قضية خطيرة .. تهدد شبابنا .. أبنائنا .. وهي انتشار المخدرات الرخيصة بين طلبة المدارس خصوصا في المناطق العشوائية بمختلف المراحل الدراسية ، كارثة من السبب فيها ؟ القضية ليست وليدة اليوم أو أول .. نعرفها ونتفرج ونغمض عيوننا عليها منذ فترة ، فالنائب "محمد العزباوي" منذ فترة وقد تقدم بسؤال لرئيس الوزراء ولوزيري التربية والتعليم والداخلية من فترة عن انتشار المخدرات بين تلاميذ وتلميذات المدارس الإعدادية والثانوية. بناءا عن دراسة أجرتها وزارة الصحة والسكان بالتعاون مع برنامج الأممالمتحدة بمصر ، وقتها أكدت أن العينة التي أجريت على طالبات المدارس أكدت أن 50% منهن يتعاطين المخدرات، بينما بلغت نسبة التعاطي عند تلاميذ الإعدادي 34% بعد أن كانت 15% عام 1992م، كما زادت نسبة المتعاطين في نهاية المرحلة الثانوية إلى 36%. أضاف النائب أن الأبحاث التي أجريت على مدمني (البانجو) في المدارس الإعدادية والثانوية طالبت بسرعة التحرك لتدارك الأمر حتى لا ترتفع نسبة المدمنين في الخمس سنوات المقبلة إلى 60% في كل مرحلة. حمل النائب وزارة التربية والتعليم مسئولية هذه الكارثة، مؤكدًا أنها تخلت عن دورها الأساسي في التربية والتنشئة مما نتج عنه جيل المخدرات والبلطجة، وطالب "العزباوي" بضرورة مشاركة أولياء الأمور وكل المهتمين بالتربية في علاج هذه الكارثة, وأن تتخلى وزارة التربية والتعليم عن منهجها الذي ضيع العملية التعليمية بكل أشكالها. " فترة الامتحانات وسط الطلاب ؛ هي أكثر الفترات انتشارا لبيع السموم بين الطلبة بدعوى أنها تساعد على السهر واستذكار الدروس ومنح النشوة التي تقود للنجاح" قالها الدكتور ابراهيم محمدي .. وأضاف بأن هناك عدد غير قليل من طلابنا يقعوا في الأوهام ، وتنتشر بينهم دون إدراك لأضرارها وتأثيراتها على عقولهم، ولا يعلمون أن بإمكانها أن تمحو ذاكرتهم في أية لحظة؛ للخلل الذي قد يصيب المخ وهو ما توصلت إليه النتائج الطبية الحديثة، فيما يخشى مستقبلا أن يقعوا في براثن الإدمان، وأسر المخدرات بعامة، بتعاطي أنواع أفتك لعقول الطلاب من الكبتاجون كالحشيش المخدر. يتناولون المنشطات تقول رضا خليل وكيلة مدرسة بأن الوهم وضعف التوعية من الاسرة والمدارس والاعلام لدى بعض الطلاب تجعلهم يحرصون على تناول المنشطات والبحث عنها دون حسيب ولا رقيب، مما يجعلهم صيد سهل لمروجي الحبوب ليبثوا سمومهم للطلاب ويستنزفوهم ويصل الأمر إلى أنواع أخرى من الحبوب المخدرة، وقد يكون ذلك في غياب من الأسرة التي تطالب ابنها بما يزيد على طاقته مهما كان الثمن، رغم أن العكس هو الصحيح ، يجب ان يعرف الطالب أن متعاطي هذه الحبوب يصيبهم الإجهاد وفقدان التركيز وإذا وفق في مادة فهو ضائع في غيرها من المواد لأن لهذه المواد تأثيرا لا ينقطع أثره، خصوصا أن الذين يروجونها يستغلون هذه المواقف ليروجوا غيرها ما يقتل مستقبل الطلاب ويؤدي بهم إلى الكارثة. عصام بدوي مدرس ثانوي يقول: طلاب الثانوية أكثر من غيرهم بحثا عن هذه المنشطات، وهم الهدف الأول لمن يروج لمثل هذه الحبوب المنشطة بحكم أن طالب الثانوية العامة على عتبة مرحلة فاصلة في حياته ، ومقتنع أنه لو استخدم هذه المنشطات فسوف يحقق أحلامه ، وبعد الامتحانات مباشرة يمكنه تركها ، ولكن الحقيقة غير ذلك ، ويجب توعيته بأن هذا الطريق هو بداية النهاية لمستقبله، وهنا يأتي دور المدرسة والأسرة متضامنين في حماية الطالب من تربص تجار المخدرات بهم ووهمهم أن هذه الحبوب هي مفتاح النجاح، والأمر مؤقتا وتبسيط الأمور بهذه الشكل قد يجر الطالب إلى متاهات لا نهاية لها، في حين يلعب الإعلام دورا بارزا في إثارة هذه القضايا في هذه الأوقات كونه يدق ناقوس الخطر الذي يحيط بأبنائنا الطلاب لينتبهوا لأنفسهم. أولياء الأمور أشرف حسين ولي أمر يقول: أن الأسرة عليها دور مهم في تنشئة الأبناء بطريقة صحيحة وسليمة ، ومن الضروري المتابعة والتوعية ، وتوفير الجو المناسب للأبناء سواء أيام الدراسة العادية أو قبل بداية الامتحانات، ومتابعة أصدقائهم ، إعطاؤهم الوقت الكافي وذلك من خلال الاستماع لهم وبما يدور في خواطرهم وإعطائهم النصائح بشكل دوري من أجل تفتيح مداركهم، ومتأكد أنه سوف تكون هناك بوادر إيجابية مستقبلا وأن القضاء على هذه الآفة لن يتم من خلال الجانب الأمني فقط، بل على الجميع التعاون والتكاتف. خطر حبوب الهلوسة يوق الدكتور رافت رضوان استشاري الطب النفسي ، ينتشر بين الطلاب تعاطي مادة الإمفيتامين التي لا تقل خطرا عن تعاطي مادتي الهيروين أو الحشيش، وتناولها يؤدي إلى تدمير مراكز الأعصاب المركزية في المخ، ما ينتج عنه إعاقة مستديمة في السلوك العدواني العنيف والاضطرابات الاضطهادية، كما يؤدي إلى فقدان الأهلية العقلية في مدة قصيرة.