بقلم أحمد رشدى بين عشية و ضُحاها تم إيقاف مجموعة من القنوات الفضائية منها قناة الناس وقناة الصحة والجمال والخليجية والحافظ التابعين لشركة البراهين العالمية و قناة الرحمة والحكمة وقبلهم قناة البدر وقناة صفا ، كان سبب إيقاف البث حسبما أكد السيد أسامة صالح رئيس الهيئة العامة للإستثمار هو مخالفة الشركة لشروط الترخيص الممنوحة لها و إنه سبق إنذارها عدة مرات واستمرار الإيقاف لحين توفيق أوضاعها وإزالة أسباب المخالفة. وكان للسيد أنس الفقى وزير الإعلام وجهه نظر فى سبب إيقاف بث تلك القنوات بأنها دأبت على تقديم مواد دينية تثير الفتنة الطائفية منها قضية كاميليا شحاته وتقديم برامج الطب البديل من خلال الترويج لبعض الأعشاب وإنتشار الفتاوى الشرعية من غير المتخصصين عبر الهاتف أو رسائل المحمول والأدوية غير مصرح بها من وزارة الصحة والقنوات التى تروج لعادات دخيلة على مجتمعاتنا العربية مثل الدردشة والتعارف بين الجنسين والمسابقات الوهمية ، ذلك كله فى إطار الجهود المبذولة لتنقية الفضاء المصرى والعربي من القنوات المتطرفة ، سوف أتحدث عن مجموعة البراهين العالمية لأنني أتشرف بالعمل بإحدى قنواتها " قناة الصحة والجمال " كمذيع وأقسم أنها قنوات تحمل رسالة إعلامية ، أولاً الرد على أسباب إيقاف البث الغير مقنعة على الإطلاق ، قناة خالفت الترخيص الممنوح لها ، المفروض أن يتم إنذارها "إنذار حقيقي" بالتعديل أو بالإلتزام بالترخيص الممنوح لها وإن لم تلتزم يتم إيقاف بثها وموضوع أنها قنوات تُثير الفتنة الطائفية بين المسلمين والمسحيين فهذا الكلام فى الواقع عارٍ تماماً من الصحة ، بل هى قنوات معتدلة تدعوا للوسطية والسلم وتنشر العلم وتعرف الناس أمور دينهم ، فمن يتحدث عن الدين علماء أجلاء ، فهل الشيخ محمد حسان يدعوا لغير ذلك أو فضيلة الشيخ أبو إسحاق الحوينى ولا فضيلة الشيح محمد حسين يعقوب ولا الدكتور صفوت حجازى والشيخ يوسف البدرى ، هل كل هؤلاء العلماء يدعون لبث الكراهية وإثارة الفتنة. علماؤنا الأفاضل وشيوخنا الأجلاء يدعون بالحكمة والموعظة الحسنة ويعرفوا الشباب بأن الدين المعاملة ولكم دينكم ولى دين ، أليس لنا فى رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة. نحن نعيشُ في مصر على أرض واحدة وتظلنا سماء واحدة ، نحن إخوة فى الإنسانية وأسأل الله الرحمن الرحيم أن ينتقم من الذين يريدونها فتنة ويريدون تخريب بلدنا ، وأنا على يقين ثابت بأن هناك مؤامرة تريد إحداث فتنة بينا وبين إخوتنا من المسحيين وقبل ذلك حتى يكون كلامى واقعى هناك أيضاً متعصبين من الطرفين والدولة عاجزة للأسف الشديد على علاج الشروخ التى لا تلتئم ، فإذا إختفت فتاة مسيحية قبل البحث والتقين ، تنتشر فى سرعة البرق الأخبار هنا وهناك بأنها أحبت شاب مسلم وخطفها ، و إذا تعدى شاب مسيحى ظُلم أو قُهر من مسلم ترى العجب العجاب ، وتقوم الدنيا ولا تقعد ، أين العدل ؟ وأين عقلاء الأمة ؟ تحضرني القصة المشهورة فى عهد الفاروق العادل عمر بن الخطاب رضى الله عنه عندما جاءه مصرى قبطى يشكو ظلم ابن عمرو بن العاص رضى الله عنهما والى مصر يومئذ ، وكان المصرى القبطى تفوق على إبن الوالى فى مسابقة للجرى ، فضرب ابن "والى" مصر القبطى ، وقال له أتسبقنى و أنا ابن الأكرمين ، فلم يترك القبطى يومها حقه وذهب لأمير المؤمنين شاكياً مطالباً بحقه واستدعى الفاروق عمر بن الخطاب رضى الله عنه والى مصر عمرو بن العاص رضى الله عنهما وابنه إلى المدينةالمنورة وعلى مرأى ومسمع من الناس أعط الفاروق رضى الله عنه وأرضاه السوط "الدرة" للمصري القبطي المظلوم وقال له إضرب ابن الأكرمين وقال كلمات رنانة بقيت وستبقى إلى يوم الدين "متى استعبدتم الناس وقد و لدتهم أمهاتهم أحرارا". إنه العدل الذى لا فرق فيه بين مسلم وغير مسلم ، وكانت رسالةً من أمير المؤمنين عمر لسيدنا عمرو بن العاص رضى الله عنه وأرضاه ، بل رسالة عامة لكل الناس بأنه العدل ولا أحد فوق العدل ، لا فرق بين حاكم ومحكوم و بين ابن أمير وابن خفير. والله الآن ونحن فى مطلع 2011 لو ضربت ابن "أمين شرطة" ربما تم إعتقالى والله لقد نشأت وتربيت فى قرية صغيرة على النيل فى قلب صعيد مصر و جيراننا مسيحيون لم نر منهم إلا كل ود وكل خير ودائماً فى تعاملاتي رافع شعار الدين المعاملة ، أين التسامح و أين الود و المحبة ؟. وأقول لبعض الأخوة المسيحين المتشددين نحن إخوة نعيشُ معاً وأنتم أقرب إلينا مودة ً ورحمهً ولنقف سوياً ضد من يتربص بنا ولنا ويريدها فتنة طائفية تأكل الأخضر واليابس. لا أريد أن أخرج عن الموضوع فأحد أسباب إيقاف البث تضارب الفتاوى ، فكما ذكرتُ آنفاً من يُفتى علماء أجلاء يعرفهم القاصى والداني ، لكن ألم تخرج فتاوى من رجال أزهرنا الكبير ، منارة العلم وقبلة العلماء مثل فتوى إرضاع الكبير وتضارب فى فتاوى مثل زيارة القدس الشريف فى الوقت الراهن بين مؤيد ومعارض ، وأمثلة كثيرة. موضوع برامج الطب البديل ، ومهاجمة الحجام وطب الأعشاب أنا أول المنادين بعقاب من يتحدث فيهم بدون علم ولكن من يهاجم لا يعلم على سبيل المثال إن الحجامة سنة عن النبى محمد صلى الله عليه وسلم ومشكلة الحجامة فى كون الحجام غير متخصص أو جاهل ، والله هناك أسماء كبيرة فى عالم الطب أعرفهم لم يقتنعوا ويقبلوا و يسلموا بعلم الحجامة إلا عندما إنتشر فى أوربا ودول جنوب شرق آسيا وكثير من البلدان ، ومجموعة قنوات شركة البراهين العالمية لا تعرف الدردشة والتعارف بين الجنسين والمسابقات الوهمية ولا الدجل والشعوذة مثل قنوات بعينها ، بل هى قنوات تدعوا إلى الخير والإخاء والتعاون بين الناس ، قنوات دخلت القلوب واحترمت العقول ، قنوات لا تخاف على أولادك منها ، تدعو إلى الفضيلة والعفة والطهارة ، قنوات تحترم والى الأمر حتى وإن كان ظالماً ولقد أضحكتنى كلمات لوزير إعلامنا السيد أنس الفقى ، حتى ظن من كان يقف أمامى وخلفي فى طابور العيش بأننى مجنون أو"ملبوس" من أحوالنا وأيامنا الجميلة "الوزارة تبذل جهود لتنقية الفضاء المصري والعربي من القنوات المتطرفة"!!! نعم معك يا سيادة الوزير فى تنقية الفضاء المصرى والعربي من القنوات المتطرفة التى تدعوا إلى إثارة الفتنة الطائفية بين المصريين ونشر الفتاوى الدينية من غير المتخصصين من أهل العلم وتضارب الفتاوى ولكن عفواً يا سيادة الوزير ليست هذه القنوات ، لكن القارىء الجيد للأحداث فى الفترة الأخيرة يجد علامات إستفهام كبيرة لكثير من الأسئلة منها : لماذ هذا التضيق والحملة الشرسة على كل ما هو يدعوا إلى الله وكل ما هو محترم وكل ما هو وطني خالص ؟ لماذا تم وقف برنامج الإعلامى الكبير عمرو أديب والصحفي الكبير وائل الإبراشي ؟ لماذا تم إرسال رسائل غير واضحة لم تحو عنوان أو وصف واضح أو تكيف قانونى محدد لتُفهم هل هى إنذار قانونى له حيثياته أم لفت نظر مع أن نظري ضعيف. أم رسالة يجب قراءة ما بين سطورها لمن يفهم ويعقل ، مثلما حدث مع شبكة قنوات الحياة حين تلقت خطاب من الإدارة المركزية للمنطقة الإعلامية الحرة يحذر من تكرار ما حدث فى إحدى حلقات برنامج "الحياة اليوم" عندما استضاف الكتاب مجدى الجلاد وحمدى رزق وأمينة النقاش وتعرضوا لقرار المجلس الأعلى للقضاء بمنع التصوير فى المحاكم ، أو ما حدث مع الإعلامية منى الشاذلى وغيرهم. لكن لابد من وقفة طويلة للتفكير فى آثار قرار إيقاف البث على العاملين فى هذه القنوات ، أكثر من 2000 أسرة فى كل قناة ، عائلهم بلا عمل ، إنضم لصفوف العاطلين فى بلدنا الحبيب مصر، وركب قطار البطالة الذى يزيد ركابه يوم بعد يوم ، لكن ماذا إذا لم يعود البث ؟ أعتقد سيكون هناك قنوات جديدة قوية وربما لا تكون على القمر المصرى ، قمر بلدنا "النايل سات المصري" ، مع العلم أكد رؤساء القنوات للسيد رئيس هيئة الإستثمار فى الإجتماعات التى تمت بينهما بالتزام المجموعة بميثاق الشرف الإعلامى والالتزام بضوابط التراخيص الممنوحة ، والالتزام بالقواعد والآداب المهنية فيما يُبث على شاشاتها وبعد هذا ننتظر رأى هيئة الإستثمار فى إعادة النظر فى عودة البث مرة أخرى وعودة الحياة لأسر مصرية. و أتمنى أن يُضاف إلى المادة الأولى "من القانون واللوائح المنظمة لعملية البث" التى تنص على أنه «لا يجوز الترخيص بالعمل بالمنطقة الحرة لقنوات ذات صبغة دينية أو طائفية أو تدعو للعنف" بند خاص بالإلتزام بالأخلاق والقيم و نبذ التعري والجنس. فى النهاية أتوجه بسؤال عاجل لكلاً من السادة: السيد وزير الإعلام والسيد رئيس هيئة الإسئتثمار بعد التأكيد على حرية الإعلام والالتزام بميثاق الشرف الإعلامى والالتزام بالقواعد والآداب المهنية ، ماذا عن ميلودى وأخواتها ؟