بقلم أحمد رشدى ليلة الخميس الماضى خرجتُ أنا و زوجتى " مُكرهاً " ، وتوجهنا إلى وسط البلد " عاشق أنا لوسط البلد من الصغر " ، للتسوق أو بمعنى أصح للفرجة ، لإنه نهاية الشهر عندى تبدأ يوم 2 من كل شهر ، المرتب المتواضع " أسأل الله أن يزيده و يبارك فيه " يتم خصم نصفه سُلف ، ليس لى من الأمرِ شىء ، بدأنا الرحلة من شارع طلعت حرب ، حيث الزحام ، ليل نهار ، صيف شتاء ، و توهمت زوجتى الصابرة المحتسبة أجرها عند الله " على غير الحقيقة المرة " أننى ربما أفاجإها و أدخل السرور على قلبها بشراء حذاء لها أو فستان و ألا تكتفى بالفرجة مثل كل مرة و حاولت جاهداً أن أسبقها ، فقولت لها يا أم صهيب " على إعتبار ما سيكون إن شاء الله " إن شاء الله هعملك مفاجأة قريباً جداً جداً ، حقيقى أنا مكسوف منك و عارف إنى مقصر معاكِ و نفسى أجيب لك كل حاجة نفسك فيها و دعوتُ الله أن تصدقنى و حاولتُ أن أغير الموضوع ، فنظرتُ إلى شابٍ و معه بنت " زى لهطة القشطة " و أطلتُ النظر لكى أشد إنتباه زوجتى ، فقالت لى بتبص على مين ؟ ، فقولت لها أنا بشبه على الشاب ، أعتقد ده أيمن صاحبى ، بس إزاى ، ده متخانق مع زوجته و عايز يطلقها ، فقالت لى ليه ؟، قولت لها هو بصراحة حكى لى عن مشاكلهم و إنه زوجته كل شوية بتطلب حاجات ليست ضرورية ، و صارحنى أكثر من مرة إنه كرهها بسبب ذلك و يفكر فى طلاقها ، فقولت له إتق الله ، فتنفستُ الصعداء عندما قالت لى زوجتى : ربنا يهديها ، المفروض الست تقف جنب زوجها فى السراء و الضراء ،و لا تكلفه ما لا يطيق ، فقولت لها ربنا يبارك فيكى يا أم صهيب ، نعم الزوجة أنتى ، و لله الحمد و المنه نسيت موضوع الشراء و إكتفت كالعادة بالفرجة و لكنى لاحظت ظاهرة غريبة جداً عن مجتمعنا المصرى الأصيل ، ظاهرة " القفش و التقفيش " ، إذا نظرت يميناً أرى شاب " قافش " فى إيد بنت و إذا نظرت يساراً ، إذ بنت " وجهها مليان بميكاج يكفى لدهان أوضة و صالة "قافشة" فى إيد شاب سهتان مسهوك ، ترحمتُ على أيام زمان ، سألتُ نفسى هل ماتت النخوة ؟؟ هنا لابد من وقفة طويلة ، أقسمُ بالله أرى بنات فى الشارع ، نفسى أستوقفهن و أسألهن سؤالين ، أولهما كيف نزلت إلى الشارع بهذا المنظر و هل والديها على قيد الحياة ؟ و إن كانوا على قيد الحياة هل وجودهما معنوياً فقط ؟. و السؤال الثانى : نفسى أعرف البنات بتأكل إيه !!!! أصبحن مثل لهطات القشطة ، نفسى أعرف سر جمالهن ؟ ، مع إنه لا يوجد جمال فى مصر إلا جمال مبارك . للأسف الشديد بعض أولياء الأمور" هداهم الله" يعتقد إذا بنته لبست و "تحنجلت" سوف تتزوج بسرعة و لا تركب قطار العنوسة ، الذى زاد و يزيد عدد ركابه يوم وراء يوم ، نسى أن الطيور على أشكالها تقع ، الصقور مع الصقور و الحمام مع الحمام و الغراب مع الغُرابة و الطيباتُ للطيبين و قبل ذلك سوف يُحاسبه الله عن أهل بيته و " كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته، فالإمام راع ومسئول عن رعيته، والرجل راع في أهل بيته ومسئول عن رعتيه، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها، والخادم راع في مال سيده ومسئول عن رعيته، وكلكم راع ومسئول عن رعيته " هكذا أخبرنا صلى الله عليه و سلم ، ماذا حدث لمجتماعتنا العربية ؟ ، تراجع دورُ المدرسة و دور المدرس و دور المسجد و أصبحت القدوة مفقودة ،والإعلام لا يغرس قيم و أخلاق من خلال ما يقدمه إلا ماشاء الله ، " وإنتشرت ميلودى و أخواتها ، وروبى و أخواتها و إيناس وأخواتها ، مش كده يا وديع ؟ ،" هداهم الله جميعاً " ، و قلة الوازع الدينى و رفقاء السوء و إنتشار البطالة و آثارها السلبية ،كل ذلك أدى إلى " بلاوى " سوداء و حمراء ، إنتشر الزنا و الدعارة و مات الحياء ، أقسم بالله مات الحياء ، ناهيك عن التحرش الجنسى بأنواعه " الفعلى و اللفظى " ، ماذا حدث مازالتُ أحاول معرفة الإجابة ؟ سوف أسرد بعض النماذج ، فى هذه الأيام ترى الشاب يمسك يد البنت و يقبلها "نعم يقبلها " فى الشارع و فى أماكن معروفة و مشهور و الأتوبيس المكيف CTA" سبحان الله كنت مستغرب ليه دائماً مزدحم ، وبعد فترة قليلة عرفت السبب و شاهدت العجب " و إن لم تصدقنى ، فهذا شأنك ، تحت شعار "أحبك و عايز أتجوزك " فقدت كثير من البنات أعز ما تملك برضاها أو مُغتصبَ و صدقت ذلك الذئب البشرى ،وهناك نوع من البنات فقدت الأمل فى الزواج بعنوسة شقيقتها أو جارتها و تريد أن تعيش حياتها الجامعية حيث الحب و الغرام و هى تعرف عناوين بعض أطباء الترقيع " هداهم الله " ، فكله عادى ، و أيضاً يوجد نوع من الشباب ، محترف خِطبات ، يتعرف على البنت و يعطيها الأمل بعد أن يسمعها ما تحب و يضحك عليها ، بكلمات معروفة أو ربما كلمات و طرق حديثة بخلاف أنا من إمبارح لم أنم ، و هى تتوهم على غير الحقيقة إنه لم ينم من أجلها و هى لا تعلم الحقيقة إنه سريره مليان بالحشرات و الزواحف و عندما تطلب منه أن يحدد ميعاد لمقابلة أهلها ، لقراءة الفاتحة ، يتظاهر بالفرح و يوافقها و هى لا تعلم أنه حتى لو قراءة الفاتحة و سورة البقرة ، فهو مخادع ، فهى بالنسبة له مجرد تسلية بدبلة و محبس ، يدخل و يخرج و يمسك و يقفش ، كله رسمى ، و لله الأمر من قبل و من بعد ، ومع كل تقنية و كل تقدم دائماً بعضنا يُسىء إستخدامه على سبيل المثال ، التليفون المحمول ، الفيس بوك و الشات ، قصص رهيبة ، اذكر مرة كنت فى وسط البلد و كان المحمول لم ينتشر بعد و إذ ببنت لبسها يفضح أكثر مما يستر و معها شاب و تليفونها رن ، ردت بصوت عالى ،أيوة يا ماما ، أنا بخير ، إنتى عاملة إيه ؟ ، أنا فى الجامعة ، فشدنى الحوار و فكرت أن أقول لوالدتها بصوت عالى ، بنتك كذابة ، هى فى وسط البلد و لكن بعد أن نظرت متأملاً فى الشاب الذى معها ، كل جينات الشجاعة تراجعت مكانها ، و فكرتُ 100 مرة ، وخفت على نظاراتى و مصيرى ، معها شاب يقارب من 190 سم ، أشبه بالبغل ، أين القيم ، أين النخوة ، أين الحياء و أين التربية و التعليم ؟؟؟؟؟؟؟ و هل ممكن نستوردهم يومياً ما أو يتم تصنيعهم و نأخذهم فى شكل حقن أو كبسولات أستحلفكم بالله من يجدهم يكلمنى شكرا [email protected] ً أحمد رشدى – مذيع تلفزيونى و كاتب صحفى