ماجستير علوم أطعمة جميعنا لنا سلوكيات خاطئة في حياتنا الغذائية .. أساليب حياة غير صحية.. ونتساءل لماذا نستيقظ من نومنا وكأننا لم ننم .. لماذا نفقد حيويتنا وإقبالنا علي الحياة .. أشياء كثيرة نحاول أن معالجتها .. في هذا الموضوع .. هل لاحظت "طفلك الصغير" ماذا يفعل عندما يستيقظ من النوم ؟ إنه يبدأ باللعب والنشاط مباشرة .. قبل أن يدخن أو يرتشف كوب الشاي أو القهوة الثقيلة متعذرا بأنه لا يستطيع أن يبدأ يومه بدونها, ويواصل لعبه واستمتاعه طيلة النهار, وحين يأتي المساء فإنه لايزال يحتفظ بكامل حيويته ونشاطه, ولا يزال لديه المزيد من الطاقة ليكمل نشاطه المسائي, بعد أخذ قيلولة صغيرة, أو حتى بدونها .. قد تدفع ثمنا باهظا مقابل الحصول على هذه الطاقة والحيوية , فأغلبنا يستيقظ من نومه وكأنه لم ينم أكثر من عشرة دقائق برغم من نومه 10ساعات, يبقى متهجما حتى ينهي كوب القهوة وملحقاتها, ثم يعود ليشرب كوب آخر أثناء الدوام مع بعض الدونات أو الكرواسون. الشاي والقهوة وتدخين التبغ هم أكثر المتربعين على عرش مصانع الطاقة في الوقت الحاضر, ولا عجب من ذلك بعد أن أصبحت متطلبات الحياة كثيرة وتحتاج إلى مجهود متواصل وطاقة لا تنضب. ولسوء الحظ فإن الشاي والقهوة يعتبران منشطين بريئين بجانب أبناء عمومتهم المتوحشين من الإمفيتامينات والكوكايين والكحول سواء كانت منشطة أم مرخية , وكل هذه المنشطات تعتبر بمثابة الكارثة التي تحل بمركز الدماغ لتخدعه بإنتاج الكيماويات التي تؤدي إلى الشعور بالمتعة المؤقتة والتي تصاحبها عواقب صحية خطيرة. قلة الفرص الجيدة والتنافس المحموم عليها للحصول على المال والثروة أو الشهرة وبصفة خاصة داخل المدن والعواصم الكبرى صنعت من الناس كائنات لا تنام , فالأسواق مفتوحة ,والتلفزيون وشبكة الإنترنت لا يتوقفا عن العمل ليل نهار سبعة أيام في الأسبوع, والكثير منا يريد أن يلبي احتياجات العمل والأسرة ولا يفوت على نفسه فرصة للاستمتاع بمشاهدة المسلسل والمباراة وبرامج المليون, إضافة إلى عدم التنازل ولو ليوم واحد عن تصفح البريد الإلكتروني أو المواقع والإطلاع على كل جديد في البرامج التكنولوجية والثقافية، والمفاجأة الكبرى أن هناك أطفال و زوج/ة داخل الجدول! يعيش الكثير من الناس أساليب حياة غير صحية ، تؤدي إلى الضغط المفرط وبالتالي استخدام المنشطات لتخفيف الضغط مثل السكريات و التشوكليت والشاي و القهوة والتدخين والمشروبات المحتوية على الكافيين والإمفيتامينات والكوكايين ,والتي من خلالها يتم تحفيز الموصل العصبي الدوبامين والأدرينالين والنورادرينالين, وبالتالي الشعور بالمتعة والنشاط والطاقة التي يتم توليدها عن طريق تعبئة الجلوكوز, ونتيجة لذلك علينا تناول المزيد من المنشطات حتى نبقى في حالة تأهب ونشاط ومرح أو معنويات مرتفعة. يحدث بعد ذلك هبوط سريع ومفاجئ يوقف كل المشاعر البهيجة السابقة ويبقي محلها الخمول والعصبية والاكتئاب والملل و الكسل , الأمر الذي يوحي بالشعور بالحاجة لمزيد من المنشطات السابقة الذكر للحفاظ على مستوى الطاقة بأعلى ما يكون, وهكذا حتى نصل إلى حلقة مفرغة من الاعتماد على المنشطات الصناعية. نظرا لكون الغدة الكظرية هي منبع الطاقة والتحفيز الطبيعي , فمن الواجب الإهتمام بها حتى تعطي أعلى مستوى من الطاقة يفوق عمل المنبهات ، فالاهتمام بنشاط هذه الغدة لم يلق التركيز الكافي في الطب . بعض الأحماض الأمينية والفيتامينات والأعشاب تقوي صحة هذه الغدة، والتي تعني سلامتها مستوى ثابت ومستمر من الطاقة واليقظة والمعنويات الجيدة, لكن لا يجب أن نتوقع أنها تعطي مفعول سريع وفوري كما تفعل المنبهات التي يصبح مفعولها عكسي بمرور الوقت , فنحتاج إلى المزيد منها لاستعادة الطاقة المفقودة. فقط باستعادة قوة الغدة الكظرية فإن الرغبة في تناول المنبهات سوف تموت. ولإستعادة قوة الغذة الكظرية فهنالك الكثير من الأعشاب والمواد الطبيعية التي ترفع المعنويات وتحسن الآداء وتساعدنا في التغلب على ادمان المنبهات والتي انصح بتناولها كبديل مثالي مثل نبات الجنسنج والعرق سوس والشاي الأخضر والحامض الأميني الفينيل الأنين الموجود في اللحوم وجنين القمح ومنتجات الألبان ودقيق الشوفان. قد لا يتسع المكان للمزيد من التفاصيل, لكن قد يكون لنا لقاء آخر بإذن الله