احساس سخيف .. عندما تجد نفسك غريب ،، مجبور ،، مغصوب على أمرك فى وطنك ... احساس سخيف .. عندما تجد نفسك مقيد .. مكبل .. و لكن أى تقييد هذا .. إنه التقييد القاتل .. الذى لا قيود فيه .. و الذى تقف عاجزاً أمامه .. و عن فك قيوده التى حتى لا تستطيع أن تلمسها .. لكنك فقط تشعر بها و هى تكتم أنفاسك .. و تكاد تخنقك .. احساس سخيف .. عندما تريد أن تقدم أى محاولة لفك قيود وطنك .. و لكن حتى و من كثرة العجز لا يستطيع عقلك أن يفكر .. و تجد نفسك بين فكى صراع الرغبة و الفعل .. و الشعور بالذنب تجاه هذا الوطن المجروح .. احساس سخيف .. عندما تحاول أن تقنع نفسك أن كل شيء على ما يرام .. و أن الوطن ما زال بخير .. و تجد الكوارث بل الحقائق المؤسفة .. تواجهك ... لتفضح حقيقة كذبك أمام نفسك ... و تجد نفسك فاشل فى الفعل .. و فاشل أيضاً فى الهروب من الفعل .. احساس سخيف بكل المقاييس .. عندما يقف الجميع يرمون وطنك بالحجارة ... يلعوننه و يسبونه .. و تقف أنت تدافع عنه .. تكذب لتجمله .. و لكن تعود كوارثه و مصائبه و عيوبه .. و بكل بجاحة تُكذبك .. و تُخجلك .. و ترميه هى أيضاً بالحجارة ... احساس سخيف .. عندما تجد نفسك تائه ،، حائر ،، و تشعر بأنك مخدوع فى وطنك .. تسأله فلا يجيبك ،،، و تبحث عنه فلا تجده .. فأين أنت يا وطنى ؟؟ ،،، بل من أنت يا وطنى ؟؟ و احساس أسخف و أسخف ... أن تظل هكذا ،،، و تعيش وسط هذا الصراع الذى فرضته على نفسك .. و الذى فرض عليك الصمت الأبدى ...