قالوا للمصوّر : من هنا ، تكون زاويتُك ويده مُمسكة بالسلاحِ ، فياله من إرهابي ! فتمتمت الكاميرا التكنولوجية في يدِ المصوّر : لكنه ماتْ ! * فقال آخرون : لا ، لا خُذ تلكَ الزواية أفضلْ فيده مُمسكة بالرايةِ ، يصلح مشهد جيد لشهيد ! فتمتمت الكاميرا التكنولوحية ثانية ً : من هنا ، أيضاً ماتْ ! * فاذا بصوتٍ يقول : لابد ، أن تكونَ الزاويةُ من الخلفِ حتي يظهر كمغدورٍ به ، فكان مغفلاً والكاميرا التكنولوجية : في النهاية ، قد ماتْ ! * واعتراض آخر : ستكون من الأمام أكثر تاأثيراً فيظهر بعينيه المفتوحتين فارتعشت الكاميرا : حتي من هنا ، ماتَ ، ماتْ ! * كلُّ الزاويا تآمرت عليه والموت وسيلة يدفعها الطيبون والأشرار معاً لمن يتقنون إستخدامها في تزيين مصالحهم وتلوين دمعاتهم المزيفة . والكاميرا تعرفُ الكواليسَ وتُطقطق فيها أجزائُها الإلكترونية من الفاجعةِ وتتحلل منها معادلاتُها الرقمية من صعوبة إستيعاب نقطةِ دمٍ واحدة ٍ ساخنة ٍ متناثرة علي عدستها . لكن الصورة تعجز عن نبش تلكَ الكواليس عادة ً بسبب خيانة الزاويا ، وضحالة المؤامرة . لكنها تسمعُ بوضوحٍ في عيون الثكالي دمعاً ، كصوتِ ماءٍ مغلي . وتستشعر قلباً ، كصوتِ الخشبِ حين يتصدعْ وتتهاوي بين الأعين والأرض كسكتةٍ روح في جسدٍ كان يتنفضْ لم يعرفوا له ، حتي الآن اسماً !!!