في توقيتٍ أراه مناسبًا تمامًا لمزيد من إلهاء الرأي العام عن حقائق وخبايا الحكم المشبوه الذي يتصدره الإخوان كحائط صد لهجمات المعارضين في المجتمع والمتربصين لكل ما يحدث فيه، يأتي خبر سجن السيد/ عادل إمام زعيم الفنانين. ورغم بساطة الموقف إلا أن بعض النخبويين يشنون حروبهم على الحكم باعتباره تعديًّا على الحريات ويبدو إنهم قد نسوا إن المذكور هو أحد الفنانين على رأس القائمة السوداء للمشاهير. وتاريخ الفنان إن كان يكتب له البقاء على ساحة الحريات، أود فقط أن أذكركم بمواقفه الجميلة في أعماله الأجمل التي عبرت عن هموم الشعب، ولكن.. في الوقت الذي شن الإعلام حربه على شيخٍ طالب بالتصدق من الفقير على الغني، وشن الإعلام نفس الحرب على شيخ يُدَّعَى كذبه، لا ينبغي أن يشن الإعلام حربه مع عادل إمام في مشوار فنه الذي جمع فيه الأموال الكثيرة مما قدمه للشعب من فن يعكس فقر الشعب ومراره ومعاناته خلال سنوات ظلام الحكم المبارك ومازال يعانيه أكثر الآن، ولا ينبغي أن نقف مع مَن حصدَ أثمان فنه من تذاكر شبابيك عرض أفلامه وتذاكر مسرحياته ليُضحكنا على مرارنا، وكما يقول المثل الشعبي: يا بخت من بكاني وبكي عليَّ ولا ضحكني وضحك الناس عليَّ. إذا كان الفنان المذكور هو وغيره من رواد الفن قد قدموا لنا فنًّا يستحق التقدير، فهل قدَّمَ الفن دون الحصول على مقابل؟ لقد حصل على المقابل هو وغيره في أرصدته النجومية والبنكية، وأذكركم بما حدثَ منه أثناء الثورة، كما أذكركم بمسلسله الرمضاني الذي سبق كافة الأعمال الدرامية في إعلاناته قبل رمضان القادم بأكثر من ثلاثة أشهر. أنا لا أهاجم عادل إمام الفنان الذي قدَّمَ فيلم "الإرهابي"، ولكن على كل عاقل فاهم محافظ أن يشهد بأن أعماله لم تخلُ أبدًا من مشاهد جنسية مستفزة تخللتها قبلات ساخنة لكافة الفنانات، وصفعات على وجوه الكثير من الفنانين، والاستهزاء بهم، ورغم عدم اتفاقي مع خبر حبسه وتوجيه التهمة له، فإنني أرى أن مَن يدافعون عنه مخطئين. كما أن مَن أصدر القرار بحبسه أكبر مخطئ في حين تُتَوَّج السيدة/ مروى لما قدمته من رفعٍ لمعنويات ضباط الداخلية. هنا لا بد أن نتذكر إننا تحت حكم الإخوان، ولا بد أن نتذكر إنهم راحلون عنا بعد أيامٍ قلائل من على كراسي البرلمان، وإن المالك الوحيد للصلاحيات في الأمر هو المجلس العسكري