كل ديانات العالم سواء الديانات الوضعية او الديانات السماوية كاليهودية والمسيحية والصابئية كلها تمجد وتعظم ما حصل في واقعة الطف من تضحية وبطولات تاريخية جهادية لم تحصل مثلها قط على مر التاريخ وان كل تلك الديانات هي لا تؤمن ب الديانة الاسلامية ولكن ترفع القبعة احتراما وتمجيدا لما حصل في واقعة الطف من تحدي وصبر واستبسال وبطولات ليس لها حدود ولا تعطي حقها الكلمات وان كانت كزبد البحر كما انهم يرون من واقعة الطف شئ يشد الانتباه والغرابة لأن الذين قتلوا في واقعة الطف من شهداء هم احفاد رسول الاسلام وهم آل بيت رسول الله وان المجرمين القتلة هم من الاسلام بل ان من ارسلهم هو قائد وحاكم المسلمين في العالم وقتها ولكن الاسلام براء منه وبراء لكل من شارك بهذه الجريمة الى يوم الدين لذا هم يستغربون بشاعة جرائمهم وبشاعة قدومهم لأرتكاب هذه الجريمة رغم انهم مسلمين وليس من ديانات اخرى ضد الاسلام !!! كذلك في واقعة الطف حدثت ابشع جرائم القتل وهي قطع الرؤوس وقتل حتى الاطفال الرضع وبكل وحشية وحقد دموي واستشهدوا مظلومين عطاشا لم يشربوا ماء يرد ظمأ عطشهم ولقد ارادوا اعداء الله ان يمحوا ذكر الحسين ومن معه في واقعة الطف ولكنهم احيوا ذكره على مر السنين والى يوم الدين ومن خلال هذه الملحمة البطولية الاستشهادية علمنا فيها الحسين انه يجب الوقوف بوجه الظالمين وقيام الثورة بوجه كل ظالم حاقد معتدي ونصرة المظلومين واقعة الطف هي مدرسة للشجاعة والبطولات والتحدي وهي مثال حي للأجيال الساعية الى ساحل النجاة نعم الحسين عاش في ضمير وقلوب وارواح الاجيال وعلى مدى التاريخ الى يوم الدين لأنه ملك القلوب والعقول والضمير وهو المحرك لحركة التاريخ بطول الزمان ويتعلم منه جميع الاحرار كلما اقتضت لوازمه وكلما تقتضية لوازم الرفض والتحرر من قيود الظالمين وهو سلوى للمنكوبين والثكالى ومعلم للأنسانية من دروس العبر والعضة والتحدي والصبر والاستبسال وعدم الخضوع والخوف من المستحيل وهو منار للتضحية والفداء والتحدي والاخلاص والتفاني والعبادة والزهد والورع والتقوى ولقد علم البشرية اجمع هذه الدروس ومن اجمل واشمل معانيها من دروس التضحية والشجاعة والبسالة واعلى درجات الصبر والعنفوان وعلمنا التضحية بالنفس والأهل وكل ما نملك من اجل اقامة الدين وحفظة من التحريف والضياع وحفظ اصالة الأمة والاسلام وعلمنا الحسين ان السر من وجود الأنسان هو عبادة الله تعالى ومفهوم العبادة بمعناها الأوسع والعمل بالحق ورد الباطل اينما كان والعمل بصنوف الأنسانية جمعاء لهذا صرح الحسين وبأحلك الظروف مخاطبا الناس قائلا ايها الناس ما خلق الله الخلق الا ليعرفوه فأذا عرفوه عبدوه فأذا عبدوه استغنوا عن عبادة من سواه لذلك اذا لم يتحقق في حياة الانسان معرفة الله وعبادة الله فليطلب الانسان الموت في سبيل الله ويقول الحسين عليه السلام قائلا اذا لم تعيش في خط الله معرفتا وتكاملا وعبادة فطلب الموت اولى لأن الحياة بدون عبادة الله شقاء والحياة بدون العمل بالحق واقامة مجتمع العدل والقسط تصبح فارغة من محتويات القيمة كما علمنا الحسين عليه السلام قائلا الا ترون ان الحق لا يهمل بهوان الباطل لا يتناها عنه ليرغب المؤمن في لقاء ربه محقا فأني لا ارى الموت الا سعادتا ولا حياة مع الظالمين الا ضررا لذا يجب ان نفهم البعد الحسيني في عبادة الله سبحانه وتعالى نعم هكذا علمنا الحسين مناهج العبادة واعظم المناهج في العبادة هي الوقوف بوجه الظالمين واحقاق الحق وابطال الباطل وعلمنا الحسين عليه السلام ان الخضوع للظلم حرام والسكوت عليه حرام ويعاقب الانسان عليه لأن الخضوع للظلم شقاء للأنسان في الدنيا والآخرة لذلك اوجب الحسين عليه السلام وجوب الثورة على الظالمين وعلمنا قائلا ان الذين يأتون في خط الشهادة ليس خسارة لأن الشهداء ينورون الدرب للأجيال القادمة بحياة الترف والسعادة والحرية والكرامة والعيش بسلام وأمان بعيدا عن الظلم والقهر والحروب واكل حقوق الانسان وان الشهداء يبعثون الروح والقوة والصبر والاستبسال في الامة الخاملة الخانعة ويبقون مشاعل تنير الدرب للأجيال القادمة بل ان الشهداء هم ذخائر الامة نتعلم منهم ونهتدي بهم وان يزيد عندما قتل الحسين قتل نفسة في الدنيا قبل الآخرة ورسم له تاريخ اجرامي اسود ولن يرحمه التاريخ هو واعوانه من مرتكبي واقعة الطف ولن يرحمه الله والاسلام وان له نارا تلظى لا ترحمهم مخلدين فيها ابدا وكل من يجد الذرائع والحجج لتبرئة قاتلي الحسين فه محشور مع القتلة الى جهنم وبئس المصير وما ظلمناهم ولكن كانوا انفسهم يظلمون لذا يجب ان نأخذ من الدروس والعبر الحسينية روحها وجوهرها ونطبقها بالتمام والكمال من اجل ان نرتقي نحوا النجاة والحرية والسعادة في الدنيا والآخرة ولا نأخذ من الدروس الحسينية الشكلي الخارجي ونترك الجوهر الروحي ولكن للأسف الشديد نحن كمسلمين نطبق الجوهر الشكلي فقط للحسين من خلال مراسم الحزن للحسين ومراسم التعزية ومراسم الزيارة ولكن دون تطبيق للجوهر الحسيني من صدق واخلاص ووفاء وامانة ورحمة وانسانية ولو كنا نطبق الجوهر الروحي للأمام الحسين عليه السلام وجدة الرسول الكريم محمد صل الله عليه وسلم لما وصل بنا هذا الحال من تأخر وفقر وحروب وازمات وذل وارتفاع يد وصوت أوربا وامريكا فوقنا نعم اذا اردنا التقدم والزهو والنصر والفخر والعيش بحرية وسعادة وسلام علينا ان نتبع النهج الحسيني الاسلامي المحمدي الصحيح والا نبقى قابعين في بئر الظلام ما دمنا في الحياة