في مثل هذا اليوم 18 فبراير 1978 تم اغتيال وزير الثقافة ونقيب الصحفيين الأسبق الأديب يوسف السباعي_المولود بالدرب الأحمر بالقاهرة في يونيو 1917بعد أن قدم 22مجموعة قصصية،وأصدر عشرات الروايات أخرها رواية"العمر لحظة" سنة 1973 بعد انتهاء الحرب،وقد ختمها بجملة شهيرة وكأنه ينعى نفسه قائلا:"عشان مصر تعيش لازم اعز الناس تموت"_ في العاصمة القبرصية نيقوسيا في حين كان يحضر مؤتمراً آسيوياً أفريقياً هناك،حيث احتجز القاتلان بعد اغتياله نحو ثلاثين من أعضاء الوفود المشاركين في مؤتمر التضامن كرهائن مهددين باستخدام القنابل اليدوية في قتل الرهائن ما لم تستجب السلطات القبرصية لطلبهما بنقلهما جوا إلى خارج البلاد،واتضح فيما بعد أن أحدهما فلسطيني والآخر عراقي،واستجابت السلطات القبرصية لطلب القاتلين وتقرر إقلاعهما على طائرة قبرصية للسفر خارج قبرص ومعهما إحدى عشر رهينة من بينهم أربعة رهائن مصريين،ثم أقلعت بهم الطائرة من قبرص لكن عدة دول رفضت أن تهبط بها طائرة الرهائن من بينها ليبيا وسوريا واليمن الجنوبية وبعد هبوط اضطراري في جيبوتي تقرر عودة الطائرة إلى مطار لارنكا،ولم يتأخر السادات فى الرد على تلك الجريمة البشعة،فأرسل في اليوم التالي طائرة تقل مجموعة من رجال الصاعقة إلى قبرص بغرض القبض على القاتلين وتحرير الرهائن المحتجزين على متن الطائرة القبرصية،وفي السادسة مساء طلب قائد الطائرة العسكرية المصرية رخصة للهبوط في مطار لارنكا مدعيا أن على متن الطائرة وزيرا مصريا حضر خصيصا للتفاوض مع القاتلين،ثم هبط أحد جنود الصاعقة للاستطلاع وسرعان ما تأكد للقبارصة أن على متن الطائرة وحدة قوات خاصة مصرية مجهزة بالأسلحة،فحذرت الحكومة القبرصية القوات المصرية من مهاجمة طائرة الرهائن. وما لبث قائد قوات الصاعقة المصرية بإعطاء أوامره بالهجوم الشامل على الطائرة القبرصية،ومع بدء الهجوم المصري هاجمت قوات الحرس الوطني القبرصي قوات الصاعقة المصرية ودارت بينهم معركة استمرت قرابة الخمسين دقيقة،وأسفرت عن تدمير الطائرة العسكرية المصرية وقتل خمسة عشرة من رجال الصاعقة المصريين،وجرح على ما يزيد على ثمانين مصابا من الطرفين وتم القبض على مَن تبقى من قوات الصاعقة المصرية. في يوم التاسع عشر من فبراير عام 1978 أقيمت المراسم الجنائزية لدفن يوسف السباعي ولم يحضر الرئيس السادات الجنازة_ حتى يأخذ بالثار_ لكنه أناب عنه نائب رئيس الجمهورية محمد حسني مبارك ووزير الدفاع عبد الغني الجمصي وقد شهدت مراسم الجنازة ردود أفعال شعبية ورسمية ضد القضية الفلسطينية. وفى اليوم التالي لمعركة مطار لارنكا طلب رئيس الوزراء ممدوح سالم من الدكتور بطرس غالي وزير الدولة للشئون الخارجية آنذاك أن يسافر إلى قبرص ليتفاوض مع السلطات القبرصية من أجل استعادة رجال الصاعقة المعتقلين هناك وأيضا العودة بجثث الضحايا. وفي يوم 20 فبراير عام 1978 وبعد أن تحركت الطائرة التي استقلها بطرس غالي ورجال الصاعقة المصريون بدقائق معدودة أعلنت مصر قطع علاقاتها مع قبرص،وسحب اعترافها بالرئيس القبرصي "كابرينو"واستدعاء بعثتها الدبلوماسية من نيقوسيا،كما طالبت الحكومة القبرصية بسحب بعثتها الدبلوماسية من القاهرة،وفي مطار القاهرة تم استقبال رجال الصاعقة استقبال الأبطال وتم تكريمهم ومنحهم الأوسمة،وأقيمت جنازة شعبية لضحايا الحادث شارك فيها الرئيس السادات الذي أصر على أنه سيكرر العملية مرات ومرات لو حاول أحد المساس بمصري خارج مصر السادات،رحمة الله عليه. في التاسع من مارس عام 1978 بدأت محاكمة قاتلي السباعي زيد حسين علي وسمير محمد خضير أمام المحكمة القبرصية،حيث رأس الجلسة المدعي العام القبرصي وحضرها فريق من المراقبين المصريين كان على رأسهم المدعي العام المصري عدلي حسين،وفي الرابع من أبريل عام 1978 حكمت المحكمة القبرصية على قاتلي السباعي بعقوبة الإعدام،وبعد عدة أشهر أصدر الرئيس القبرصي قرارا رئاسيا بتخفيف الحكم عليهما إلى السجن مدى الحياة،وذلك لأسباب غير معروفة قيل إنها تتعلق بأمن قبرص،هي ذكرى أليمة لكن كان لابد من التذكير بها خاصة في هذه الأيام،والتي تتغير فيها نظرة العالم بأثره لمصر والمصرين. قال عنه مرسي سعد الدين في مقدمة كتاب «يوسف السباعي فارس الرومانسية» إنه لم يكن مجرد كاتب رومانسي بل كانت له رؤية سياسية واجتماعية في رصده لأحداث مصر،أما لوتس عبد الكريم فقالت:إن دوره في الثقافة المصرية لا يقل عن دوره ككاتب، وأشارت إلى وصف الناقد المصري الراحل الدكتور محمد مندور له بأنه «لا يقبع في برج عاجي بل ينزل إلى السوق ويضرب في الأزقة والدروب». ويعد السباعي ظاهرة في الحياة الثقافية المصرية رغم تجنب النقاد التعرض لأعماله فيما عدا مؤرخي الأدب، ويكاد ذكره الآن يقتصر على أفلام أخذت عن أعماله ومن بينها:إني راحلة،رد قلبي،بين الأطلال،نحن لا نزرع الشوك،أرض النفاق،السقا مات،كما أنتج التليفزيون المصري مسلسلا عن حياته عنوانه فارس الرومانسية،ومن أهم أعماله الأدبية،رواية نائب عزرائيل،البحث عن جسد،مبكي العشاق،أم رتيبة،وغيرها من الأعمال القيمة. وائل مصباح عبد المحسن فيلسوف الثورة المصرية