بقلم إيمان حجازي الى وقت قريب كنا نعتقد أن مشكلة المجتمع العربى تنحصر فى ظلم الحكام , وضلالهم وتضليلهم لمحكوميهم من الشعوب , وقد كنا جميعا بدون إستثناء نلقى بعبىء التخلف والجهل والغباء وهى الصفات الأساسية للمجتمع العربى على إختلاف أقطاره على عاتق الحكام وربما كان لهذا الحكم العديد من المبررات , ذلك لأن حكام العرب يتسمون بالجشع والشره السلطوى الذى يجعلهم لا يرون سوى كراسيهم الحاكمة والتى من خلالها يمتلكون أسباب التفرد والإنفراد وتفتح لهم أبواب التحكم التام فى مصائر تلك الشعوب , فيبذلون فى سبيلها - أقصد كراسى الحكم - الغالى والنفيس من كرامة الشعوب بل وكرامتهم هم الشخصية ,, ويكون المبدأ الأساسى مافى سبيل الكرسى ما أنا فاعل كان هذا الإعتقاد هو السائد حتى وقت قريب , وتحديدا قبل ثورة 25 يناير , وبعد أن أحيت الثورة الهمة فى النفوس وكانت بمثابة عودة الروح لشعب زهقت روحه منذ سنوات وشيعت جنازته وأخذ فيه العزاء وتحللت رفاته ونثر ترابه فى الهواء فلم يعد منه باقية , فجاءت الثورة بما لم يتخيله عقل ولم يحلم به حالم فى أعز وأغلى أحلامه وإعتقدنا منذ ذلك التاريخ أننا سوف نفعل ما لم نفعله من قبل , بل وفعلنا الكثير وذلك إحقاقا للحق ,, وينتظر أن نفعل ونفعل لأولادنا مالم يقدم عليه الآباء غير أن آفة الشعوب العربية الإنغماس فى الفرعيات والفئويات والمصالح الشخصية , فقد ترك الشعب القضايا الهامة وإنجرف وراء الفرعيات , وأعطى الفرصة لما أسموه بالفلول وأنصار الثورة المضادة أن يهبو وتعلو أصواتهم كما جرى الشعب كالعادة وراء كرة القدم وأخبار أهل الفن , اللذين جعلو من أنفسهم أوصياء على الشعب ونسو أن شعبيتهم ونجوميتهم أساسا مستمدة من ذلك الشعب الذى تطاولو عليه وظهر السلفيون بما يجرونه وراءهم من مشاكل وبما يفتعلونه من أزمات , مرة مع المسلمين وأخرى مع المسيحين وأصبح شغل الشعب الشاغل هو متابعة المحاكمات التى تتم لمسئولى النظام السابق والتعريض بهم , وأهملنا فى هذا المضمار ما يجب أن نهتم به , ما قامت على أساسه ثورتنا ,, حتى وإننا لو سألنا أنفسنا الآن ماذا نريد وأين نحن فلن نجد إجابة واضحة محددة من هنا يتضح لنا أن آفة الدول العربية هى شعوبها ومتطلباتهم وعدم تركيزهم التام فيما يطلبون تحقيقه من آمال وفيما يصبون إليه لابد للشعوب العربية وخاصة شعبنا الحبيب أن يركز كثيرا فى القضايا الهامة , وأن لا ينجرف الى الفرعيات حتى يتم لنا الوصول الى بر السلام ونحقق ما قامت من أجله ثورتنا السلمية البيضاء العظيمة