ما ان يضع سطر العيش علي طرف الطبلية الا وتلقف خمسه ارغفه في لمح البصر ..تضعهم في حجرها . وعندما تمتد يده لمنحها رغيفا يعلو صوته صارخا ..يابنت المفجوعه.. خلصتيهم . ..يضحك دوما ولا يعبأ فهي عكازه وعينه .. كانت معه في كل الطرقات ترشده وتهديه للطريق .يوم أمطرت السماء بلا كلل ظلت تجاهد معه تنتقل من قرية ألي أخري . كي تجمع شهريه التلاوة من البيوت التي يقرأ فيها .كانت زاده وزواده .. سكنت أنفاسه. لم يكن ف الدار الا دجاجات أربع وعنزة صغيره وبضع أرانب .ثروتها . مات الشيخ .لم يدر بها احد عندما عادو من المقابر نسو انهم ودعوا المقرئ الوحيد في الناحية . .عادو لدورهم ولم ينس معظمهم ان يقرأ الفاتحة علي أقاربه وانصرفوا وعادو الي أعمالهم .. .. استكانت هدأ نحيبها .جلست طويلا بباب البيت تنتظر ان يلتفت إليها احد .. كان ينقصها ان تمسك بطرف ثوب من يمر " انا بنت الشيخ" لم يتذكرها احد .حتي أتي شيخ خفر الناحية يصطحب محضر الأوقاف.. انتي مين ؟ انا فهيمه ..بنت مين ؟ .بنت الشيخ .عندك كام سنه ؟مش عارفه .بطاقتك؟ معنديش . .التفت الكاتب للخفير.. دي بنت الشيخ؟ .. .لم يجاوب يابيه انا اسمع كده انو لقاها ورباها لكن بنته.. . مظنيش! الشيخ مخلفش من مراته اللي ماتت من سنتين. ظلت تبكي وهي تمسك بباب البيت والخفير يدفعها خارج المنزل لتغادره.. جابت شوارع القرية تبكي .تستجدي منهم أي شي لم يسعفها احد جلست علي عتبه دوار العمدة تبكي وتقرأ القرآن ..خرجت زوجه العمدة لتمنحها خبزا جافا وقطعه جبن قديم ..أكملت تلاوتها ..ظلت تنتقل من دار لدار وتتلو بصوتها الجميل .وتحمل مايرسله الناس من صدقات . عندما مرت علي دار الشيخ وجدت العنزة بيد الخفير .صرخت وتمسكت بها .أقامت بما تبقي من أعواد الحطب ركن صغير بالقرب من بيت الشيخ وعاشت به . محمد مصطفي الهلالي