بقلم مصطفى ابو زيد منذ قيام الثورات العربيه حتى صرنا نسمع كل يوم مصطلح الطاغيه والديكتاتور ولكن لابد ان نعرف ماهو الطاغيه ومن الذى يصنع هذا الطاغيه هل هم من يصنعون انفسهم ام نحن من يصنعهم فالطاغيه هو المتجير شديد الظلم الذى يعث فسادا فى الارض الذى يتحكم فى كل شئ ولكن من الذى يعطى الفرصه للطاغيه ان يطغى ويتجبر هل هى بالمساعده من جهات خارجيه ام بالخنوع والاستسلام والصمت فاذا اخذنا مثالا على الطاغيه فى العصر الحديث العقيد معمر القذافى الذى رحل عن عالمنا منذ ايام كان قد بدأ حياته كمناضل وطنى وثورى ومتبنى لفكره القوميه العربيه الذى كانت سمه العصر انذاك مع الزعيم جمال عبد الناصر وبعد ذلك خلق نظاما جديدا يخلط القديم بالحديث ولكن ما الذى اوصله لهذه النتيجه هل كان شغف شعبه به والتفافه حوله ام كان الانصياع والخضوع لقرارته وهل هو فعلا طاغيه ام زينوا لشعبه انه طاغيه ولابد من خلعه وتغيير نظامه هل لذلك يصب فى مصلحه القوه العظمى حاليا وهى امريكا وشقيقتها اسرائيل لانه كان يعارض سياساتهم فى رسم شرق اوسط جديد يفيد ويهدف الى مصالحهم السياسيه والمتمثله فى بناء قواعد عسكريه ومصالحهم الاقتصاديه المتمثله فى النفط الليبيى فالكل يعلم ان اليهود بدأو فى الرجوع مره اخرى الى ليبيا هل هذا الرجوع سيكون له تأثير على الامن القومى المصرى هل ذلك لمحاصره مصر من الجانب الغربى فهل كان القذافى طاغيه لانه كان يدافع عن ارضه من الاحتلال والتقسيم ام انه كان يقمع شعبه وحرمانه من حقوقه الانسانيه وكذلك كان يقال عن الرئيس العراقى صدام حسين انه كان طاغيه عتيد ونحن نعرف ان من جعل منه هذا الطاغيه هى امريكا فقد كانت تمده بالاسحله المتطوره والتدريب اللازم للجيش العراقى فى حربه ضد ايران فلماذا اذا كانت تساعده وهى التى تنادى بالديمقراطيه العادله والحريه المطلقه ومحاربه الارهاب لان فى ذلك الوقت كان على امريكا ان تحد من قوه ايران كقوه ذا مرجعيه اسلاميه وبعد ذلك انقلبت على صدام حسين باتهامه بالاستحواذ على اسلحه الدمار الشامل واتخذتها ذريعه لغزو العراق وحتى اليوم لم يجدوا اى اسحله نوويه واتضح ان الغرض كان السيطره على النفط العراقى الذى بات يحول اليها فانا اعتقد ان هناك نوعان من الطاغيه الاول الطاغيه بالفطره من خلال قوه ما تتيح له كل الامكانات التى تجعله متجبر والثانى هو الطاغيه المزيف وهو الذى يبدا حكمه بدايه مشرفه ويكون معارضا لفكره التبعيه لدوله ما حتى لايجر بلاده الى الاحتلال والسيطره فيعملوا على أثاره الشعب ضده وتغيير نظامه ليأتوا بنظام يتماشى ومصالحهم فى هذه الدوله ويكون تابعا ياتمر بامرهم ولايكون هناك معارضه وبين هذا وذاك يأتى دور الشعوب التى تعطى الفرصه لحكامها لئن تطغى عن بينه وليس عن ادعاءات خارجيه تسوق فى البلاد فيجب ان تكون الشعوب اكثر وعيا وفهما للعبه السياسيه