لن أتحدث في هذا المقال عن ثورة يناير العظيمة التي اسموها البعض ب"نكسة" و لن اتحدث عن ذكرى موقعة الجمل أو جمعة الغضب التي تثير غضب الكثير ربما لانها تذكرهم بإرادة و قوة وعزم الشعب المصري عندما يريد أن يفعل شيئا . و لكن ربما ما أتحدث عنه سوف يثير غضب العديد من أصدقائي الثوريين الذين يعرفونني جيدا و الذين لم يغيروا مبادءهم منذ بداية الثورة و حتى الآن و لكني أعلم جيدا إنهم قد يلتمسون لي العذر فربما يكون اليأس و الإحباط الذي أحاول أن أقاومهما منذ فترة سبباً في كتابتي لهذا المقال . منذ لحظات قليلة كان يملئني الامل و الحماس بان أهداف الثورة ستتحقق وأن الحرية حق ، والحياة حق حتى بعد اعتقال العديد من الشباب الذي ينتمي الى الثورة بتهمة لا اعرف معناها حتى الان و هي الانضمام لحركةٍ ما تسمى "حركة 25 يناير" و لكني لا اريد الدخول في مهاترات ولا في جدل حول الأمن و الأمان و الإستقرار أو أن أعيد قصة الطفل "محمود محمد " الذي أعتقل بسبب "ني شيرت" ولا عن المئات من حالات الإختفاء القسري التي تحدث يوميا، فأنا أعلم جيدا ردود "المواطنين الشرفاء" التي يبررون بها القتل والإعتقال و السحل وإنتهاك الحرمات أعلم جيدا انهم أصبحوا صمٌ بكمٌ و عميان لكنني ببساطة سأعرض صفقة على السيد الرئيس والنظام الحالي و أرجو ان يستمع اليها و يلبي النداء فبعد ان علمت بتعذيب احد أصدقائي المقربين في السجن وهو محمود السقا والذي كان أحد منسقي حركة تمرد التي من خلالها وصل الرئيس السيسي الى الحكم و الذي أعلم ايضا انه ليس الحالة الوحيدة او الفردية التي تتعرض للتعذيب يوميا داخل السجون و المعتقلات فإنني أعلن كفري بالدبمقراطية و الحرية و بمباديء و أهداف اعتقدت في وقت من الأوقات انه يمكن تحقيقها أعلن انني لا اريد ثورات أو وقفات أومظاهرات أوحريات أو حتى إحترام لحقوق الانسان إنها صفقة أعرضها على فخامة الرئيس ... إفرجوا عن المعتقلين واحكمونا ولو لمئة عام إفرجوا عن المعتقلين و افعلوا ما تشاءون و أقسم إننا لن نتفوه بكلمةٍ واحدة إفرجوا عن المعتقلين وإتركوهم يهاجرون و يعيشون المتبقي من حياتهم في هدوءٍ وسلام إفرجوا عن المعتقلين و خذوا كل الضمانات التي تريدونها في مقابل ان نمسح دمعة أم و نمحى آلام الاف الاسر التي تعاني من غياب احد ابنائها دون سبب واضح و معروف فقد أصبح في كل بيت معتقل أو شهيد أرجو من أصدقائي أن يسامحوني فلم أعد أحتمل كل هذا القدر من الآلم و لا أن أسمع كل يوم عن غياب أحد من أصدقائي لمجرد انه كتب رأي او حاول ان يعبر عن جيل فقد الامل في كل شيء يا سيادة الرئيس لقد أفرجت عن إسلام جاويش بعد يوم من إحتجازه و تحدثت هاتفيا من أجل أن تعلق على قضيته في حين ان هناك الالاف غير المعروفين لا نعرف مصائرهم و لا كيف سيكون مستقبلهم من الشباب المعتقلين و لااعرف لماذا لم تتحدث عنهم ربما لانهم ليسوا على هذا القدر من شهرة جاويش ؟؟!! إفرجوا عن مصر ووعدُ منا اننا سنحاول جاهدين أن نجد مكان آخر يسعنا مكان نستطيع ان نجد فيه آدميتنا أو أن نمحي ذاكرتنا كي نستطيع ان نكمل مشوارنا في هذه الحياة التي أصبحت تعيسة إلى أبعد مما يتصور الكثير أخيرا ... إعلموا جيدا أن مصر لن تحيا إلا بالشباب الذي إختار أن يكون حراً ثائراً حتى و إن كان الثمن حريته تحيا مصر و يحيا شباب مصر الثائر ...