بقلم احمد الهادي هل هي السبب في كل ما يحدث لنا هذه الايام ؟ هل غيابها هو الذي كان له المفعول الذي يُحدثه غياب حارس المرمي عن فريق كرة القدم ، ولكن في كرة القدم من السهل ان تجد البديل ، اما هي فمن المستحيل ان نجد لها البديل علي الاطلاق . فمن المسئول عن اعادتها الي الينا ، واذا كان العيب منا ونحن السبب في ضياعها فاين الكتالوج الذي سنسير وفق تعليماته حتي لا نخطأ ونقضي عليها هذه المرة ، واذا لم يكن لنا يد فيها فمن تسببوا في ضياعها هم من بيدهم الحل عملا بالمثل الشعبي الذي يقول " اللي يحضر العفريت يعرف يصرفه " . فاننا حقا اشتقنا اليكي ، فمتي تعودي ايتها الثقة ؟ . منذ عدة اسابيع كتبت مقال تحدثت فيه عن الشفافية واين هي ولما الاصرار من اي قيادي في اي منصب علي هذا التعتيم الذي مازلنا نعيش فيه و جعل الشفافية تائهة حتي الان ، ولم يعد لدينا سبيل سوي ان ننادي عليها من علي منابر المساجد . واليوم اصرخ اين الثقة ؟ السادة الاعلاميين والساسة ، هل هذا ما كنتم تريدوا ان يكون ثمرة تصارعكم ، فالكل يشكك في الكل فلم نعد ندري من نُصدق ومن نُكذب ، حتي اصبحنا في حيرة وانتهت اخر علاقة لنا مع الثقة تجاهكم ، فلم يعد امامنا الا ان نثق في الله ثم في ثورة البراءة التي قامت حتي تتطهر بلدنا من كل خائن ومنافق وكاذب . فالمجلس العسكري عندما يخرج ويتحدث يجب ان يذكر انه من حمي الثورة وكانه ينبهنا اننا يجب ان نسير ورائه ولا ننطق باي كلمة ، ولكننا انتظرنا و ها هي الثورة مر عليها سبعة اشهر ولم نري اي تحسن في البلاد حتي الامن الذي يعتبر هو ابسط حق مشروع لنا لم يعد موجود ، فانا لا اري سوي رجال تحارب وتجاهد كي لا تُفتح الجروح الغائرة وكي يبقي الامر علي ما هو عليه . ونري اكتساحاً للجماعة في انتخابات نقابة المعلمين يذكرني بانتخابات مجلس الشعب الاخيرة ، الاخوان الذين كانوا ينادوا بالديموقراطية ويدٌعون انهم يحاربوا الانتهازية السياسية ، هم اول فائز في لعبة الكراسي الموسيقية التي تمت علي اجساد الشهداء الذين ضحوا بحياتهم من اجل المساواة والحرية ، فها هم الاخوان افعالهم هي التي تحدثنا هذه المرة فكيف نثق بهم بعد الان . والادارة الامريكية تعاملنا ببراءة وتطلب منا بلطف ان نعي ان امريكا صديق حميم ويجب ان نثق بها ، وفي الاممالمتحدة تتحدي الشرعية والعروبة وتحارب من اجل العاهرة اسرائيل . فمن اين تاتي الثقة يا سادة ، كيف تريدوننا ان نصدق كلامكم ووعودكم واحلامك التي توهمونا بانها لصالحنا ولكن الحقيقة انكم لا تروا سوي مصالحكم ، فكيف تريدونا ان نري غداً افضل واليوم عتمة لا نري فيه حتي شعاع النور. ايها السادة اقول لكم بعد ان طفح الكيل الثقة اصبحت صفر وللجديث بقية إن كان في العمر بقية .