بقلم عبير حجازي كانت محافظتي من ضمن محافظات المرحلة الأولي التي أجريت فيها الانتخاباتوذهبت للتصويت وكلي فرحة وأمل وقناعة بأن صوتي في هذه المرة مختلف عن كل مرة ذهبتفيها لصندوق الاقتراع , ذهبت وأنا مرتبة الذهن عازمة أمري علي من سأعطي صوتي وكليقناعة وتصميم , فإذا بإحداهن _ وكن عدد لا يستهان به أمام كل اللجنة بما يخالفقانون الانتخابات بعدم الدعاية أمام اللجان _ وتقول لي لا تعطي صوتك لمن يعتبرهعورة , إياك أن تعطي صوتك لمن سيمنعك من العمل ومن سيجبرك علي المكوث ببيتك وكأنك كم مهمل لا وجود له . وما إن أكملت حديثها حتى تجذبني أخري وتلحعليّ بأن أعطي صوتي لفلان وعلان من المرشحين وبالطبع استمعت لهن جميعا ولكني كنتقد حسمت أمري وقررت لمن سأعطي صوتي ورجعت بيتي وأنا في قمة سعادتي مما شاهدتهولمسته بنفسي من نظام واحترام للمواطنين داخل اللجان , من جهد كبير مبذول من رجالشرفاء أخذوا على عاتقهم مهمة تأمين وتنظيم سير العملية الانتخابية حتى ظهرت وكأنهيوم عرس حقيقي للديمقراطية , ولكن ما لم يمر بذهني مرور الكرام وظل يشغلني ويؤرقنيهو نظرة البعض الخاطئة للإسلاميين وفهمهم الخاطئ للإسلام واعتقادهم الخالي من الصواببأن الإسلام يحرم المرأة من ممارسة حياتها العملية وحقوقها الاجتماعية ككائنيتساوي مع الرجل في الحقوق والواجبات. ووددت لو التقيتهن مرة ثانية لأمحو من أذهانهن هذا الفهم الخاطئ والافتراءالواضح . فما من دين ولا ملة على وجه الأرض أنصفت المرأة مثلماأنصفها الإسلام, حيث كرمها يوم أنزل الله أحكاما خاصة بالنساء , أكرمها يوم أنزلسورة باسمها, أكرمها بأن ساوي بينها وبين الرجال وجعلها قسيمة للرجال حيث قال رسولالله صلى الله عليه وسلم إنما النساء شقائق الرجال, ثم ساوى بينها وبين الرجل في الواجبات والعبادات والأجروالثواب حيث قال تعالى في كتابه العزيز( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إنا خلقناكم من ذكروأنثي وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليمخبير ) ليس هذا فقط وإنما أمر الرجل بحمايتها وحسن رعايتها وجعلله القوامة عليها بقوله تباركتْ آياته )وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّبِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ) كرم الإسلام المرأة بما لميكرم أي دين آخر حيث منحها حقوقا لم تحصل عليها من قبل فللمرأة حق البيع والشراءولها ذمة مالية مستقلة عن الرجل في حين كلف الرجل بالنفاق عليها و أمره بعدم ضربهاالضرب الموجع وعدم ضرب الوجه منها ولما لم يوفقا في الزواج شرع لها الطلاق وأمرالرجل ألا يرغمها على العيش معه إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان والرسول صلى اللهعليه وسلم عامل المرأة برفق وأحسن إليها وأوصى الرجال عليها الرسول سيد الخلق أجمعينأخذ بمشورة زوجته في صلح الحديبية وأتخذ من عائشة معلمة تعلم النساء أمور دينهم ,كما استعان بنساء المسلمين في تضميد الجرحى في الحروب إذا فالإسلام أردها معلمةوطبيبة تعمل بالتجارة وتعين زوجها على الحياة من قال إن الإسلام يمنع المرأة منالعمل الإسلام حفظ المرأة وصانها يوم فرض عليها الحجاب فجعلمنها درة مكنونة لا سلعة تباع وتشترى أختي الناخبة وما زالت المرحلة الثانية والثالثة على الأبوابفلا تنخدعي في أحاديث من يريد أن يشوه الإسلام فالإسلام قد كرمك ونعمك وحفظك فلستعورة في الإسلام وإنما أنت عورة بدونه فلا تنساقي وراء من يريدك سلعة معروضةفالماسة كلما غلا ثمنها حفظت في الخزائن بينما قطعة الزجاج المكسورة التي لا تساويشيئاً ملقاة على الأرض تدهسها الأقدام فتخيري لنفسك ماذا تريدين أن تكوني