خيمت أزمة أمس على العلاقات المصرية الأمريكية بسبب قضية التمويل الأجنبي لمنظمات أهلية أمريكية المتهم فيها 19 مواطنا أمريكيا. وحذر ثلاثة أعضاء في مجلس الشيوخ الأمريكي مصر من ان خطر حصول قطيعة 'كارثية' بين البلدين نادرا ما كان بهذا الحجم، وذلك وسط توتر متزايد بسبب ملاحقات قضائية للناشطين. وفي تعبير عن مشاعر الغضب التي عمت مجلس الشيوخ بأعضائه الجمهوريين والديموقراطيين، حذر الجمهوريان جون ماكين وكيلي ايوت والمستقل جو ليبرمان، من ان 'دعم الكونغرس لمصر خصوصا لجهة المساعدة المالية بات في خطر'. وقالت وزارة الخارجية الأمريكية الأربعاء إن الحكومة الأمريكية تسلمت 'قرار اتهام رسمي' من 100 صفحة يتعلق بالتحقيقات مع بعض المنظمات غير الحكومية العاملة في مصر. وقالت المتحدثة باسم الوزارة فيكتوريا نولاند للصحافيين 'لدينا الآن قرار اتهام رسمي ... نحن الآن في عملية تسلمه'. من جهته قال الدكتور كمال الجنزوري رئيس مجلس الوزراء المصري الأربعاء ان مصر لن تغير موقفها بسبب المساعدات الأمريكية في قضية التمويل الأجنبي لبعض المنظمات المدنية. وأكد الجنزوري - في مؤتمر صحافي عقب اجتماع مجلس الوزراء - أن مصر ستبقى ولن تركع لأحد وستعبر الأزمة التي تمر بها، مشيرا إلى أن مصر هي العمود الفقري للمنطقة، وعلى الجميع أن يعي أن وقوع مصر يعني وقوع المنطقة بأسرها. وأكد الجنزوري أن السلطة العسكرية في مصر مستمرة حتى نهاية يونيو، وأنها مصرة على ذلك وأكدت أنها لن تترك السلطة قبل ذلك التاريخ. وقال 'على من ينادون بسقوط السلطة العسكرية أن يتذكروا ما حدث في العراق'. من جهة اخرى أعلنت منظمة العفو الدولية الأربعاء أن الآلاف من مؤيدي المنظمة ومجموعات شتى واتحادات العمال وغيرها من الجماعات والأفراد في 16 دولة من دول العالم سينظمون مظاهرات تحت شعار 'اليوم العالمي للتحرك' في ذكرى تنحي الرئيس السابق حسني مبارك في 11 شباط /فبراير للتعبير عن تضامنهم الكامل مع المتظاهرين والمحتجين في دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الذين يطالبون بإجراء إصلاحات وباحترام أكبر لحقوق الإنسان. وذكر بيان لمنظمة العفو الدولية الأربعاء أن هذه الاحتفالات ستتم في مدن بكل من النمسا وبلجيكا وألمانيا وفنلندا وفرنسا وايطاليا وايسلند ولكسمبورغ والمغرب وهولندا ونيبال والنرويج وباراغواي واسبانيا وسويسرا وبريطانيا. ونقل البيان عن سليل شطي الأمين العام لمنظمة العفو الدولية قوله أن حقوق الإنسان كانت وما زالت هي الأساس لكل مطالب التغيير في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والتي أدت إلى الأحداث الاستثنائية العام الماضي. وأضاف 'أننا سنتظاهر بعد مرور عام على تنحي حسني مبارك في الأماكن العامة حول العالم' لإظهار مدى تضامننا مع الأشخاص في هذه المنطقة من العالم (الشرق الأوسط وشمال إفريقيا) المستمرين في صمودهم ووقوفهم بشجاعة وكرامة في مواجهة أساليب القمع الوحشي.