إذا كانت لديكم مشاكل اجتماعية أو نفسية ، لا تترددوا في ارسالها إلينا ، ليرد عليها المتخصصون في علم النفس كن ابن من شئت واكتسب أدباً أرجوكم لا تستهزئوا من مشكلتي أو طلبي .. ولا تقولي باني شاب مراهق .. فهذه رغبتي والمجتمع من حولي لا انسجم معه .. ونجاتي في يد زوجة ابي الأمريكية .. أنا اسمي محمد مسلم وموحد بالله ، عمري تجاوز 19 سنة بشهور .. مشكلتي لا ترتبط بالبنات ولا بالمخدرات مثل المراهقين ، حتى السجائر والتدخين اكرهما.. الناس يقولون عني أنني أنيق وشيك ، وبنات كثيرة تحب تتكلم معي ، وكثير أوي في الشارع يسألوني أنت مصري؟ مشكلتي تبدأ من يوم مولدي عام 1992، في أسرة مستورة .. والد يكره الحياة في مصر، مثلما يقول عنه الناس "رجل بتاع أحلام وطموح "، كل همه أن يذهب إلى أمريكا ويعيش بها ، وكان طوال عمره يسافر لأوروبا وآسيا .. تزوج علي سيدة أمريكية سنة 1997، كانت تعيش بمصر علي والدتي ، ولكن رغم ذلك جمعتني معها أحلى ذكريات ، كانت سيدة كويسة جداً ولذيذة ، تعلمت منها اللغة الانجليزية وأنا في KG1 ، لأنها كانت تصحبني إلى المدرسة كل يوم وأروح معها لأحسن الأماكن وآكل من يدها أحسن أكل، كانت تحبني لأنها لم تنجب وتشتري لي ألعاب كثيرة ، وأنا أصلا شكلي مش مصري فكانوا يفتكروني ابنها. في هذه الأوقات لم تعرف أمي بزواج والدي ،ظل مخبي عليها وأنا أخرج معهما وأتنزه ، وكانت أمي وزوجة والدي أصدقاء ، لدرجة أنها كانت تعلم أمي السواقة على العربية . حينما وصلت إلى عمر 8 سنوات ، سافر والدي مع زوجته إلى أمريكا ،وتركنا أنا وأختي التي كان سنها 3 سنوات ، لأول مرة أشعر أن والدي لن يعود إلينا ، بصرف النظر عن المدرسة الغالية إلي هو دخلها لي أنا وأختي ، واللي كان مش يقدر يدفع مصاريفها لو ظل في مصر . بعد سفره شعرت بوحدة وقهر، الناس انفضوا من حولنا ، ورغم ذلك كنت أطلع من الأوائل .. قرأت كثيرا حتى وصلت لدرجة ثقافة عالية جداً كأن عندي 20 سنة ، وكان المدرسون يحبونني ويقولوا لي أنني مختلف ، أما علاقتي بزملائي فكان منهم الحلو وكثير منهم سيئين. حالة والدتي فكانت صعبة بكاء مستمر ، أزمة مالية صعبة جدا وعشنا في فقر وكحت وقرف، لدرجة ننتظر فيها سكان العمارة يمنحونا صدقات وأولاد البوابين يضربوني .. كان شعري ناعم وطويل فالكل كان يتضايق منه وأنا أهزه ، ويشبهونني بالبنات ويقولون لي "لو هزيته هنضربك" ، وكنت على طول مهزلة زملائي، وفي ناس كثير حاولوا التحرش بي جنسياً بس أنا كنت بدافع عن نفسي، رجال كبار و أولاد في سني ، وكثير كانوا يبوسوني من فمي ، بس أنا كان هدفي أذهب لبابا في أمريكا مثلما وعدني ،وأصل لما تخطط له فالحياة هناك مش معقدة والكل يعمل اللي عاوزة. كانت أمي تتعرض للمعاكسات والمضايقات لأنها جميلة وضعيفة ، والجميع كان طمعان فيها ، تقدمت بالطلاق من والدي وانفصلت عنه ، وتعرفت على صديق لها من أيام الجامعة ، رجل محترم ساعدها وأهتم بنا وتجوزها في النهاية ، ساعد في إصلاح طباعي وحاجات كثيرة وخلاني اجتماعي أكثر مع الناس ، وتحول لأب روحي لأنه رباني في وقت كنت محتاج في إلي أب. سنة 2004 جاء والدي لمصر لأول مرة بعد سفره، و طبعا بعد الغيبة الطويلة دي و بعد ما كان يتصل مرة في الشهر مكث شهرين معانا، جاء بحاجات كثير فكرني بأيام زمان اللي كنت متدلع معه، لبس جميل وغالي من اللي كنت أتمنى البسه زي أصحابي وكانوا يعايروني ، وديفيدي DVD و حاجات كثيرة. كانت أختي تراه رجل غريب وحالتها النفسية كانت تعبانه تجاهه .. بعدها حضر إلى مصر اعوام 2004 و 2005 ، و في 2007 رأيت جواز سفره الأمريكي ووعدني بانهاء اوراقي ، ومرت السنين وأصبحنا في عام 2010 ، ولم ينفذ والدي وعده بانه سوف يأخذني إلى أمريكا ، وحتي وقت قريب كان يكلمني فى التلفون ، ولكنه كان في أزمة مع زوجته وينهوا أوراق الطلاق ، للأسف هي من بيديها سفرني لأن والدي لم يثبتنا في أوراقه الرسمية كأولاده .. قدمنا أوراقي للهجرة للسفارة الأميركية في مصر، ولكنه رفض ولم احصل علي الفيزا ، وأصبحت لدي حالة من الإحباط و البكاء المستمر . أنا مش عارف أتعامل مع الناس هنا، أنا بأطول شعري بطريقة كبيرة وبألبس ملابس غريبة علي الناس ، أنا خجول و مؤدب مع الناس ومحترم بس الشباب ينادون علي باسماء غريبة وأصحابي الاجانب كثير ما يقولون إنني سوف أكون في إنجلترا أو أمريكا محبوب و محترم .. يقال لي إن فلسفتي ومنهجي في التفكير ممكن يكون محل سخرية لأن أفكاري أكبر شوية من سني ، و في كثير قال لي ان الشباب بغير منك لأنك أحسن منهم و بتفهم لغات كويس جداً كأنك أجنبي إلى جانب تعليقات الشباب إلي بسمعة " بص الوالد ده " وكثير ممكن رغم اني لست بتاع شباب ، فأنا بعاني و لن أعرف أغير من نفسي لأني مش غلط ، المجتمع هو إلي ظالم وأنا مظلوم بكوني هنا، أنا لو كنت سافرت مع والدي منذ عام 1999 لم يكن دا حالي، على فكرة البنات كثير منهم بيحبوني ، أنا كنت في ليلة رأس السنة بأبكي جامد عشان أنا ما توقعت اني هاكون لسة في مصر، نفسي ربنا يرحمني و أروح أمريكا ، ووالدي قدم لي الورق وزوجة بابا سعت رغم الخلاف والطلاق بس هي وعدتني انها تساعدني و لو رحت ممكن أعيش معها ومفش مشكلة بس فين، الورق والهجرة صعبة، ، أنا عايز حل، لأن أنا فعلاً متضايق أوي. ...................................................................... إعلم يا محمد أننا لا نسخر ولا نستهزأ من أحد مهما كانت المشكلة وظروفها.. ولولا أنك رغبت فى نشرها كما أرسلتها لغيرت فيها الكثير ولكن احترمت رغبتك. تذكرنى يا محمد بقصة جميلة جدا حكيت عن الحجاج بن يوسف الثقفى - وأنا أعلم أنك لا تعرفه- بأن أمر صاحب حراسته أن يطوف بالليل، فمن وجده بعد العشاء ضرب عنقه، فطاف ليلة فوجد ثلاثة صبيان يتمايلون وعليهم أثر شراب الخمر، فأحاط بهم وقال لهم: من أنتم حتى خالفتم الأمير؟ فقال الأول: أنا ابن من دانت الرقاب له.. ما بين مخزومها وهاشمها تأتي إليه الرقاب صاغرة.. يأخذ من مالها ومن دمها فأمسك عن قتله، وقال: لعله من أقارب أمير المؤمنين. وقال الثاني: أنا ابن الذي لا ينزل الدهر قدره.. وإن نزلت يوماً فسوف تعود ترى الناس أفواجاً إلى ضوء ناره.. فمنهم قيامٌ حولها وقعود فأمسك عن قتله، وقال: لعله من أشراف العرب وقال الثالث: أنا ابن الذي خاض الصفوف بعزمه.. وقومها بالسيف حتى استقامت ركاباه لا تنفك رجلاه منهما .. إذا الخيل في يوم الكريهة ولت فأمسك عن قتله، وقال: لعله من شجعان العرب فلما أصبح رفع أمرهم إلى الحجاج، فأحضرهم وكشف عن حالهم، فإذا الأول ابن حجام، والثاني ابن فوال (أى بياع فول وطعمية)، والثالث ابن حائك (أى خياط)، فتعجب الحجاج من فصاحتهم وقال لجلسائه: علموا أولادكم الأدب، فو الله لولا الفصاحة لضربت أعناقهم، ثم أطلقهم الحجاج وأنشد يقول كن ابن من شئت واكتسب أدباً .. يغنيك محموده عن النسب إن الفتى من يقول: ها أناذا .. ليس الفتى من يقول: كان أبي فليست المشكلة يا محمد.. فى أنك ابن من؟ وكيف كان حال ابيك معك؟ وكانت الظروف المحيطة بك رغم شدتها وقسوتها فإن الأسرة حريصة على تعليمك.. وبشهادتك قلت أنك كنت من الأوائل .. وكنت تقرأ كثيرا حتى وصلت لدرجة ثقافية عالية وكان المدرسون يحبونك ويقولون لك أنك مختلف... ويكفى أنك مسلم وتعرف أننا خلقنا للابتلاء..فأنت مبتلى بعدم الرضا بكونك فى مصر ولم تتعلم من الدرس الذى لقنه لك ابوك عمليا بأنه كان يكره الحياة في مصر، وكان يقول عنه الناس "رجل بتاع أحلام وطموح "، كل همه أن يذهب إلى أمريكا ويعيش بها..هذا أبوك..فأين أنت..إذا نظرت إلى الصبيان الثلاثة كيف تعاملوا مع حارس الأمير على الرغم من أن أباءهم ممن لا يفتخر بهم الأبناء مثل الخياط وبياع الفول، لكنهم جعلوا منهم أمراء عند الحديث عنهم.. وأنا أرى أنا حالك أفضل بكثير من حالهم فالابن يفتخر أمام الناس والمجتمع بأن أباه فى أمريكا ولكن أنت لم تستطع أن تدافع عن نفسك وتجبر الأخرين على احترامك مهما كانت الظروف..فالمشكلة يامحمد ليس بأنك موجود بمصر والحل الخروج منها إلى أمريكا..فليست أمريكا أفضل من مصر فلن تجد شعبا - مهما ذهبت- أطيب من شعب مصر رغم كل الظروف..والقضية ليست فى المجتمع ولكن فى نوعية الأصدقاء الذين تختارهم والملابس التى ترديها ولا تتماشى مع كونك مسلما وفى مجتمع شرقى.. فعليك أن تقف بهدوء مع نفسك وقفة صدق وتسأل من أنا .. ومن أصدقائى ولماذا ينظرون لى هذه النظرة.. واذكر دائما قول أحد الحكماء: رحم الله امرأ أهدى إلىَّ عيوبى ...فليس العيب أن تخطئ ولكن العيب الإصرار عليه ..لأننا كلنا عيوب...فلا تفقد الأمل فى سفرك إلى أمريكا.. ولكن سافر وأنت محمد الذى يعتذ بنفسه ويحترمها ويقدره الأخرون. .