صانعه الفرح

اذا عنها ؟؟
تلك القابعة هناك...
في ركن خلفي ...
تحمل على كتفيها شالا مخملي ...
ووجه تغار منه مساحيق التجميل ..
فتهيم خلفه وتفر منه ...
في جدل شاعري ....
نظرات التألق الملساء في عيناها ...
تتسلى بالانطلاق عبر سماواتي ...
لا توقفها طبقات عنادي البشري ...
كيف ؟؟ ...
لست أدري ؟؟!!!
فيها شئ ما ...
شئ طفولي ...
اشارات عينيها تعيق دوريات مراقبتي ....
وأراها تقترب ...
وتقترب ..
وأنا كالمرمى المكشوف .....
فلماذا تراوغني ؟؟...
تهملني ...
تتخطى عارضتي ...
أيا ليتها...
تلتقط حنيني الملهوف ...
توقع لي حقوق ملكية البدر ...
صه يانبض قلبي...
يكفيني ايقاع الخطوات .. ...
يمنيني بتحقيق رؤى الفجر ...
لحظات ...
وأنا قانت ....صامت ...
خاشع لتلاوة أوراق القدر ....
كم كان جميلا هذا العرس ...
نتقاسم الفرحة مع نخب كل كأس ...
بسمات المدعوين فراشات ..
تسرقها زهرات عروس ...
الا بسمتها ....
خفيفة ...
غصن غض ...
ترك لي أوراقي بحرفها تنوء ....
ثمينة ...
تكوينات فم من العقيق والياقوت....
هامسة ....
وأنا انصت رغم الضوضاء ....
أذناي مدفونة بين ضلوعها ...
في أجمل تابوت ...
هائمة ....
تطلق في أعماقي حزمة ضوء ..
تبحث عن قوس قزح ...
هاك تلافيف ذاكرتي ...
شكليها أقواسا ...
لونيها ...
واستقري فيها بكل هدوء..
الا بسمتها ....
تغزل شرنقة حول أساريري ...
تلغي احتمالات نجاتي ...
تطبق على زندي بطوق من حريرِ....
وأظل لساعات أسأل نفسي عن نفسي ...
وتتوه اجاباتي ...
تتعلل بضياعي بين خطوط خريطتها ....
آه من أقدام كالأميال تفصلنا ...
أيا طول مشاويري ....
الا بسمتها ...
فشفاه الفتيات الأخرى ككرات البلور ....
مرايا تعكس فرحا من مقلتيها ...
تتقافز مرحا حول جناحيها ..
تفضح سر أميرة ليلي الثلجي ..
ترافقها بعيدا عن عالمي المسحور ....
وبدون أن تدري ...
كانت شفتاها صانع فرح متمكن ...
يتخفى تحت الجلد المعتم ...
تضغم تحت قواطعها أجراس حبور ....
ويداها صائغ فرح مخضرم ...
تنثر أقراطا من تصفيقات خجلة ...
تبدر فوق الأعناق قلادات و زهور ....
وأناملها حائك فرح ...
آه لو في بيتي يسكن ...
لتقدم لي السعادة ألف ثوب ......
وتعبئها في دولابي المهجور ...
وتغطي جرحي المتكشف ....
وتطرزها على قمصاني ....
وتصوبها سهما في عروة معطف ....
وأنا لا زلت أمارس صبرا متكلف ....
أرنو أن نتعرف ...
أحلم أن تتعطف...
وتقدم لي سترات من نور ...
وتحول بجعاتي الى رسل العشق الأبدي ...
وتحرر أملي المأسور ..
وفجأة ...
رحلت ...
رحلت ...
وبدون أن تدري ...
عاقبتني على فعلي العرضي ...
وأعادتني لكوكبي الأرضي ....
هناك ...
حيث مركز الجاذبية ....
حيث وجدتني....
حيث اجتذبتني ...
تلك القابعة في الركن الخلفي !!!