فى رحلته المستمرة طائرا يحلق فوق الأراضى العربية وفى الوقت الذى يصر فيه طائر الحرية أن يطيح بكل حاكم ظالم ظلم شعبه أو أهانه ، وبعد أن بدا فى بناء عش له فى مصر من بعد تونس واختياره ليبيا والبحرين ومع ازدياد التظاهرات وانتقالها من مدينة إلى أخرى يزداد أيضا عناد النظام المستبد كما حدث فى مصر وتونس من قبل ، فقد ارتفع عدد القتلى منذ أول يوم بدأت فيه التظاهرات وحتى الآن فى ليبيا إلى 24قتيلا وعشرات الجرحى فى المواجهات التى نشبت بين المتظاهرين وقوات الشرطة والتى استخدمت نفس سيناريو وأسلوب الشرطة المصرية التى قامت بإطلاق الرصاص الحى على المتظاهرين وضم البلطجية كجزء فى المواجهة ،حيث أكد شهود عيان بأنهم شاهدوا بعضا ممن يرتدون ملابس مدنية ينضمون إلى قوات الشرطة التي كانت تحاول فض جموع المتظاهرين بالقوة المفرطة والوحشية التى استخدمها النظام المصرى ولكنها لم تؤت بثمارها. وفى نفس الوقت تعهد الحكومة الليبية برد صاعق وقوى إيذاء التظاهرات إذا لم يتم فضها مهددة بأن الشرطة الليبية سوف تستمر فى استخدام الرصاص الحى ضد المتظاهرين. واندلعت فى سائر أنحاء المدن الليبية الكثير من التظاهرات وحدثت أعمال تخريب لبعض المنشآت والمرافق ومنها تمثال الكتاب الأخضر الذى يحوى الأفكار الخاصة والمتعلقة بسياسة العقيد القذافى . وقرب الحدود المصرية الليبية شهدت مدينة طبرق شعلة ساخنة من التظاهرات التى أحرقت مقرا للجان الثورية أحد الأعمدة الرئيسية للنظام الليبى بالإضافة إلى حرق تمثال للكتاب الأخضر ،وفى مدينة بنى غازى وبعض المدن الأخرى شيعت بعض جنازات ضحايا التظاهرات والذين لقوا حتفهم على يد قوات الشرطة . وفى نفس السياق توعدت اللجنة الثورية بالرد القاسى والرادع إذا ما استمرت هذه التظاهرات واستخدام كافة السبل لمحاولة إسكاتها قائلة(بأن أمريكا لن تنفعهم أو أى لجان حقوقية) وأدانت الكثير من الجمعيات الحقوقية ما تفعله السلطات الليبية والنظام من استخدام الوحشية ضد المتظاهرين مشيرة إلى أن هذه الأفعال استخدمها النظام المصرى من قبل ولم يأت بأى نتيجة بل فشل. وأكثر ما يثير دهشة الكثير مشاركة معمر القذافى التظاهرات التى تطالب بإسقاط حكمه ونظامه ،ويتساءل البعض أهذا جنونا من زعيم عربى تعودنا منه على الكثير من الأفعال الغريبة و المتناقضة؟ أم هو استخفافا بعقول الليبيين الذين رضى البعض منهم عن مشاركة معمر القذافى فى الثورة؟ ويظل هذا السؤال لغزا محيرا فى ليبيا ومصر بل والعالم.