حينما نشط الإمام محمد عبده واجتهد بروح المصلح عمل على إصدار مجلة (( العروة الوثقى )) بعد أن لاحظ التشرذم وما آلت إليه الأمة؛ ولأننا الآن فى حقبة أخرى بتشرذم من نوع آخر يستهدف (( وجودنا )) يريد أن يخرجنا من هويتنا وحدودنا؛ لهذا فإن الوعى بات ضرورة يجب أن تسعى إليه الدولة من خلال خطة محددة ؛ فماذا لو تبنت الثقافة مجلة باسم (( الوعى الإنسانى )) تبرز فيها قيمنا وثوابتنا التى تتوافق مع هويتنا ؛ وباعتبار أن رسالة الإسلام عالمية؛ بما يستلزم أن تكون لغة دعاته ومثقفيه واعلاميه ناظرة إلى ذلك لاسيما بعد أن ذابت الحدود الجغرافية بثورة الاتصالات واضحى الحال ((كونية القرية)) فلم تعد تستطيع أن تحجب نفسك عن الآخرين وثقافاتهم وأيضا العكس؛ ولأننا على الحق وننشد مكارم الأخلاق؛ فإننا سنكون أصحاب صوت مسموع بقيمنا واخلاقنا؛ وتلك مهمة المصلحين؛ الذين عليهم أن يقوموا بتهيئة المناخ لنشر رسالتنا الأخلاقية؛ اى (( ينشروا السلام )) بوعى وفهم لديننا العظيم ؛ وأحسب أننا نعانى جملة أمراض تحول دون ذلك أبرزها سوء الفهم ( وهو مايسمى بغيبة العقل المفكر ) وكذا حالة البغض والكراهية السارية بين الكبار والصغار وتلك هى (( الحالقة )) انه ياسادة داء التخلف؛ إلم تسمعوا قول سيدنا رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) صاحب ( الخلق العظيم ) وهو يقول : (( دب إليكم داء الأمم قبلكم : البغضاء والحسد ؛ والبغضاء هى الحالقة ؛ ليس حالقة الشعر؛ ولكن حالقة الدين ؛ والذى نفسى بيده لاتدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولاتؤمنوا حتى تحابوا . ألا انبئكم بما يثبت لكم ذلك ؟ افشوا السلام بينكم )) نعم لابد أن نتصالح فيما بيننا وان نفهم رسالتنا؛ وان ننشر ((الوعى )) فهو الآن ضرورة نحتاجها لنثبت إزاء معاول الهدم والتخريب والتفتيت بروح المرابطين الذين يخشون الله فى الناس كل الناس ، فهلا حققنا