أعلنت جامعة الملك عبد العزيز في جدة عن انتهائها من وضع البصمات النهائية لمشروع تغيير وتطوير مواد الدراسات الإسلامية بالجامعة على أسس منهجية علمية ، تماثل المناهج الجديدة الطراز الأوروبي من حيث الشكل والمضمون، حيث تطرقت مفرداتها إلى تعريفات الغربيين للمفاهيم المختلفة، وتناولت عناصرها مواداً تفاعلية وطبعت بإخراج وألوان مميزه، كما أن تدريسها سيكون في قاعات خاصة ومجهزة بشاشات عرض، بعيداً عن أسلوب التلقين والإنشاء المرسل، بحسب القائمين على المناهج. صرخات وصف تربويون الخطوة بأنها تعد استجابة لضغوط خارجية في تغيير المناهج عبر التقليد غير الواعي، المتمثل في إصدار مواد غير مناسبة لمجتمعاتنا، وتفريغ المناهج الإسلامية من تراثها ومضمونها الأصيل، بهدف إرضاء الغرب ومسخ هوية الشباب المسلم والأجيال القادمة بحسب وصفهم. كما أثارت الخطوة حفيظة بعض الدعاة الذين عبروا عن خشيتهم من أن يكون البدء في إصدار مناهج إسلامية جامعية معاصرة مقدمة لمنع أو مزيد من التقليص لمواد الدراسات الإسلامية في المدارس والمراحل التعليمية المختلفة، محذرين من تولي غير المتخصصين لعملية تطوير المناهج، لا سيما المتعلقة بالمواد الإسلامية، على حد قولهم. مناهج عصرية قال الدكتور علي بادحدح رئيس لجنة تطوير المناهج في جامعة الملك عبد العزيز، إن مشروع تطوير مواد الثقافة الإسلامية في الجامعة يعتبر من أقوى وأنجح المشروعات في المملكة حتى الآن، مشيراً إلى أن فريق العمل بدأ متحرراً من أي قيد يربطه بالمناهج القديمة التي ظلت تدرس على مدار 25 عاماً دون تغيير. وأضاف أن "المناهج الجديدة تناولت قضايا عصرية، ونقلت تعريفات وأفكار الغربيين المختلفة، مثل صموئيل هنجتون، وفرانسيس فوكوياما، كما أن مفرداتها جاءت واقعية تتحدث عن كيفية بناء الذات وإقامة العلاقات، إلى جانب تعرضها للثقافة المدنية، مثل مؤسسات المجتمع المدني والعولمة وحقوق الإنسان وحوار الحضارات، وفيها جرعات عن الأصالة الإسلامية ما يكفى. وفيما يتعلق بأبرز الفوارق بين المناهج القديمة والجديدة، أشار بادحدح إلى أن المناهج الجديدة صممت على أساس تعليمي وليس على أساس الكلام الإنشائي المرسل، وذلك ليساعد الطلاب على التحصيل العلمي للمادة. وقال: "إنه ولأول مرة تدرس المواد الإسلامية في قاعات خاصة مجهزة بشاشات عرض ضخمة. والمادة التي كانت روتينه يوماً من الأيام ويتهرب منها الطلاب تحولت إلى مادة تفاعلية". إشادة أمريكية بالتجربة كما أوضح الدكتور علي بادحدح أن مناهج السنة الرابعة تناولت المنظور الإسلامي لأخلاقيات المهنة، والمسائل الفقهية التي يحتاجها الطبيب والمهندس والاقتصادي والإعلامي وغيرهم، كل حسب تخصصه. وأشار إلى أن الفريق الأمريكي المسؤول عن اعتماد كليات الهندسة اطلع على المناهج الإسلامية الخاصة بطلاب الهندسة، وأبدى إعجابه بها، وأكد أنها إضافة نوعية في هذا المجال. كما أكد بادحدح أن المناهج أصبحت محط أنظار الجامعات، واعتمدت كل من جامعة جيزان وجامعة الطائف جميع المقررات، كما أقر اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا المناهج لتدرس في المراكز الإسلامية. تجدر الإشارة إلى أن جامعة الملك عبد العزيز في جدة تعتبر رابع أكبر جامعة في الشرق الأوسط، حيث تضم 20 كلية تجمع جميع التخصصات العلمية والأدبية، بالإضافة إلي تسعة مراكز خاصة بالدراسات والأبحاث العلمية. وتناوب على إدارة الجامعة منذ تأسيسها في العام 1975 ثمانية رؤساء، كما يبلغ عدد أعضاء هيئة التدريس فيها 3000 عضو ما بين أستاذ ومحاضر ومعيد.. المصدر العربية