استخدمت الممثلاتان التونسيتان هند صبري ودرة مواقع التواصل الاجتماعي للتعبير عن غضبهما مما يحدث في بلادهما في الأيام الماضية، وغيرت كل منهما صورة صفحتها الرسمية لعلم تونس. كتبت درة على صفحتها الرسمية بموقع FaceBook: "إلى جميع أبناء بلدي الذين يعيشون في أوقات صعبة بوقت مبكر من هذا العام ، أتوقع الأمل لجميع الشباب العربي". وكتبت هند صبري في Note على صفحتها بعنوان "لا تطلقوا النار": "نحن تونسيون فى الخارج، نعيش ملتصقين أمام شاشات التلفاز منذ عدة أيام، لنشاهد المأساة العنيفة التى يعيشها أخواننا، منهم المنتحرين والشهداء من جراء الرصاصات الحقيقية التى يطلقها أفراد الشرطة أو الجيش، لا تطلقوا النار، شباب و خريجون ، نحن نتفهم تماما الحيرة التى يشعر بها أخواننا الذين يضحون تضحيات كبيرة للحصول على شهادة بالرغم من الظروف المعيشية و لا يجدون إلا المقاهي ليمضوا فيها أيامهم، يشعرون بالخجل من عجزهم و الارتباك أمام مصيرهم المجهول. وتابعت: فى كل مرة نعود فيها إلى الوطن، نلاحظ ازدياد فقر الطبقات المتوسطة التي كانت ولزمن طويل الطبقة التونسية المتميزة، و ظهور طبقة "الأغنياء الجدد" التي تزهو بحساباتها البنكية على حساب الإنجاز الأكاديمي، كما أننا نلاحظ اتساع الهوة بين الطبقات، مما يؤدي إلى انتشار شعور المرارة واليأس والبحث عن الخروج إلى أماكن أخرى تتيح الفرصة أمام الحراك الاجتماعي. وأشارت هند فيما كتبته إلى أن كل مطالب الشعب التونسي هي أن يحصل على قليل من المساواة وتوزيع الثروة كما يرغب في احترامه والاستماع إليه. وتابعت : لا يجوز التغاضي عن الإنجازات التي حققتها تونس، بالرغم من هذه الأوضاع المؤسفة، فوضع تونس استثنائى في المنطقة، فيما يتعلق بأوضاع المرأة، وارتفاع نسبة المتعلمين من الطلاب وتنظيم الأسرة، بالإضافة إلى التقنيات المعلوماتية (بدون سخرية)، كل تلك المكتسبات، التي نفتخر بها جميعا، فكل ما ينقصنا هو الحوار الحقيقي بدون خوف. واختتمت : "أكتب هذه المقالة والخوف يعتريني، الخوف من أن أفهم خطأ، الخوف من أن تتعرض أسرتي في تونس للمضايقة، الخوف من عدم قدرتي على العودة، وذلك على الرغم أنه لا يوجد شىء في هذه المقالة يشير إلى ما يسىء إلى الوطن، بل على العكس فهذه بادرة حب للوطن الأكبر، وطننا ، دون حقد و بكل الاحترام و المنطق. بادرة يحلم بها الملايين من الشباب . و لهذا لما أخاف؟، فهذا الخوف يعرفه الشعب التونسي عز المعرفة و قد آن الأوان أن نقول له جميعا وداعا حتى نتمكن من التقدم نحو تونس أفضل وأكبر في قامة شعبها". الجدير بالذكر أن هند صبري حرصت على كتابة تعبير "لا تطلقوا النار" في نهاية كل فقرة في كلمتها، تأكيدا منها على رفضها للطريقة التي تتعامل بها قوات الشرطة مع المتظاهرين التونسيين. يذكر أن تونس تشهد منذ أيام مظاهرات بسبب إحراق شاب عاطل لنفسه على الملئ، وبدأ الأمن وقوات الشرطة في ضرب المتظاهرين بالرصاص الحي.