بقلم د. محمد طلعت كوثر ملاخ كمؤدب الصبيان تعلم فريضة الضمير الغائب وتعزف اليكترونيا على الحلم المندثر لبقايا العروبة الإسلامية طالما توقفت أمام نصوص كوثر ملاخ الأدبية منبهرا على صفحات الشبكة العنكبوتية على الفيس بوك، نعم انبهار عن حق فإنها تمتلك من أدوات الأدب ما يعجز عن امتلاكها العديد من يلقبون أنفسهم بالشاعر فلان أو الأديب علان إلى أخر الألقاب التي تستهوى عديمي اكتمال الموهبة ولكنها ترفض أن تنسب نفسها إلى الكون بشاعرة أو بأديبة وهذا من حقها. والحق أقول إن هذه صفة المبدعين الحقيقيين فكلما أجادوا فنا أعجب الناس به يزيدهم هذا الإعجاب تواضعا ولا يطلقون على أنفسهم ولا يحسبون أنفسهم بالأدباء أو بشعراء، إنما يقدمون فنهم على استحياء؛ ولعل استحياء نجيب محفوظ درس لنا جميعا حينما كان يجلس أمام العملاقة - وهو لا يقل عنهم- جلوس التلميذ، وكان يجلس مع الجيل الجديد وكأنه واحد منهم. هكذا هي كوثر الملاح التي طالما استفزتني كثيرا في كسلها بعدم ضم نصوصها الأدبية في كتاب يضيف إلى المكتبة العربية ثراء أدبي وفكري رائع. لذلك لم أكتب عنها طمعا في أن ترينى نفسها كلية بين دفتي كتاب يضم إنتاجها الأدبي. منذ أن عرفت نصوصها وقرأت لها، وأنا اتخذ القرار في الكتابة عنها، ولكنى كنت ابدأ ثم أتوقف، لأني كنت ومازلت أريد أن أفسر جمالها كما ينبغى، وما تعلمته أن تفسير جزء من الجمال قد يضر الجمال، لذا تعلمت الطمع في التفسير وهو أنى أنظر إلى الجمال ككل ثم ابدأ في التركيز جزء جزء وأخرج بمكنون الجمال بعد ذلك. وهذا لن يكون إلا في عمل كامل متكامل نقف أمام جمالياته ونضع أيدينا على أساليبه الجمالية والأدبية لنتعرف على مكوناته الثقافية وروافده التراثية حتى يكون التقييم والتفسير بشكل واضح. لكن مخرجنا من هذا المأزق هو متابعة نصوصها المنشورة- طبعا بشكل عشوائي وليس بشكل مرتب يعكس لنا مدى عمق الرؤية الكاتب في اختيار نصوصه، ولعل هذا سمة نصوص الفيس بوك- على صفحتها الخاصة بالفيس بوك وهى: http://www.facebook.com/profile.php?id=100001239971956#!/notes.php?id=100000460411748¬es_tab=app_2347471856 ولعل منهجي ومدخلي لهذه النصوص يندرج تحت ما يسمى بالأدب الاليكتروني ( وهو موضوع بحثنا ودراستنا التى قمنا بها من قبل حول أعمال شاهيناز نور، وزيدان عبد الهادى، أحمد نصار، وشمس أيامى)، لكن للأسف قد عطب الملف المحتفظ به على الحاسوب- وعلى أية حال وعد منى بأني سأقوم مرة أخرى بإعادة الكتابة إن كان في العمر باقية- والآن نقوم تحديدا بدراسة الأدب المنشور على صفحات الفيس بوك خاصة للكتاب الذين لم يسبق لهم النشر. ونستكمل (بحسناء بلاد الزناتى خليفة) كوثر الملاح. كوثر الملاح ملمح تونسي أصيل ذات أبعاد عربية وإسلامية. وكأنها تنهل من نبع العروبة التي انتهت زمانها إلا أنها عند أدبيات كوثر الملاح مازالت حية ذات حيوية ونبض وقوة تفرض مفهموها العروبى القائم على فكرة القومية الإسلامية من خلال نقدها لهذا الواقع المضل لفكرة القومية الإسلامية التى يتشدق بها ملوك ورؤساء العرب. وهذا واضح بكثرة فى العديد من نصوصها المنشورة على صفحتها بالفيس( صفحة النوت ) على الرابط التالى: http://www.facebook.com/profile.php?id=100000460411748#!/notes.php?id=100000460411748¬es_tab=app_2347471856 ويعبر نص " الرئيس" على هذه الإشكالية بين اندثار فكرة العروبة والإسلامية بإهمال وانشغال ولى الأمر بأشياء أخرى غير العودة إلى النهر الريان بالتوافق بين العروبة والإسلام للعودة للزمن الذي كان فيه الإحساس بالفخر بكل ما هو عربي إسلامي في المعنى العام( كل راع مسئول عن راعيته... ولو تعثرت بغلة في العراق لسأل عنها ابن الخطاب في المدينة.. إلى أخر المقولات الجميلة التي تفرض الأمن والأمان والثقة بين الراعي والراعية). نص الرئيس يضع أدب كوثر في مرحلة جديدة أكثر إبداعيا وصدقا، وهو على الرابط التالي: http://www.facebook.com/note.php?note_id=426198014387 فهي هنا تسجل ما يصير عليه حال الرؤساء والمسئولون فور تولية المناصب العليا حين يتنكر من كل من سانده من أجل مفسدة السياسة حتى لو كانت أمه، فتقول الأم على لسان كوثر حينما أرادت أن ترى ابنها الوحيد الذي أصبح رئيسا: و سألت في ارتياب حاجبا أوصد دوني و دونك ألف باب لم يرد الجواب إنما أومأ برأسه في اقتضاب لم يعد ابنك بعد الانتخاب ابنك صار عقاب (تقرأ بضم القاف)..لا لا ترومي الاقتراب ابنك صار غيمة لا تلاقي الضباب لا تلاقي إلا من كان غيوما و أغزرها عباب أنت قد صرت العقاب (ضم القاف) .و أنا نلت العقاب(كسر القاف) ...لهفي لهفي يا زين الشباب.! ولا يخلو إنتاجها الأدبي نثرا ونظما من الحس النهضوي الإسلامي العربي وكأنها تحث قومها بالعودة إلى النهل الطبيعي الريان ففي نصها ( و لي شرف التخلف) تفتخر بتخلفها وتراجعها إذا كانت العفة والكبرياء تخلفا ورجعية، فهى على الربط التالى: http://www.facebook.com/note.php?note_id=483584774387 ويعد هذا النص المنظوم من روائع كوثر ملاخ إذ تعتمد على فن المقابلة والنقيض أو بمعنى عصري يعد هذا النص دراسة نقدية منظومة قائمة على مرتكز الإحساس العام بمعاني لم تعد لها وجود فو زمن التحضر ( والتحضر هنا هو مجازيا ساخرا حيث قلبت كوثر المائدة فوق هذا التحضر لتكشف لنا عن هول ودعارة فكر هذا التحضر القابع أسفل المائدة. وتشن الهجوم ابنة الملاخ بضراوة على النساء الفرحات بهذا التحضر، حيث ترمى في وجهن الحقيقة المرة: يهابك حتما خلق كثير.. و لا يدنو منك غير المحقّر.! نعم يعجب بك الكثير يلتفون حولك لكنهم بلا شأن لأنهم طامعين في الجمال البكر للمرأة العربية وفى كثرتهم كذباب حول صحن العسل. ومع تعدد القيم الجديدة التي جلبت إلى بلاد العرب نتيجة لانفتاح التحضر تبوح كوثر بصوت خجل مكتوم الحزن والدمع في نصها( لو زرتني)، على الرابط التالي: http://www.facebook.com/note.php?note_id=480315589387 هنا تتعد دلالة النص لأبعد من حدود حروفه ، فهو ليس مجرد خاطرة بين ابنة وأبيها، إنما الأب هنا تجسيد لكل القيم التي ولت ورحلت، والابنة هنا هي الحال والمفعول به.. تشكى الابنة ترى ماذا تقول لأبيها إن جاء لزيارتها: انظر.. أثيرتك الآن دمعة و ذبول حطام أحيا لغة مبهمة! وبهذا الخجل تحول الإرث العظيم من معاني الكرامة والكبرياء والعزة إلى دمعة ذبول. أرى كوثر الأديبة كمدرس أو كمؤدب الصغار في "الكُتاب" بالقرى يعلمهم بعصاه قواعد الأخلاق الحميدة والبعد عن الشيطان، ولعل شيطان كوثر هنا في إنتاجها الأدبي هو عدمية الضمير العربي ودهشتها الدائمة التي تطرحها في أغلب نصوصها حول وجود هذا الشيطان مع افتراضها المنطقي من وجهة نظرها بعدمية وجود هذا الشيطان من الأساس، لأن النهل الطبيعي والنهج الفكري للإسلام يؤكد على الوجود اليقيني للضمير الإنساني مع نفيه الشديد وقص جذور الوجود الشيطاني من الإنسان أو هكذا يجب أن يكون العرب عند كوثر الملاح بشر أقرب إلى الملائكية بوجود اليقين الضمير بداخلهم مع غياب أو عدمية الوجود الشيطاني . ومع حلم كوثر المحال هذا تجوب وتصول في معظم إنتاجها الأدبي. فنجد نص(دعوة نبية) تعبر كوثر فيه عن حالة الشيطان هذا الذى عنكب فوق العقول ليشوه كل صورة رمزية لقائد عربى اعتنقنا فكره وشخصه حتى وان اخطأ بعض الشئ فلا يهم من مفهوم كوثر هذا الخطأ سوى انه وحد العرب تحت كلمة واحدة ذات يوم أعلا من شان العرب ذات يوم، ففى هذا النص رسالة لمن يشككون فى جمال عبد الناصر واختلافهم حول شخصه إنما كوثر تأكد عدم الاختلاف فى رمزيته وهذا هو الأهم بالنسبة للعرب والرمز وحده كفيل للنصر على أفكار الشيطان العربى!، فجاءت مفردات النص حماسية تنشد واقع لا وجود له إلا فى عقول من اعتنقوا فكر ناصر وهذا ما تأكد عليه كوثر ، ففى هذا الرابط: http://www.facebook.com/note.php?note_id=479811389387 تعلنها أديبة بلاد الزناتى قائلة: لست ناصرية و لكني أحبك.. أبكي عليك و أكتب فيك بحرقة مرثية.. و أصيح إني وجدتني أرثي فيك أمة عربية.. أحبك ... و عليك أنقم إذ جعلت الحلم الثقيل لي هدية.. أعشق دعوتك ... هي في التاريخ دعوة كانت نبية.. ظلت نبية.. لكنها صلبت على أيد في تشويهك.. يا جمال الله كانت سخية.! وهكذا ترى دعوة ناصر ما هي إلا دعوة نبي! وهذا يؤكد قولنا إن كوثر تبكى حال أمة لا حال أفراد. لكن أمة العرب(حاليا) ليس بملائكة ولا هم بشر أسوياء. كان إنتاج الأدب العربي فى العموم ما بين مادح وقادح للعرب وحلم وحدة قوميتهم الذى انهار قبل أن يكتمل لأسباب عدة ليس هنا مجال الخوض فيها. ويتفرد إنتاج كوثر الملاخ بأن إنتاجها لم يأتي مادحا أو قادحا إنما بقى في منطقة الوسط تلك المنطقة المندهشة التى تتعجب من الفوضوية العربية وحالة اللامبالاة التي أصبحت تملك زمام أمور العرب، كما وضحنا فى نصها السابق (ولى شرف التخلف)، وبقت كوثر دون أن تدرى في مرحلة البكاء على الأطلال وكأنها شاعر عربي جاهلي مخضرم أدرك الحياتين بالإضافة إلى الحياة العبثية (حياة العربي اللا عربي)، لعل بهذا التفسير هو سمة إنتاج كوثر عن العرب في حالة (العربي اللا عربي) ومن ثمة بقت كوثر فى حالة بكاء دائم على الأطلال وكل رسم مندثر يشير إلى أنه كان في غابر الأزمان عربى ذو ضمير حى يقظان. وينجلى هذا فى نصها (ما أغنى عنا ما وهب) على الرابط التالى: http://www.facebook.com/note.php?note_id=457076069387 إذ تندد كوثر بالا وعى ولا شئ ولا قيمة وتبدل الحال فى حياة العرب: جلت في سوق العرب فوجدت قد عرض بها.. كل ما منه البريق قد ذهب.! وتتعجب إلى ما صار إليه مقام العرب فى دهشة الحزن: و سألت إخواني العرب.. و الحسرة تخنقني يلفني العجب.. أستهلك هذا الغريب أرضنا؟ ويبقى العجب والسؤال المندهش احد أهم سمات كوثر الملاخ الأدبية كرمز بلاغي قيم! ويأتي النص(العرس )،المفارق لرحلة الوجع العربى المهمومة به كوثر الملاخ. لتفضح حالة العرس العربى المزيفة التى يعيشها العرب الآن، فعلى هذا الربط: http://www.facebook.com/notes.php?id=100000460411748&s=20#!/note.php?note_id=453601959387 تزف كوثر العرس العربى كما قلت سابقا على طريقة مؤدب الصبيان الذى يلكز تلاميذه بالعصى، فتقول: أبدعت ابنتك شيخي الجليل في السفور و التجارة ترقصان في جسارة و يدنس مصحفك الكريم تغتاله أيدي القذارة يا لذا عصر التحرّر يا لذا عصر الحضارة آدم لم يعد يروم لعورته اليوم خصف صار يشهد في بيروت و يافا ...عدوانا و قصف و يرد الشّيخ ببسالة فوق سطح الجار على العدوان ...برقص هل ترى زدت الحضارة شيخي طربا أم دكت رجلك الراقصة كل حضارة و شحنتها هونا و نقص ؟ لعمرك شتاّن _ شيخي_ ما بين رجل قطعتها القنابل و رجل رامت في أعراسنا وحدها بترا و قص. بهذا الوكز المعبر يوجعنا أدب حسناء بلاد الزناتى خليفة المهمومة بحال أمتها العربية كشيخ الضرير - أو هكذا تراه الناس ضريرا ولكنه مبصر بفيض الله - الذي يشق النور والعلم والمعرفة لتلاميذه! الملامح النقدية الايجابية العامة - نلاحظ أن ...آلام التغرب والاغتراب... عن ما سميناه الضمير النهضوي في إنتاج ما قرأت من نصوص كوثر الملاح، ولعل هذا سمة أساسية قد وسمت الأدب العربي المعاصر ، حتى غدت تلك السمات معلما بارزا من معالمه ، وجواز مرور لا بد منه للدخول إلى ملكوت النصوص الأدبية المعاصرة . - كما نلمس أن مجمل إنتاج " كوثر الملاح " في جوهره ، ...هو دعوة رفض للواقع الوطني وسعي إلى التغيير...، لكنه تغيير بصوت أنثى حكيمة تعرف ما تقول وما تتمنى لرفعة الشرف وكبرياء العشيرة. - ...صراخ دائم... فى نصوص كوثر الملاح تستنجد دائما المعتصم ولأن معتصمها يرتع فى قصور النفط فهو زيت لا تستطيع أن تمسكه وأن مسكته يتسرب بين أناملك. إذن لا حياة لمن تنادى كوثر! لكنها مازلت تنادى وتصرخ صلبة كقوة أجدادها من سكان تونس القديمة. الملامح النقدية السلبية العامة - تسقط كوثر الملاخ في ...ئر الحماسية الزائدة... مثلها مثل كل مخلص وثائر ليشكل نصوصا ثورية أبعد عن كونها أدبية لحد ما، فنعرة الحماسة لديها أعلى من أقرانها وكأني أراها في أحد أروقة بغداد أيام انحلال الخلافة العباسية تبكى الحظ العاثر الذي أصاب الإسلام وبنى العباس لتخرج هذه النصوص من مصاف الأدب إلى نصوص الوعاظ والبكائين لتسجل لنا رافد أخر في الأدب غير الإمتاع الخالص للفن إلا وهو الثورة في الأدب الوعظي، بالطبع ليس كل نصوص كوثر هكذا لكنها سمة غالبة على بعض نصوصها بل على بعض الفقرات والجمل داخل النصوص نفسها. - يغلب على نصوص كوثر الطابع الكلاسيكي للبلاغة العربية وجماليتها واستعارتها كما تنص القواعد البلاغية. لكن أين بلاغة العصر الحديث؟ أرى كوثر تكتب بريشة أو قلم غاب بسن حديد أو نحاسي قديم على غرار القدماء في استخدام صورها البلاغية في تراكيبها ومعانيها. هذا بالطبع ليس ملمح سلبي إنما القصد هو أني أريد ابتكار أدبيات العصر الحديث بصوره الجديدة ومبتكراته التعبيرية الحديثة. - يبدو أن كوثر من طول معاشرتها المهنية مع النصوص المدرسية لمادة المحفوظات العربية، كمدرسة للغة العربية أثر عليها وفرضت شخصيتها المدرسية على الشخصية الأديبة؛ فلا تتخلى كوثر عن دور المدرس الذي يفيض فى شرح الدرس بمقدمة استهلالية لا محل لهل في النص الأدبي فعادة تكتب كوثر مقدمة عن ظروف النص ومقصدها منه وهذا بالطبع يحرم القارئ من متعته للوصول لخبايا النص بنفسه، كما بدون قصد من الأديب الذي يفعل هذا قد يفرض على نفسه مذهب معين يضيق به رحابة نصه ويوجه شراع القارئ لما يريد، ويحرم الأديب نفسه من رحابة وتعدد التأويلات للنص. فضلا عن تبرعها المدرسي في أعطاء المعنى إن كانت المفردة بالنص صعبة بين قوسين!! وأقول يا كوثر يا ابنتي العزيزة تخلى عن دور مدرس اللغة العربية، فنحن قراء أمام حرفك، لا بتلاميذ في فصلك.. واتركِ المجال للقارئ ليعرف، ليبحث هو عن المعنى لا تقدم له تفسير أو المعنى بين قوسين. وأقول لو تفرغت بالكلية كوثر ملاخ لدنيا الأدب سيكون بحق مكسب كبير جدا، خاصة وإنها تتمتع بالأصالة النادرة التي يفقدها جيل الكتاب الجدد، فضلا عن الخط العام في نصوصها الحامل بقضية كبرى.! كلمة أخيرة إلى من لا يدركون قيمة الأستاذة كوثر ملاخ الأدبية في بلادها(تونس)، أقول إن الإنتاج الأدبي الذي تبدعه الأستاذة كوثر( على الواقع الافتراضي بالانترنت) لهو خير رسول معبر عن أدبيات وجذور شعب تونس العريق المهموم بتاريخه الخاص والعام ففي مجمل إنتاجها الإبداعي كما سبق ووضحنا، ثمة ملمحين هامين يعتبرا من أهم سمات كوثر الأدبية ألا وهى الإحساس بالعروبة العالي جدا، والإحساس بالإسلامية النقى جدا. فجل إنتاجها النثري أو المنظوم يحمل من جماليات وتضامين عربية وإسلامية وتاريخية مما يجعلها المؤمن الوحيد وسط حالة البهتان وزيف وميعة الأجواء الثقافية العربية بالمبدأ والقيم وبثهما في أطار أدبي رفيع المستوى. لهذا فهي تعد خير رسول للمرأة التونسية الواعية الناضجة بهموم شعبها وبلدها وأمتها ولغتها، لذا فهي معروفة معرفة علم فى بلادنا مصر وفى وسطنا الثقافي بكل تقدير لإبداعها الغزير الذي يعكس بشكل ما حياة تونس فقد نقلت فكر المرأة التونسية وهمومها وأحلامها في أكثر من نص أدبي رفيع المستوى إلى عموم البلاد العربية؛ فمن خلالها تعرفنا على أهم القضايا ومشاكل المرأة التونسية في حلمها نحو مستقبل أفضل لأسرتها وأبنائها. باختصار شديد أن الاهتمام بحالة كوثر الملاخ ومنحها التفرغ أو ما يليق بها من مكانة ثقافية في بلادها تونس لتبدع. سيكون أكبر قيمة للأدب التونسي. الأديب بالطبع في غنى عن الأوسمة أو المناصب لكن عندما يأتي الاعتراف به من بلدته أو تشريفه من قبل المسئولين عن الثقافة في تونس بلا شك أن هذا يدخل عليه السرور ويجعله فى حالة وهج إبداعي دائم. يا بلاد الزناتي خليفة تونس الخضراء: اعتنوا بابنتكم البارة كوثر ملاخ؛ فهي الدرة فوق مفرق الأدب التونسي ففي الأيام القادمة سوف يذكر الناس اسمها( كوثر الملاخ) بجوار أبى قاسم الشابى، وبيرم التونسي خيرا رسولا للأدب والشعر التونسي في العالم العربي. وأخيرا.. حقا لا أدرى ما قلت إلا تقصيرا لا يفي حق كوثر ملاح "الكسولة"، وربما كسلها هو سبب تقصيري في قولي الذي كنت أتمنى أن يكون نقد مفسرا لجماليات نصوصها وفنها الأدبي الراقي الرائع وما أطلبه منها أن تجمع نصوصها هذه بين دفتي كتاب خير من نشرها في الصحف والمجلات والمنتديات الأدبية.. أريد وهذا من حق النقاد أن يرى عملا كاملا لا نصوصا من هنا وهناك حتى يضع يده أو مشرطه على بواطن الجمال في العمل ككل.. ومن هنا اطلب منها أن تبدأ في نشر أعمالها. مع كتابة أخرى، وبوح آخر قادم. فقط ادعوا الله أن يهب لي البركة في العمر حتى أكتب عن النور وعن جنته في مواهب خلقه. يا الله مدد..