بقلم : نيفين كمال من منا يمكنه أن ينكر أثار ثورتنا البيضاء 25 يناير على المصطلحات المصريه الجديده التى غزت المفردات المصريه ، خاصة فيما يتعلق بالحياه السياسيه التى كانت لعبه بعيده تماماً عن ممارسة الشعب لها ومقصوره فقط على الصفوه والصف الأول من المجتمع قبل الثوره .. ومع فرحة المواطن المصرى المطحون بهذه اللعبه الجديده التى أتيحت له ممارستها والكلام عنها ب حرّيه دون أن يعتقله أحدهم او ينعته بأنه عميل أو لديه أجندات وقد يتحول ل محظور أيضاً لأنه فكر ان يتلفظ بكلمه بريئه كحق أى مواطن طبيعى فى أوروبا والدول المتقدمه .. نجد أن هناك كلمات جديده تماماً على مسامع العامه منا فى الشعب المسكين الذى حٌرم من ممارسة حقه السياسى الطبيعى لما يربو عن الثلاثين سنه ، وقد تتفاجىء بهم يتسامرون بها على المقاهى أو يتجادلون ب حده وحماسه حول مفاهيمها .. ومضمونها الحقيقى الذى يظنه كل منهم .. والذى لا يعلمه إلا الله فى ظل غياب الوعى السياسى طوال العهد الفائت البائد .. ثقافة الثوره المصريه .. حملت لنا مصطلحات لم نكن نحلم بنطقها بل ومناقشتها نهاراً جهاراً وعلى الملأ .. وبالتالى ف لك أن تتوقع أن يظن عم محمد البقال مثلاً أن الليبراليه هى الفسق والفجور بعينه .. أو أن يعتقد عم جورج أن التيارات الإسلاميه هى القصاص الجائر الذى يأتى على الأخضر واليابس .. ولك أن تلتمس العذر لكليهما ، ولى ولك معهم لأننا لم نمارس سياسه من قبل أو يٌسمح لنا بفهمها أو ربما حتى الكلام عنها .. بدليل أن حتى أبسط مصطلحاتها التى يعرفها المواطن العادى فى الدول الديمقراطيه قد تكون أختراع واكتشاف بالنسبه ل المواطن المصرى الغلبان .. وبالتالى فإن الخلط المتوقع فى المفاهيم السياسيه أو حتى تشويه حقيقتها من قبل البعض لمصلحة ما ، ومن ثم تصديق المصرى البسيط لها وتداولها على هيئتها المشوهه هو أمر متوقع وشبه مفروغ منه .. ناهيك عن مصطلحات اخرى قد تفزع أى مصرى حينما يسمعها لأنه ببساطه لم يعهدها ولم تكن هماً من همومه يوماً ما .. مثل الثوره المضاده أو الفلول أوالأذناب ..والإنفلات الأمنى .. والكسب غير المشروع ..المليارات المنهوبه التى ظهرت فوق السطح وأصبح يسمع عنها يومياً ، فى حين أنه يكسب قوته بالكاد.. إلخ .. كل هذا يجعله يفزع ويهرع ل يتناقش ثم يفهم .. وهو حقه بالطبع .. ولكن هل يسأل الشخص المناسب ل يمنحه الإجابه الحقيقيه الصحيحه ..؟؟ أم ربما أننا فى حلقه مفرغه من إستغلال حالة الجهل السياسى التى نعيشها ل صالح كل فئه ضد الاخرى أو ضد بقية الفئات .. وعلى أية حال ف المتأمل فى حال مصر وطبيعة أهلها من السهل أن يستنتج أنه من الصعب خداع المواطن المصرى حتى فى حالة عدم فهمه .. ربما يقتنع ل فتره بشىء سمعه .. او يصدق كلام يتداوله البعض ل بعض الوقت .. لكن من الصعب خداعه طوال الوقت .. والمواطن البسيط لا يصدق إلا عيناه .. فما يراه أمامه هو ما يقتنع به مهما حاولت إقناعه بوجهة نظرأخرى ، حتى وإن قضيت حياتك كلها ل تشرحها له .. وبالتالى .. ف من المتوقع جداً أن تجد ميل المصرى بطبيعته ل كل ما هو معتاد ومعتدل وغير مقلق أو مٌريب .. بمعنى أنى أرى برؤيتى المتواضعه وفهمى المحدود ل أهل بلدى .. انهم سيبتعدون عن كل ما هم عاجزون عن فهمه أو تقبله ، حتى وإن كان إسلامى المظهر رغم أن المصرى كما تعلمون يميل بطبيعته ل النزعه الأسلاميه نظراً ل الثقافه الأسلاميه السائده بمصر.. وأنطلاقاً من نفس النظريه .. ف سيهرب أيضاً من كل ما هو متحرر أو منفلت أو بعيد عما عهده فى الثقافه المصريه المتحفظه نوعاً .. الرهان الأن والحصان الرابح ، هو كل ما يتسم بالوسطيه والأعتياديه التى عهدها المصريون طوال عقود .. ورغم التغيير الجذرى الذى أحدثة ثورتنا الغاليه ، إلا أن المصرى وإن تغيرت مصطلحاته مؤخراً نظراً ل الطفره التى حدثت فى الحياه السياسيه والحراك السياسى الذى نتج عن ممارسة الحريه ، إلا أنه مازال يحبو ك شعب فى رقعة الشطرنج التى تتغير بها حركة كل قطعه يوماً بعد الآخر فى ظل الحياه التى دبّت فى الجسد السياسى لبلادنا .. ف نعم تغيرت مصطلحاتنا ، ولكن تبقى مفاهيمنا السياسيه فى حاله من التيه وقد نحتاج ل فتره لا بأس بها قبل ان نفهم معناها الحقيقى على أرض الواقع المصرى السياسى ، ونحدد ما نحتاجه على وجه الخصوص فى الوقت الراهن .. ف السياسه لعبه لها قوانينها .. وثقافه لم نعهدها .. ولكنها تنمو شيئاً ف شيئاً إلى أن تصبح واقعاً نحياه ونستفيد منه كمجتمع ونتأثر به ونؤثر فيه .. ف سواء كانت ثقافتك السياسيه أسلاميه أم ليبراليه .. ف كل ما نتمناه كمصريين أن ننتفع بها جميعاً، و تحقق لنا الديموقراطيه .. عاشت مصر حرّه عاليه .. ودمتم بخير وبوعى سياسى طبيعى ، ينتمى ل الثقافه المصريه .