أكد مصدر أمني بمدينة رفح، أن "استهداف مبنى المخابرات الحربية من قبل الجماعات الإرهابية، يكشف عن علمهم بحساسية هذا المبنى وخطورته، فهو يشكل قاعدة إدارة المعارك، ونقطة ارتكاز محورية على مستوى جمع المعلومات المتعلقة بالجماعات التكفيرية المسلحة في مدن شمال سيناء، خاصة في العريش والشيخ زويد ورفح، إلى جانب وجود الكثير من الأدلة والمعلومات المتعلقة بالتحقيقات الأخيرة التي أجريت مع الإرهابيين الذين جرى القبض عليهم خلال الفترة الأخيرة". وقال مصدر مسؤول بالعريش ل"الشرق الأوسط"، إن "عدد العناصر الإرهابية التي تسللت إلى سيناء، خاصة خلال العام الماضي، يقدر بأضعاف الأرقام الرسمية المعلنة، وأن عمليات الملاحقة لهم من قبل الجيش وقوات الشرطة، حققت نسبة نجاح تقدر بنحو 25 في المائة حتى الآن، «وذلك بحسب رأي عدد من شيوخ القبائل، الذين يتعاونون مع قوات الجيش والشرطة». فيما قال مصدر أمني بمحافظة السويس، إن " إجراءات أمنية مشددة تقوم بها قوات الجيش والشرطة بالسويس من خلال كمائن التفتيش بالطرق التي تربط محافظة السويس مع سيناء"، مؤكدا وجود تكثيف أمني أمام المجري الملاحي لقناة السويس بمدخلة الجنوبي من أجل تأمينه، موضحا أن "كمائن التفتيش بمدخل محافظة السويس ب«الكيلو 109»، توجد به القوات حاليا من أجل التأكد من هوية المترددين على المحافظة، وأنه يوجد تعاون من جانب المواطنين بالمحافظة وتفهم للإجراءات الأمنية التي تقوم بها قوات الجيش". وأضاف المصدر أن الإجراءات الأمنية المشددة متبعة حاليا بنفق الشهيد أحمد حمدي الذي يربط محافظة السويس مع سيناء، وأنه توجد قيادات أمنية بالنفق من أجل متابعة عمليات التأمين والتفتيش الخاصة بالسيارات. في السياق نفسه، أدان الدكتور شوقي علام مفتي مصر، حادث تفجير مبنى المخابرات الحربية في مدينة رفح الحدودية، داعيا في بيان له أمس إلى سرعة التحرك لاتخاذ كافة التدابير والإجراءات الحازمة والتي من شأنها أن توفر الأمن والحماية للمواطنين ولمنشآت الدولة الحيوية، وردع أي عدوان على سيناء من المخربين والخارجين على القانون. من جهتها، قالت جماعة تدعى "أنصار بيت المقدس" في بيان لها أمس على الإنترنت، إنه جرى " تدمير همر عسكرية بعبوة ناسفة في عملية استهداف لحملة متوجهة من الشيخ زويد إلى قرية الجورة، مما أدى لمقتل 6 من عناصر القوات الخاصة». ولم يتسن التأكد من صدقية بيان الجماعة، التي سبق وأصدرت بيانا تبنت فيه محاولة اغتيال وزير الداخلية الأسبوع الماضي. وأغلقت عناصر الجيش الثاني الميداني كافة الطرق الرئيسة المؤدية إلى مدينة رفح، ورفعت درجات الاستعداد الأمني القصوى، من أجل تمشيط الأماكن التي جرى استهدافها عقب حادث السيارة المفخخة صباح أمس وذلك بالقرب من مبنى المخابرات الحربية في رفح، وكذلك كمين النافورة التابع لقوات حرس الحدود. وجرى الدفع بدوريات ثابتة ومتحركة من الشرطة العسكرية، للقبض على أي مشتبه بهم، في أحداث التفجيرات، كما كثفت القوات البحرية من أعمال التأمين في المياه الإقليمية المصرية القريبة من قطاع غزة، بالبحر المتوسط، من أجل ملاحقة أي عناصر يشتبه في تنفيذها الحادث الإرهابي الذي استهدف مبنى المخابرات الحربية برفح.