لا تلومونا لا تلوموا جيلًا تربّى على يد آباء وأمهات جيل أكتوبر؛ على روحه الثورية ومبادئه وقيمه التي ما وجد لها قبلًا قالبًا أكثر نقاء من ثورته البريئة ل"يسكنها". لا تلومونا! ربيتم فينا أملًا.. زرعتم فينا عزمًا.. نحصده معًا الآن. أصبتمونا ب"عدوى الأمل"، رفضنا شكل الألم المستمر، وكرهنا المسكّنات.. فلا تلومونا. فنحن جيل ظل يبحث عن قضية، جيل استعد قبل أن يستعد أن يدفع روحه ثمنًا ل"مصر".. ولكنه كان يبحث عنها، كان يبحث عن "مصر". ظللنا سنوات عشرين من عمرنا جيل الثلاثين نستمع ونعرف ونبحث ونتقصّى ونحاول؛ وما لبثنا أن خرجنا إلى العالم وعرفنا كيف هو فقدان الأمل! رفضناه! ثٌرنا في أنفسنا على أنفسنا. "ما فيش حاجة اسمها وانا مالي". فينا من حارب طواحين هواء النظام سنوات في عمله. وكم منّا أصابه وابل التعنّت و"الاستعناد"، وكان من الممكن أن يتحول الأمر إلى ثأر شخصي... إنما حدثت المعجزة؛ لأن الله أراد، فتبلورت جميع المطالب، وتجمّعت شتى الإحباطات، وتشكّلت في نفوسنا استعدادات استرداد الحقوق. وكانت الثورة.. بإرادة الله .. وجنوده على الأرض.. شعب مصر! وكان ما كان. فلا تلوموا من ظل نصف عمره يبحث عن قضية يموت في سبيلها... وما أطهرها من قضية إن كان الموت الآن! لا تلومونا على تشدد نعيشه أو إصرار على اكتمال شكل الحلم المولود.. وخوفنا من أن يغدو حلمًا موءودًا قبل الأوان. لا تلومونا إن رفضنا التباطؤ والتواطؤ والبلطجة، واتخذنا من مضادات الثورة مضادات لنا للإصرار على الإصرار. عرفنا نقطة قوة هذا الشعب... هي "هذا الشعب". فلا تلومونا إن استخدمناها للضغط .. أو للتأكيد! عندما يولد لك مولود جديد