هالني كمُّ رسائلي ... وكم مزقت أوراقا ... ثم أعود ألصقها .. تمزقني .. فألصقني .. وألصقها بدمعي .. أطيع فؤادا فتته الليالي .. وأحرقته الأماني وشمعي.. تلاشت شموعي بين أحضان الزمن .. تهادت حروفي في موكب استقبالك .. على سجادك الأحمر ... وطئت أقدامك وجدي الممتهن ... ورسائلي الممزقة في الأركان تشهدنا .... قصاصة عشق .. وقصاصات انتظار .. قصاصة شبق ... وقصاصات ذنوب واستغفار .. أفزعتني كثرتهم ... اختلطت الخرافات بحقائقي .. وتقلب الوهم بين نمارقي ... وتناثر قتلى الكلمات .. فما عدت أملك حصرهم .. والأرقام والتواريخ مطوية بين الثنايا ... فألصق الصيف بالشتاء دون فواصل ... امحي الخريف من عامي الجديد ... ثم أؤرخ يوما يحمل كل الفصول .. ورسالة لا تعرف لها كنية .. ولا الى أي أرض تؤول !!! مطلعها .. حبيبي أين أنت ؟؟ وأوسطها كفوا فقد كللت .. وآخرها اغفر ما فعلت ..!!! عراك لا ينتهي .. وجنون يأبى أن يزول ... فكيف كان الشعراء قديما يكتفون ؟؟ ( لن نكف حتى تجف الأحبار ).. أهكذا كانوا يقولون ؟؟ أو حتى تنتهي الأقلام .. وينتحر الرصاص على سطور الشكوى ... قبل أن يتهموه بالمجون !! واليوم ماذا نقول ؟ لن نتوقف حتى تتآكل الأزرار ... الى ان تتوقف الشاشات عن استيعاب الحروف..!! أتعلم متى سأتوقف عن الكتابة ؟؟ عندما يخفي ضجيجها صرخات الفؤاد .. عندما يعلن عقلي العصيان .. وتقتفي أثري أفكار الهروب للنهاية .. لكن لم يخبروني كيف أتوقف.. فالصمت ليس له في زماننا رواد .... تحفة أثرية انقرضت منذ دهر .. من ذا الذي يمتلكها لبيعها في مزاد .. هلا تقرضني ثمنه كي اشتريه ... فان فعلت فقد رحمت نفسك .. وان أعرضت فلا لوم علي ... لا يلام قاصر ولا مجنون !!!