بقلم احمد خيري البعض يسألني .. يحاول أن يستجوبني .. الإجابة تهرب مني في استحياء .. ولا يسعفني الوقت إلا بالرد عليهم ردود كسحاء .. عرجاء .. تستند إلى عصا حتي يفهمها السائل .. لماذا ترتفع الآن نسبة الطلاق بين الشباب المحبين عن السابق ؟ طلاق .. وانفصال .. وخناقات .. ومحاكم .. بين شباب كانت بينهما قصص حب .. محفورة .. وضاربة في أعماق الشجر .. والحجر .. والأتوبيسات .. وعند نواصي الشوارع وفوق أعمدة الكهرباء .. كانوا يتخيلون أنها وشم عميق يستحيل إنتزاعه بماء النار .. أو الكلور .. أو أي حامض .. ولكن بعد فترة بسيطة من الزواج لا يتحمل الضغوط .. ويتبدل.. ويتحول لملابس مهلهلة .. ممزقه .. ورقة توت ناشفة .. يمكن فركها .. وتكسيرها بقدم طفل .. أو حتي لفحة هواء .. الإجابة عن الأسباب .. صعب أن نلخصه .. ونختصره في بعض كلمات .. أو جمل أو وريقات .. لنبدأها هذا الأسبوع بالإجابة عن .. ماذا تفعل الكائنات الأخرى مع الحب والزواج لعلها تكون درسا بعيدا عن الغريزة ؟ يجب أن نعترف أولا .. أن الحب ليس قاصرا علي الإنسان .. أو مسجل في الشهر العقاري باسمه .. فالحب عامود فقري للحياة .. سر حياتها .. واستمرارها .. نعم .. الحيوانات والطيور والأسماك وبقية الكائنات تشعر .. وتحس .. وتلتهم .. وتشتعل بالغيرة علي المحبوب .. فالحب لدي الحيوانات .. خوف .. وقلق علي المحبوب .. تقديم المشاعر في قنديل فواح .. حينما يعجب ذكر بأنثى محددة .. يسهر الليالي يفكر في استمالتها وكسب عواطفها بألوان من الغزل العفيف .. يرقص ويعزف بصوته موسيقى فاتنة.. يبعث لها عبر الهواء بالعطور الفواحة والروائح الجذابة.. ويبهرها بأضواء براقة.. يتزين لها ويتجمل، أو يستعرض قوته وعضلاته أمامها، وفي النهاية قد تستجيب الأنثى أو لا تستجيب.. وقد يحدث العكس فتعجب الأنثى بذكر ما.. وتبدأ هي في إغوائه. هذا ليس كلام مسترسل .. أو بنات الخيال .. ولكنه علمي حكي عنه الدكتور كمال شرقاوي غزالي في كتابه "الحب والفن عند الحيوان" وأكده علماء الحيوان .. الحب في عالم الحيوان قد يحدث من أول نظرة.. فذكر الذبابة يقع .. ويغوص ويستجيب لحب الأنثى بمجرد رؤيتها.. فيخاطر بالطيران مسافات طويلة حتي يستقر في النهاية فوق ظهرها .. أنثى سرطان البحر في موسم التكاثر تمر في خيلاء وتباهي بجمالها أمام الذكر .. الذي يسارع بإلقاء نفسه أمامها.. يقف على أطراف أقدامه .. يرفع مخلبيه الضخمين ذوي الألوان الزاهية إلى أعلى بصلابة واستعراض لقوته .. وقتها يحدث شيئين إما أن تعره الأنثى الاهتمام وتبادله الحب أو لا تعره .. فيسارع بنار الشوق .. يجري حتي يمكن أن تراه.. ويعيد وقفته ورفعه مخلبيه .. فإذا ابتعدت عنه مسافة كبيرة فإنه ينسحب في احترام ويعود إلى جحره يائسًا بعد أن شعر أنها لا تقبل غزله. .. وهناك أمثلة كثيرة عن عظمة الحب عند الحيوانات .. بعد الزواج .. وتتويج الحب .. تحدث متاعب الحياة الزوجية .. ولكن الحب الحقيقي بينهما يجعلهم يتخطون تلك المشاكل .. "زوغان العين" عند بعض الأزواج ، مشكلة منتشرة .. ذكر الخنافس قد يعاكس زوجة غيره.. ويهيم بها عشقا ويخطط لاختطافها.. ويحدث أن تكون هذه الزوجة عفيفة.. ترفض معاكسته وتقاومه .. حتى يأتي الزوج .. لا تكتفي بترك زوجها يقاتل بل تساعده .. من ذلك نخرج أن الحب .. له معاييره .. وله خطوط وقيم يجب المحافظة عليه .. أهمها الأمان .. واخطرها أن الحب مثل الكائن الحي يحتاج إلى غذاء مستمر .. إلى شراب ودفاء .. الاسبوع القادم .. الحب عن الشباب بقيمنا الجديدة