· صفوت الشريف شاهد علي الذين لعبوا أدواراً في العهد البائد بحجة أنهم في المعارضة رغم أنهم كانوا يلعبون في طابور النظام ثم انقلبوا عليه بعد 25 يناير الوحيد من رءوس الفساد الذي له خبرة سابقة في التعامل داخل السجن هو "صفوت الشريف".. كان "صفوت" قد أدين في قضية انحراف جهاز المخابرات في أعقاب هزيمة 67 وأمضي عاماً داخل القضبان وخرج منها أقوي مما دخل.. عقلية رجل المخابرات الذي يستطيع السيطرة علي من يتعامل معهم بأوراق موثقة تفضحهم لو أنهم همسوا بشيء، كان هذا هو سر قوته في المخابرات وظل السلاح في يده.. أتذكر أن الكاتب الكبير الراحل "مجدي مهنا" سأله قبل بضع سنوات في برنامجه "في الممنوع" عن مذكراته ومتي تري النور أجابه جازماً .. ليس لدي مذكرات لم أكتبها ولن أكتبها ولم يكن هذا التصريح سوي محاولة منه لطمأنة من يعملون معه حتي القيادات بأنه لن يفضحهم إلا إذا فكروا في التخلص منه.. "صفوت الشريف" هو خزينة الأسرار التي ستفتح في حالة الدفاع عن النفس وهي ليست فقط أسراراً سياسية ولكنها تمتلئ بالوقائع الشخصية فهو لديه الكثير عن الإعلاميين والفنانيين الذين قد تم تجنيدهم للتمهيد لملف التوريث وتقنين الفساد وبالمناسبة إن أغلب هؤلاء في القنوات والصحف الخاصة تحولوا فجأة الآن إلي مناضلين ضد التوريث والفساد!! في أعقاب هزيمة 67 تسربت ملفات للمخابرات العسكرية تحوي الكثير من التفاصيل التي ارتبطت بمحاولة استقطاب بعض الفنانين للعمل لحساب الأجهزة الأمنية ليتحولوا إلي وشاة علي زملائهم.. كانت الخطة هي أن تتم محاصرة الفنان وترهيبه طالما أنه لم يستجب فإنهم يلجئون إلي النصف الثاني من نظرية "الجزرة والعصا" وهي أن ينحوا الجزرة جانباً ويستخدموا العصا للترهيب.. من أشهر اللاتي تعرضن لتلك الأسلحة "فاتن حمامة" وروي "عمر الشريف" الذي كان زوجها في تلك السنوات - الستينيات - أن "فاتن" واجهت بقوة تلك الضغوط بل وطردت أحد كبار الضباط التابعين للمخابرات العسكرية من منزلها وهي تشيعه بالألفاظ الغليظة برغم رقة "فاتن حمامة" المعروفة.. أمام كل ذلك كان ينبغي علي "فاتن" طبقاً لنصيحة عدد من أصدقائها أن تهرب إلي بيروت لأن هذا الجهاز لا يتقبل بسهولة الهزيمة وهاجرت "فاتن" إلي بيروت وصورت بعض الأفلام هناك ولم تعد إلا عندما عرف "عبد الناصر" وطلب من وزير الثقافة الأسبق "ثروت عكاشة" أن يعيدها إلي مصر بعد هزيمة 67 التي شهدت هزيمة لدولة المخابرات.. تردد وقتها الاسم الحركي لمقدم قصير القامة اسمه الحقيقي "صفوت" الذي كان يمارس وظيفته في تجنيد الفنانين والصحفيين للعمل لحساب الأجهزة من الباطن باسم حركي "موافي".. أشهر محاولة للسيطرة علي الفنانين و تم تسريبها هي قضية "سعاد حسني" التي خطط "موافي" أقصد "صفوت" لاستدراجها وتصويرها في موقف حساس وبدءوا في الضغط عليها ورغم ذلك قاومت "سعاد" ولم تتحول إلي عين للأجهزة تشي بزملائها كما كانت الخطة.. قال "موافي" أو "صفوت" أثناء التحقيق معه أن "سعاد" رفضت أن تتحول إلي واشية وعندما سألوه لماذا يصور الفنانات في تلك اللحظات الخاصة أجابهم أنه رجل عسكري ينفذ الأوامر ولا يناقشها وأنه كان يتلقي تعليماته من رئيس جهاز المخابرات الأسبق "صلاح نصر" بالتصوير ولا يملك سوي الإذعان للأوامر!! وانتقل "صفوت" للحياة المدنية وهو يحمل عقلية رجل المخابرات "موافي" ولهذا ظل يسعي لممارسة هوايته القديمة في السيطرة بتصويرهم في لحظات ضعفهم واستطاع أن يقدم نفسه إلي "د.مرسي سعد الدين" الذي كان يشغل موقع رئيس جهاز الاستعلامات في عهد "أنور السادات" وكان "مرسي" مقرباً من الرئيس الراحل كما أن شقيقه "بليغ حمدي" من الملحنين الكبار الذين أحبهم "السادات" ولهذا كان "مرسي" موضع ثقة "السادات" إلا أن "صفوت" استطاع أن يفسد العلاقة بينهما ويطيح به بعيداً عن هيئة الاستعلامات وكالعادة تم تصويره في مكتبه في لقاء عاطفي وتم إرساله للسادات لاتخاذ اللازم واكتشف "مرسي" أن مدير مكتبه "صفوت" هو الذي دبر له هذه المكيدة لإبعاده عن منصبه ليصبح هو بعدها رئيساً للاستعلامات ثم يقفز في عهد "مبارك" إلي رئاسة أهم جهاز تستند إليه الدول الشمولية في غسل عقول المواطنين وهو الإعلام ليصبح أقوي الوزراء في عهد الرئيس المخلوع وكان من خلال هذا الجهاز يلعب دوره في العمل لحساب الأجهزة وتجنيد الفنانين لتقديم خدمات للنظام.. ولم يقتصر الأمر علي الفنانات والفنانين ولكن انضم إليهم عدد من المذيعين والمذيعات.. الكثير من التفاصيل التي كان يمارسها في إدارته لوزارة الإعلام تشهد أن "صفوت" الوزير ظل مخلصاً لموافي رجل المخابرات.. كان "صفوت" محل ثقة "مبارك" لأنه عرف مفاتيح التعامل مع شخصيته العسكرية التي تميل للحساب بالأرقام ولهذا مثلاً كان في كل عيد للإعلام يقدم له كشفاً موثقاً بالأرقام يؤكد من خلاله أن عدد القنوات التليفزيونية قد ارتفع إلي رقم غير مسبوق في العالم العربي وأن ساعات البث اليومي تعني أن المشاهد صار تحت السيطرة الكاملة.. ولم يكن يذكر أبداً أن الناس صارت لا تصدق إعلام الدولة وتستغيث بالجزيرة والعربية والحرة وأخواتهن. في عام 2004 تم إبعاد "صفوت" إلي مجلس الشوري بعد أن ضاقت به "سوزان مبارك" لأسباب متعلقة ببعض المواقف الخاصة التي ارتبطت به في حياته وكان يتردد أن "سوزان" لا يروق لها ذلك بعد أن تناهي إلي سمعها الكثير مما كان يفعله "صفوت" لإرضاء زوجها الرئيس السابق ولأنها ليست بعيدة عن صناعة القرار فإنها كثيراً ما كانت تسعي لإقصائه خارج الإعلام وكان "مبارك" هو الذي يتدخل في اللحظات الأخيرة للحفاظ علي وزير إعلامه بينما كانت "سوزان" تعمل جاهدة للحفاظ علي عدو "صفوت" الأول وهو "فاروق حسني" وزير الثقافة وهكذا ظل "فاروق" علي مقعد وزير الثقافة أكثر من 23 عاماً ولم يطح به إلا قيام ثورة 25 يناير.. وهكذا بقدر ما تمسك "مبارك" بصفوت بقدر ما سعت "سوزان" إلي مؤازرة "فاروق" رغم تورطه في العديد من القضايا.. ورغم ذلك عندما ذهب "صفوت" إلي مجلس الشوري في مقعد الرئيس لم يستسلم، بل ظل فاعلاً في تعضيد النظام الفاسد فهو الرجل الثاني في الحزب الوطني والذي لم يفقد تواصله مع "مبارك" ويعلم بالضبط متي يحصل منه علي ما يريد؟! صفوت الشريف شاهد علي ما كان يتم في الحياة الفنية والإعلامية والسياسية طوال ما يقترب من نصف قرن مثل السيطرة علي عدد من الشخصيات الشهيرة من الذين لعبوا أدواراً في العهد البائد بحجة أنهم في المعارضة رغم أنهم كانوا يلعبون من الباطن في طابور النظام ثم انقلبوا عليه بعد 25 يناير وصاروا حالياً في ملعب المناضلين الثوريين.. أترقب العديد من الأسرار سوف يعلن عنها قريباً أثناء التحقيقات لنقرأ عن أسماء دأبت علي الخداع واللعب علي الحبلين.. إنه لا يزال حتي وهو في "طرة" الأقوي.. الثعلب العجوز "صفوت" لم ينس أبداً أنه "موافي"!! ************ الزعيم والرئيس وجهان لكذبة واحدة تناقلت العديد من المواقع الإلكترونية والجرائد المحلية والعربية والدولية والمنتديات خبر استعداد "عادل إمام" لبطولة فيلم "الضربة الجوية" الذي يروي حياة الرئيس المصري السابق.. الكل صدق عليه باعتباره خبراً لا يحتمل الشك ثم ظهرت الحقيقة وهي أن إحدي الجرائد الفنية أرادت أن تلعب مع القراء لعبة "كذبة أبريل" التي شاهدناها خلال الخمسين عاماً الأخيرة وأشهرها تلك التي نشرتها جريدة الأخبار عام 1974 في عز بدايات "هاني شاكر" حيث دأبت الصحافة وقتها علي تقديم "هاني" باعتباره المنافس القوي لحليم والذي يهدد عرشه الفني ولهذا نشر الكاتب الصحفي الراحل "نبيل عصمت" خبراً يؤكد أن "عبد الحليم" يتحدي "هاني شاكر" ويؤكد أنه يضع في حنجرته زمارة من أجل أن تساعده علي تقليد صوت "عبد الحليم" وأنه سوف يثبت ذلك في معهد الموسيقي القريب من دار جريدة الأخبار التي نشرت الخبر المثير، حيث أكدت أن "هاني" قبل التحدي.. لم ينس "نبيل عصمت" أن يكتب وفي موقع بعيد عن هذا الخبر أن اليوم هو أول أبريل ولا تصدق كل ما يقال لك في هذا اليوم وبالطبع لم يهتم أحد بالتحذير والكل صدق الخبر وذهبوا إلي معهد الموسيقي وعندما لم يجدوا لا "عبد الحليم" ولا "هاني" ولا لجنة التحكيم اتجهوا مباشرة إلي دار الأخبار محتجين علي المقلب الذي شربوه بينما حرصت الجريدة علي التأكيد بأنها سبق وأن حذرتهم وقد أعذر من أنذر!! الناس تصدق الخبر الذي يحمل شيئاً من إمكانية التصديق وومضة الحقيقة وهكذا اعتقدوا بالفعل أن "عبد الحليم" يغار من "هاني" ولكن كيف صدقوا أن "عادل إمام" من الممكن أن يقدم حياة "حسني مبارك" في فيلم في ظل حالة الرفض الشعبي لمبارك بعد اتهامه هو وأسرته بالتورط في العديد من قضايا الفساد والتربح بل وإيداعه السجن علي ذمة التحقيق.. كما أن "عادل إمام" حرص بعد نجاح الثورة علي تبرئة نفسه من تهمة الالتصاق بمبارك بعد أن أدي ذلك إلي هبوط حاد في شعبيته لأن الناس تبادلت مواقفه المتناقضة والموثقة علي اليوتيوب من الدعوة لنظام "مبارك" وتوريث الحكم لجمال إلي الهجوم الكاسح علي عصر "مبارك" وعلي ابنه "جمال"!! الغريب أن الصحفيين أيضاً روجوا للخبر ولم يشعروا بأدني شك في أنه خبر مختلق.. لا شك أن ارتباط "عادل إمام" بزمن "حسني مبارك" جعل التوافق بينهما يفرض نفسه دائماً حيث إن "عادل" اعتلي عرش الكوميديا خلال الثلاثين عاماً الأخيرة وهي نفس السنوات التي اعتلي فيها "مبارك" عرش مصر وهكذا تلمح أن القدر لعب دوره في لعبة الارتباط الزمني بين "مبارك" و "عادل" بين "الرئيس" و "الزعيم" حيث إن "عادل" قبل أكثر من 15 عاماً وهو يحمل بين مريديه لقب "الزعيم".. ولهذا فمع سقوط "مبارك" سقط أيضاً لقب "الزعيم" عن "عادل" صار كل من "مبارك" و "عادل" يحمل لقب سابق.. "عادل" زعيم سابق و "مبارك" رئيس سابق إلا أن الناس لم تسقط هذا الارتباط الشرطي بينهما ولهذا صدقوا كذبة أبريل!! إن فيلم "الضربة الجوية" الذي تبادلته الأخبار ظهر للنور كمشروع قبل نحو 10 سنوات عندما قدم "أحمد زكي" فيلم "أيام السادات" وكان قبلها قد قدم دور "عبد الناصر" في فيلم "ناصر 56" وأصبح الموقف بالنسبة لأحمد وأيضاً للدولة ولحسني مبارك به قدر لا ينكر من الحساسية فهو قدم حياة رئيسين فأين الثالث ولهذا كان "أحمد" يحرص بين الحين والآخر علي التأكيد بأنه ينوي أن يقدم فيلم "الضربة الجوية" لكي يري الناس دور "مبارك" في حرب 73 حيث أن الإعلام كان يحرص علي أن يصدر للرأي العام أن أكتوبر تساوي الضربة الجوية.. ورحل "أحمد زكي" عام 2005 واختفي مشروع الفيلم بضع سنوات ثم عاد في العام الماضي إلي جهاز السينما التابع لوزارة الإعلام وكان من الواضح أن هناك توجيهاً مباشراً من مؤسسة الرئاسة لتنفيذ الفيلم وكتب "عاطف بشاي" السيناريو والإخراج "علي عبد الخالق" وتردد اسم "أحمد شاكر" في دور "حسني مبارك" لأن الأحداث تبدأ و"مبارك" شاباً.. وبعد الإطاحة بمبارك مات المشروع مرة أخري ليتم إحياؤه مؤخراً من خلال كذبة تم ترويجها مع مطلع هذا الشهر!! الناس صدقت الكذبة لأنهم لا يزالون يعتقدون أن الزعيم والرئيس السابقين وجهان لكذبة واحدة!! ************** الجريئة تبحث عن «زني المحارم » بعد الثورة لا تطيق الدغيدي" أن تعيش في حالة صمت برغم أنها أطلقت علي فيلمها القادم "زني المحارم" اسم جديد وهو "الصمت"!! مع قيام ثورة يناير و "إيناس" تهدد بمغادرة مصر بحجة أن الإسلاميين سوف يحتلون البلد ويمسكون بمقاليد السلطة وهم سبق أن أحلوا دمها والبعض الذي كان رحيماً بها قال إنها تستحق بسبب أفلامها وتصريحاتها أن تجلد في مكان عام 100 جلدة وهكذا فإنها تعتقد أنها مستهدفة.. وبرغم أنني واحد من أكثر الأصوات التي تنتقد أفلام "إيناس" المليئة بالحس التجاري الخالية في نفس الوقت من الإحساس الفني إلا أنني في نفس الوقت أري أنها تختلق مثل هذه المواقف لكي تبدو أنها صاحبة رؤية فكرية وأنها مطاردة من أصحاب العقول المنغلقة برغم افتقار أفلامها إلي تلك الرؤية فهي تلعب دور الشهيدة المضحية بحياتها من أجل مبادئها وهو ما يكذبه الواقع.. "إيناس" تفتعل دائماً مثل هذه المواقف لتظل في البؤرة.. هي تسعي لحالة الصخب لتظل تحت الأضواء لأن أفلامها لا تتيح لها أن تعيش في حالة وهج فني حقيقي.. عادة لا يسفر الأمر عن حالة إبداعية تستحق المتابعة ولهذا تضع كل اهتمامها وهي تبحث عن القضايا الجنسية لتقدمها في أفلامها ولكنك عندما تشاهد الفيلم لا تري فناً ولا حتي قضية هي فقط تعتقد أن دورها هو أن تدخل إلي - التابوهات - الممنوعات الرقابية في عالمنا العربي وهي الدين والجنس والسياسة وهي في العادة تترك الدين والسياسة وتتجه مباشرة إلي الجنس وهاتك يا مشاهد جنسية وتعيد المشهد أكثر من مرة ويحدوها الأمل في أن تجد جمهوراً يقبل علي أفلامها بينما الحقيقة بالأرقام تؤكد أنه لا يوجد لديها أي أرقام شباك فهي تصنع الفيلم علي مقاس ومزاج الجمهور أو هكذا تعتقد ثم تكتشف أن شباك التذاكر يشير إلي رفض جماهيري.. وربما بعد هذا العدد من الإخفاقات المادية المتعددة صار عليها أن تبحث بين الحين والآخر عن مهنة تتربح منها وهكذا اتجهت قبل نحو عامين إلي تقديم البرامج وأشهرها "الجريئة" بل إنها في وقت ما قررت أن تنشئ مع صديقتها "يسرا" قناة تليفزيونية تحمل نفس الاسم "الجريئة"!! بعد ثورة 25 يناير قالت "إيناس" إنها سوف تغادر أرض الوطن لو جاء الإخوان برغم أن أروع ما في الثورة المصرية أنها لم ترتد زياً إسلامياً بل إن صناعها الحقيقيين من الشباب كان أول أهدافهم هو التأكيد علي مدنية الدولة.. "إيناس" لا تريد أن تبتعد عن الضوء وتبدأ علاقتها في العهد الجديد بأن تنتج فيلماً باسم "الصمت" يتناول زني المحارم ورشحت للبطولة "منة شلبي" و "درة".. الرقابة كعادتها ترددت في البداية ثم سمحت بالسيناريو والغريب أن الذي اعترض بعد التصريح بالسيناريو هم بعض الفنانين قالوا لا ليست هذه هي الحرية التي نسعي إليها إن هذا هو الممنوع.. وتعجبت لأن علي الفنان ألا يصادر حق أي إنسان في التعبير وفي تناول كل القضايا مهما بلغت خصوصيتها وحساسيتها.. لقد سبق أن رأينا قضية زني المحارم في أكثر من فيلم مصري مثل " الغابة" إخراج "أحمد عاطف" الذي عرض قبل عامين و"الوتر" إخراج "مجدي الهواري" الذي عرض تجارياً قبل بضعة أشهر ولم يعترض أحد.. أنا أعلم بالطبع أن "إيناس" كعادتها سوف تحيل القضية الجادة والتي تتناول الانحراف الأخلاقي إلي حالة تجارية.. أغلب أفلامها بالمناسبة تحمل قضايا جادة ولكن "إيناس" لا تفكر إلا في شباك التذاكر وهي تعتقد أن الطريق إليه مفروش فقط بالمشاهد الساخنة والشذوذ الجنسي وهي تبدو لي أنها وجدت ضالتها المنشودة في فيلم "زني المحارم".. تابعوها مثلاً في أفلام مثل "مذكرات مراهقة" الذي يتناول مشكلات المراهقين في هذه المرحلة العمرية الحساسة لن تجد قضية المراهقة ولكن مجرد مشاهد جنس تسعي المخرجة لإعادتها أكثر من مرة من أجل أن يقبل عليها الجمهور.. أتذكر مثلاً فيلم "الباحثات عن الحرية" نحّت المخرجة جانباً قضيتها وهي الحرية واختصرتها فقط في حرية المرأة الجنسية.. دائماً ما تفسد الأفكار العظيمة بسبب هذا اللهاث التجاري.. الغريب أن الجمهور يكتشف سريعاً اللعبة ولهذا فإن أفلامها التجارية لا تحقق رواجاً تجارياً؟! علي ماذا تراهن إذن "إيناس".. إنها تراهن علي حالة الصخب وأن تدخل في معارك مع الرقابة ثم مع بعض الفنانين الرافضين لفيلمها من أجل أن تثير حولها ضجيجاً لعل وعسي يأتي في أعقابه الجمهور.. الرقابة أضاعت عليها الفرصة عندما وافقت علي السيناريو بينما بعض الفنانين منحوها الفرصة لكي تلعب دورها الأثير وهو شهيدة الجرأة.. أنا أري أن الجريئة ينبغي أن نتركها تصنع أفلامها كما يحلو لها وبدلاً من ال100 جلدة التي وعدها بها أحد المتشددين دينياً فإنها تتلقي عقاباً أقسي وهو أن الناس دأبت علي مقاطعة أفلامها.. شباك التذاكر الخاوي هو العقاب القاسي الذي ينزله بها الجمهور وعلي مدي 25 عاماً - عمرها الفني - وهي تتلقي هذه اللسعات التي هي بالمناسبة أشد إيلاماً من الكرباج!!