بقلم محمد الشافعي فرعون - الهيئة الشرعية للحقوق والاصلاح ( والتي تضم في عضويتها الدكتور ياسر برهامي وخيرت الشاطر ) قبل نهاية ديسمبر 2012 بأيام أصدرت فتواها بتحريم تهنئة المسيحيين بالمناسبات الدينية . وفي (6) فبراير 2013 الماضي أفتى الداعية السلفي محمود شعبان ( أستاذ البلاغة بجامعة الأزهر ) في لقاءه ببرنامج الميزان على فضائية الحافظ بقتل أعضاء جبهة الإنقاذ الوطني . وفي (21) فبراير 2013 الماضي في رده على سؤال وجه اليه عبرصفحته على الانترنت أفتي الدكتور مصطفى راشد ( الحاصل على الدكتوراه من جامعة الأزهر في الشريعة الاسلامية ) بأن الصلاة مع الرئيس محمد مرسي في مكان واحد فاسدة وباطلة . ومن قبل أفتى الشيخ هاشم اسلام ( عضو لجنة الفتوى بالأزهر ) بقتال المشاركين في مظاهرات يوم (24 ) أغسطس 2012 وإهدار دمهم ، وخاطب شعب مصر قائلا : قاوموا هؤلاء فإن قاتلوكم فقاتلوهم ، فإن قتلوا بعضكم فبعضكم في الجنة ، فإن قتلتموهم فلا دية لهم ودمهم مهدر ...... صدرت هذه الفتاوى في ظل صمت ( القبور ) غير المبرر من قبل المفتى الدكتور على جمعة ، والذي ربما آثر السلامة بعدم التعرض لها لحين إنتهاء مدته في (3) مارس الماضي وتعيين المفتي الجديد . صدرت هذه الفتاوى في وقت نحن أحوج فيه الى توحيد الصفوف التي تفرقت ، ولملمت الشمل الذي تمزق ، ورأب الصدع الذي يتسع يوما بعد يوم ، في ظل إحتدام للصراع السياسي الذي فرق شمل المصريين ، وتدهور إقتصادي ينذر بإنهيار الدولة . تأتي هذه الفتاوى لتزيد من حدة الإحتقان وإشتعال نيران النزاعات بين أبناء الشعب الواحد ، كما أن من شأنها إثارة المزيد من الفتن التي لا يراد لها أن تتوقف ، ولا يعرف لها هدف سوى إحداث المزيد من الإضطرابات والنزاعات والفتن لشق الصف المصري ، في وقت أصبح فيه جسد مصر المتهالك لا يتحمل المزيد من الجراح والطعنات بأيدى أبناء مصر . نعلم تمام العلم أن مهمة المفتي الجديد الدكتور شوقي علام ( الذي صدرقرار تعينه في 4 مارس الماضي ) صعبة ، خاصة وأنه جاء في جو ملبد بالغيوم السياسية والاقتصادية والأمنية الحالكة ، وفي ظل وجود فوضى من الفتاوى لم تراع الظروف الصعبة التي تمر بها مصر فزادت من تقسيم المقسم وتفتيت المفتت . الأمل كبير في تصدي فضيلة المفتي لهذا السيل الجارف من الفتاوى غير المسئولة ، وألا يلتزم الصمت ، فأحيانا يكون الصمت هو الزيت الذي يزيد من إشتعال النار . محمد الشافعي فرعون الرياض في 9/3/2013