يبدأ الأخضر الإبراهيمي الممثل الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية لدى سوريا اليوم زيارة الى مصر لبحث تطورات الأزمة في سوريا، فيما تشتد حدة القتال في حلب. ومن المقرر أن يعقد الإبراهيمي اجتماعا مع الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي حول تطورات الأوضاع في سوريا. وكان احمد فوزي المتحدث باسم الإبراهيمي قال حول زيارة دمشق "ننجز التفاصيل الأخيرة لهذه الزيارة المرتقبة الى دمشق التي ستحصل بسرعة حالما يتم انجاز كل هذه التفاصيل". ووفق دبلوماسيين في الأممالمتحدة فإن الإبراهيمي يريد التأكد قبل الذهاب الى دمشق من انه سيحظى باستقبال جيد من جانب الرئيس السوري بشار الأسد. وأعلنت الأممالمتحدة الجمعة تعيين الكندي من أصل مغربي مختار لماني مبعوثا جديدا للجامعة العربية في العراق لإدارة مكتب الإبراهيمي في دمشق. وأشار فوزي إلى أن لماني سيؤمن التواصل بين المبعوث الدولي الذي يتخذ من نيويورك مقرا له مع السلطات والمعارضة في سوريا. وأضاف "الإبراهيمي سيقود الجهود الأساسية للوساطة لكنه يحتاج الى شخصية رفيعة المستوى للتعاطي مع الحكومة، مع المعارضة، مع المجتمع المدني". وسبق ان تولى لماني العديد من المناصب الدبلوماسية بينها خصوصا ممثل الاممالمتحدة لدى منظمة المؤتمر الإسلامي (1998-2002) ومبعوثا للجامعة العربية في العراق (2006-2007). يذكر أنّ الدبلوماسي الفلسطيني ناصر القدوة نائب الإبراهيمي قد استبق المبعوث الدولي إلى مصر الأربعاء الماضي لحضور اجتماعات وزراء الخارجية العرب حول تطورات الأوضاع في سوريا. وقال القدوة إنه من المقرر أن يلتقي الإبراهيمي عددا من الشخصيات المعارضة في القاهرة من في محاولة لحل الأزمة التي تعصف بسوريا. وكان الدكتور ياسر علي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية في مصر قد قال إن وزراء خارجية المبادرة الرباعية التي دعت إليها مصر لحل الأزمة السورية والتي تجمع مصر والسعودية وتركيا وايران سيجتمعون خلال الأسبوع الجاري بالقاهرة. وأوضح ياسر علي في تصريحات له أمس السبت أن هذا الاجتماع سيناقش أبعاد الأزمة السورية وسبل حلها والاتفاق علي رفض التدخل العسكري الخارجي في سوريا. من جانب آخر، قرر وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي أمس السبت تشديد العقوبات على النظام السوري، في حين تواصلت أعمال العنف حاصدة السبت مئة قتيل على الأقل وصدت القوات النظامية السورية هجوما استهدف ثكنة في حلب، بينما شهدت أحياء في دمشق اشتباكات. وأعلنت وزيرة خارجية قبرص ايراتو كوزاكو-ماركوليس التي تتولى بلادها الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي ان الاتحاد توصل السبت الى "توافق" على تشديد العقوبات الاوروبية المفروضة على نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وقالت الوزيرة للصحفيين في ختام اجتماع تشاوري ضمها ونظراءها الأوروبيين في بافوس في غرب الجزيرة المتوسطية أن الوزراء توافقوا على مسألة تقديم مساعدات إنسانية للمدنيين في سوريا وفي الدول المجاورة، كما "تم التوافق أيضا على تشديد العقوبات على سوريا". ويذكر ان الاتحاد الأوروبي سبق وان اعلن في آب (أغسطس) تشديد عقوباته على سوريا وعمليات مراقبة الحظر على الأسلحة. وياتي ذلك غداة بدء فرنسا تقديم مساعدة إنسانية إلى مناطق سورية أضحت تحت سيطرة المعارضة المسلحة التي تزودها بتجهيزات لا تشمل السلاح. وقد تم رفع المساعدة الإنسانية الفرنسية الى ثمانية ملايين يورو وتم إحصاء خمس مناطق "محررة" في شمال سوريا وشرقها للإفادة منها أولا. ويعيش في هذه المناطق نحو 700 ألف نسمة من نحو 21 مليون سوري. في مقابل ذلك، أعلنت روسيا أنها ستدفع مجلس الأمن الدولي للمصادقة خلال اجتماع في نهاية ايلول/سبتمبر الجاري على اتفاق جنيف حول مبادئ انتقال سياسي في سوريا، إلا أن واشنطن سارعت الى التحذير من أن هكذا قرار لن يمر إلا إذا ارفق بعقوبات في حال عدم التزام دمشق به. غير ان موسكو انتقدت العقوبات الأميركية المفروضة على سوريا، مؤكدة ان هذه العقوبات تضر بالمصالح الاقتصادية الروسية.