آثار العدوان ، تحت شعار ما زلنا نعيشه “الجيش والشعب يد واحدة” .
كما عملت الدبلوماسية السياسية الى إقناع العالم بصفة عامة والاتحاد السوفيتي بصفة خاصة، أننا لا نريد الحرب من أجل الحرب، وإنما لاستعادة الأراضي المغتصبة، وكذلك حشد الطاقات العربية وإمكانياتها لمصلحة المعركة، سياسياً واقتصادياً وعسكرياً.
وفي تلك الفترة أثبتت الأوضاع على جبهة القناة أن العدو كان مصراً على صلفه وغروره، ولم يلتزم في أي وقت بإيقاف إطلاق النيران، بل إنه كان يوجه نيرانه باستمرار ضد سكان مدن القناة، حتى يكونوا أداة ورهينة للضغط على القيادة السياسية.
كان هناك العديد من الاشتباكات في هذه الفترة بعد وقف إطلاق النار، أهمها ثلاثة، تأثر بها الرأي العام المحلي والعالمي، هي بالترتيب:
الأول: معركة رأس العش، في يوليو 1967 وقد أدت هذه المعركة، على الرغم من محدوديتها، إلى شعور جميع المقاتلين بإمكانية تحقيق النصر وتمنى كل قائد محلي، وكل مقاتل أن تتكرر مثل هذه المعركة في قطاعه.
الثاني: معارك المدفعية والطيران يومي 14، 15 يوليو1967، التي زادت الثقة لدى المقاتلين، بعد أن شاهدوا قواتهم الجوية في سماء المعركة.
الثالث: إغراق المدمرة إيلات، في 21 أكتوبر 1967، التي حددت تاريخ أول استخدام لصواريخ سطح/سطح، والتي أشعرت إسرائيل، للمرة الأولى، بالخسائر.
من محصلة هذه الاشتباكات التي شملت أفرعا ثلاثة من أفرع القوات المسلحة انبعثت ثقة المقاتلين بأنفسهم وسلاحهم وقادتهم، كذلك كان لها مردود هائل على معنويات الشعب المصري وكان لها مردودها على المستوى العالمي، إذ أثبتت أن القوات المسلحة المصرية ليست بالجثة الهامدة، كما تدعي إسرائيل.
ومع اتساع الجبهة واستمرار الأعمال القتالية، كان لزاماً أن تتوزع مسئوليات القيادة والسيطرة لضمان حسن الأداء إلى أقصى درجة ممكنة، لذلك صدرت الأوامر التنظيمية بإنشاء الجيشين، الثاني والثالث، اعتباراً من بداية عام 1968.
كذلك، إنشاء قيادة قوات الدفاع الجوي، كقوة رئيسية رابعة في القوات المسلحة، تتولى مسؤوليتها في نهاية النصف الأول من عام 1968 وقد عملت هذه القوة بمزيد من الجهد بالتعاون مع القوات الجوية المصرية في سبيل تحييد الطيران الإسرائيلي، وإنهاء أسطورة تفوقه المطلق، وقد ظهر ذلك جلياً خلال حرب أكتوبر المجيدة.
حرب الاستنزاف:-
في سبتمبر 1968، قررت مصر التحول إلى إستراتيجية جديدة والانتقال بالجبهة من مرحلة الصمود إلى مرحلة جديدة من المواجهة العسكرية، أطلق عليها مرحلة “الدفاع النشط” بهدف استنزاف القدرات العسكرية الاسرائيلية.
وكانت الانطلاقة بالانخراط المباشر في الحرب مع العدو علي مدي ثلاث سنوات ونصف إلي أن اكتمل الاستعداد لخوض معركة الاقتحام المجيدة في السادس من أكتوبر1973 .
كانت حرب الاستنزاف, بحق, هي حرب المعجزات لأنها استمرت ثلاث سنوات ونصف متواصلة أو كما يسميها الإسرائيليون ب حرب الالف يوم, تلقت فيها إسرائيل ضربات موجعة من الجيش المصري الذي ظنت, بغرورها, أنها قضت عليه نهائيا قبل ستة أيام فقط من استرداد الجيش المصري قدرته علي المواجهة وعلي النصر نحو ما تأكد في معركة رأس العش.
كما كانت حرب الاستنزاف كذلك أول صراع مسلح يضطر العدو للاحتفاظ بنسبة تعبئة عالية ولمدة طويلة, وهو ما ترك آثاره السلبية علي معنويات سكان الكيان واقتصاد الدولة بدرجة لم يسبق لها مثيل في الحروب السابقة, خصوصا أن قادة العدو كانوا قد أعلنوا لشعبهم أن جولة 1967 هي آخر الحروب فإذا بالاستنزاف يتصاعد ويحطم مصداقية القادة في نظر الشعب.
التخطيط الاستراتيجي لحرب أكتوبر :-
قامت الاستراتيجية العسكرية على أن تكون استراتيجية هجومية تستهدف هزيمة التجميع الرئيسي للقوات الإسرائيلية في سيناء وفي تنسيق تام مع سوريا وطبقا للإمكانيات والموارد المتاحة للقوات المسلحة.
كانت الخطة تعتمد على مفاجأة اسرائيل بهجوم من كلا الجبهتين المصرية والسورية، وخداع أجهزة الأمن و الاستخبارات الإسرائيلية الأمريكية، من أجل استرداد الأرض التي احتلتها إسرائيل بالقوة، بهجوم موحد مفاجئ، في يوم 6 أكتوبر الذي وافق عيد الغفران اليهودي.
وقامت القوات السورية بالهجوم على تحصينات القوات الإسرائيلية في مرتفعات الجولان، بينما هاجمت القوات المصرية تحصينات إسرائيل بطول قناة السويس وعمق شبه جزيرة سيناء.
ساعة الصفر
بدأت الحرب يوم السبت 6 أكتوبر 1973 بهجوم مفاجئ من الجيشين المصري والسوري على القوات الإسرائيلية، وتحققت الهدف من وراء المباغتة العسكرية لإسرائيل، وتوغلت القوات المصرية 20 كم شرق قناة السويس، وتمكنت القوات السورية من الدخول في عمق هضبة الجولان.
وبدأت مصر الحرب بضربة جوية تشكلت من 222 طائرة مقاتلة عبرت قناة السويس وخط الكشف الراداري للجيش الإسرائيلي مجتمعة فى وقت واحد، استهدفت محطات الشوشرة والإعاقة في أم خشيب وأم مرجم ومطار المليز ومطارات أخرى ومحطات الرادار وبطاريات الدفاع الجوي وتجمعات الأفراد والمدرعات والدبابات والمدفعية والنقاط الحصينة في خط بارليف ومصاف البترول ومخازن الذخيرة.
وبعدها بخمس دقائق قامت أكثر من 2000 قطعة مدفعية و هاون ولواء صواريخ تكتيكية ارض بقصف مركز لمدة 53 دقيقة صانعة عملية تمهيد نيراني من اقوي عمليات التمهيد النيراني في التاريخ.
وبدأت بعدها عمليات عبور مجموعات اقتناص الدبابات قناة السويس، لتدمير دبابات العدو ومنعها من التدخل في عمليات عبور القوات الرئيسية وعدم استخدام مصاطبها بالساتر الترابي علي الضفة الشرقية للقناة.
وفي الساعة الثانية وعشرين دقيقة اتمت المدفعية القصفة الأولي لمدة 15 دقيقة، وفي توقيت القصفة الثانية بدأت موجات العبور الأولي من المشاة في القوارب الخشبية والمطاطية.
ومع تدفق موجات العبور بفاصل 15 دقيقة لكل موجة وحتى الساعة الرابعة والنصف مساء تم عبور 8 موجات من المشاة وأصبح لدى القوات المصرية على الشاطئ الشرقي للقناة خمسة رؤوس كباري.
ومع عبور موجات المشاة كانت قوات سلاح المهندسين تقوم بفتح ثغرات في الساتر الترابى لخط بارليف، وحين فتح الثغرات قامت وحدات الكباري بإنزالها وتركيبها في خلال من 6-9 ساعات.
وفى خلال الظلام أتمت عملية العبور حتى أكملت 80 ألف مقاتل مشاة و 800 دبابة ومدرعة ومئات المدافع.
ونجحت مصر وسوريا في تحقيق النصر، حيث تم اختراق خط بارليف، خلال ست ساعات فقط من بداية المعركة وأوقعت القوات المصرية خسائر كبيرة في القوة الجوية الإسرائيلية، ومنعت القوات السرائلية من استخدام انابيب النابالم، كما حطمت أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر، في مرتفعات الجولان وسيناء، و أجبرت اسرائيل على التخلي عن العديد من أهدافها مع سورية و مصر، كما تم استرداد قناة السويس و جزء من سيناء في مصر، و القنيطرة في سورية.
وفي نهاية الحرب انتعش الجيش الإسرائيلي وتمكن من فتح ثغرة الدفرسوار وعبر للضفة الغربية للقناة وضرب الحصار على الجيش الثالث الميداني ولكنه فشل في تحقيق اي مكاسب استراتيجية.
وعلى الفور اضطرت أمريكا للدخول في الحرب بشكل مباشر، في محاولة منها لإنقاذ حليفتها الصغرى من انهيار تام لجيشها، إذ تدخلت في اليوم الرابع عن طريق تشكيل جسري جوي لنقل الجنود والسلاح ولكن جميع محاولاتها باءت بالفشل.
ولعبت الدبلوماسية دورًا كبيرا في إنهاء الحرب، حيث توسط وزير الخارجية الأمريكي هنري كيسنجر بين الجانبين ووصل إلى اتفاقية هدنة لا تزال سارية بين سوريا وإسرائيل وبدلت مصر وإسرائيل اتفاقية الهدنة باتفاقية سلام شاملة في “كامب ديفيد” 1979
النتائج الاستراتيجية لحرب أكتوبر :-
لعل أهم نتيجة إستراتيجية للحرب هي تنفيذ الهدف الأساسي للرئيس السادات من هذه الحرب وهي إنهاء حالة اللاحرب واللاسلم في الشرق الأوسط .. فقد أرغمت القوتان على إعطاء اهتمام جاد لموضوع السلام في الشرق الأوسط وممارسة نفوذهما القوى .
– أعادت الحرب لمصر موضعها القيادي بين الدول العربية، دعم المركز المرموق للقيادة المصرية النجاح الباهر للقوات المسلحة المصرية في الأيام الأولى للحرب .
إلى ذلك حقيقة أن النكسات العسكرية التي حدثت بعد ذلك فإن القوات المسلحة المصرية خرجت سليمه من الحرب كجهاز من أقوى الأجهزة العسكرية في العالم.
– سمحت الحرب بإعادة فتح القناه مما أدى إلى استعادتها لبعض مواردها الاقتصادية ولهيبتها التي كانت قد فقدت عام 1967م .
– أظهرت حرب اكتوبر تأثير النفوذ العربي على الشئون العالمية بشكل عام، علاوة على ما ظهر من القيمة الهائلة للبترول العربي كآداة اقتصادية إستراتيجية .
– ظهر جلياً من أنه إذا كانت الحرب هي استخدام القوة العسكرية لدعم الأهداف السياسية، فليس هناك شك من وجهة نظر الإستراتيجية والسياسة في أن مصر قد كسبت الحرب، رغم أن التنمية العسكرية لهذه الحرب كانت موقفاً ساكنا يسمح لكلا الطرفين بأن يدعى لنفسه النصر العسكري.
– من ناحية أخرى كانت الحرب صدمة نفسية قاسية للشعب الإسرائيلي فقد أدرك الإسرائيليون الآن أن هذه القوات يمكن أن تقهر وأصبح باستطاعتهم أيضاً أن يروا أعداءهم قادرين على الأقل على تنسيق بعض نفوذهم الهائل في إعداد الموارد الاقتصادية في مجهود حربي ضد إسرائيل.
– لقد كان استخدام سلاح المال والبترول لتحويل الأصدقاء الرسميين السابقين والدول المحايدة ضد إسرائيل شيئاً مفزعاً لحد كبير.
لقد أدرك الإسرائيليون شيئاً كانوا يتجاهلونه بصفة عامة في الماضي، ألا وهو أنه في عالم معاد تعتريه قوى كبرى على استعداد لتقديم دعم غير محدود لأعدائها، لم تستطع
إسرائيل الوثوق ثقة كاملة في نفسها وفي قدراتها الذاتية على المحافظة على أمنها ، وأصبح الكثير من الإسرائيليين مدركين لأن أمنهم في المستقبل في ظل هذه الظروف يعتمد على معونة أمريكا واستمرار تدعيمها لهم
وانتهت الحرب بالتوقيع على اتفاقية فك الاشتباك في يناير1974 حيث وافقت إسرائيل على إعادة مدينة القنيطرة لسوريا وضفة قناة السويس الشرقية لمصر مقابل إبعاد القوات المصرية والسورية من خط الهدنة وتأسيس قوة خاصة للأمم المتحدة لمراقبة تحقيق الاتفاقية
وتم استرداد السيادة الكاملة على قناة السويس، وجميع الأراضي في شبه جزيرة سيناء. واسترداد جزء من مرتفعات الجولان السورية، ومهدت الحرب الطريق لاتفاق كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل في سبتمبر 1978م.
وكل يوم يمر علينا فى الوقت الحالى تؤكد فيه القوات المسلحة أن روح أكتوبر هى صلب العقيدة العسكرية المصرية لايمكن أن تنفصل عنها لأنها بالفعل مفتاح نصر اى معركة.
لقد شهدت أرض سيناء على مدى تاريخها تضحيات وبطولات لأبناء الجيش المصرى العظيم للحفاظ على كل حبة تراب مصرية وبخاصة شبه جزيرة سيناء المستهدفة من قوى متعددة وآخرها العناصر الارهابية التى يتم تمويلها من الخارج من أجل محاولات بائسة لضرب الجيش المصري وزعزعة استقرار الوطن.
وعلى مدى عقود كان الجيش جزءا من الشعب ، لم يتخل يوما عن دوره في تأمين حدوده الخارجية وجبهته الداخلية، وامتد دوره الى الحياة المدنية ، يحل الأزمات ويسهم في تنفيذ مشروعات قومية وخدمية تعود بالنفع على كل ابناء الوطن وتبقى للاجيال شاهدا على عمق العلاقة بين الشعب وجيشه الوطني ، كما وقف الجيش دائما الى جانب ارادة الشعب وورائها يحميها ويؤمنها
ولعل ماتم انجازه خلال العامين الماضيين باسهام القوات المسلحة في كافة الميادين خير دليل على ذلك ، بدءا من مشروع قناة السويس الجديدة الى مشروعات الاسكان والطرق والكباري وغيرها
قد حققت روح أكتوبر النصر فى حرب العزة والكرامة ومن بعدها بطولات كثيرة تحققت، ولا تزال تحقق الانجاز تلو الآخر ما يؤكد أن روح أكتوبر باقية فى كل فرد من أفراد الشعب والجيش معا ويدا بيد في معركة للبناء والتنمية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.