اليوم طلاب الدور الثانى بالأزهر يؤدون امتحانات الفرنساوى والجغرافيا والتاريخ    في التعاملات الصباحية .. استقرار حذر لأسعار الذهب وتوقعات بصعود عبار 21    بث مباشر| شاحنات المساعدات تتحرك من مصر باتجاه قطاع غزة    الأرصاد الجوية : الطقس اليوم شديد الحرارة بكل الأنحاء والعظمى بالقاهرة 40 درجة وأسوان 46    تنسيق الثانوية العامة 2025.. مؤشرات كلية الآثار 2024 المرحلة الأولي بالنسبة المئوية    ستارمر يعتزم إثارة وقف إطلاق النار في غزة والرسوم على الصلب مع ترامب    مواعيد مباريات المقاولون العرب في الدوري الممتاز موسم 2025-2026    أسعار الأسماك والخضروات والدواجن اليوم 28 يوليو    أخبار مصر: حقيقة وفاة الدكتور مجدي يعقوب، حريق يلتهم فيلا رجل أعمال شهير، عودة التيار الكهربائي للجيزة، حسين الشحات: لن أرحل عن الأهلي    أخبار متوقعة لليوم الإثنين 28 يوليو 2025    الإطار التنسيقي الشيعي يدين هجوم الحشد الشعبي على مبنى حكومي ببغداد    الخريطة الزمنية للعام الدراسي الجديد 2025 - 2026 «أيام الدراسة والإجازات»    حادث قطار في ألمانيا: 3 قتلى و34 مصابا إثر خروج عربات عن المسار وسط عاصفة    سعر الدولار مقابل الجنيه المصري الإثنين 28-7-2025 بعد ارتفاعه الأخير في 5 بنوك    تعرف على مواعيد مباريات المصري بالدوري خلال الموسم الكروي الجديد    تجاوزات في ودية المصري والترجي.. ومحمد موسى: البعثة بخير    الاتحاد الأوروبي يقر تيسيرات جديدة على صادرات البطاطس المصرية    «اقعد على الدكة احتياطي؟».. رد حاسم من حسين الشحات    محمد عبد الله يشكر "كبار" الأهلي.. ويشيد بمعسكر تونس    وزير خارجية أمريكا: سنسهل محادثات السلام بين كمبوديا وتايلاند    "حماة الوطن" يحشد لدعم مرشحيه في "الشيوخ" بسوهاج (فيديو وصور)    محافظ القليوبية يجري جولة مفاجئة بمدينة الخانكة ويوجّه بتطوير شارع الجمهورية    بالأسماء.. 5 مصابين في انقلاب سيارة سرفيس بالبحيرة    بالصور.. اصطدام قطار بجرار أثناء عبوره شريط السكة الحديد بالبحيرة    طعنة غدر.. حبس عاطلين بتهمة الاعتداء على صديقهما بالقليوبية    فرنسا: إسرائيل تسعى لاستعادة الأسرى لكن حماس تقتل مزيدًا من جنودها    بالصور.. إيهاب توفيق يتألق في حفل افتتاح المهرجان الصيفي للموسيقى والغناء بالإسكندرية    هدى المفتي تحسم الجدل وترد على أنباء ارتباطها ب أحمد مالك    الخارجية السودانية تدين إعلان قوات الدعم السريع «حكومة وهمية» وتطلب عدم الاعتراف بها    حركة القطارات| 90 دقيقة متوسط تأخيرات «بنها وبورسعيد».. الاثنين 28 يوليو    4 انفجارات متتالية تهز العاصمة السورية دمشق    وائل جسار ل فضل شاكر: سلم نفسك للقضاء وهتاخد براءة    رسمياً تنسيق الجامعات 2025 القائمة الكاملة لكليات علمي علوم «الأماكن المتاحة من الطب للعلوم الصحية»    أسعار الذهب اليوم في المملكة العربية السعودية وعيار 21 الآن ببداية تعاملات الإثنين 28 يوليو 2025    تنسيق الثانوية العامة 2025 بالقاهرة.. درجة القبول والشروط لطلاب الانتظام والخدمات    منها «الاتجار في المخدرات».. ما هي اتهامات «أيمن صبري» بعد وفاته داخل محبسه ب بلقاس في الدقهلية؟    «مكنتش بتاعتها».. بسمة بوسيل تفجر مفاجأة بشأن أغنية «مشاعر» ل شيرين عبدالوهاب.. ما القصة؟    جامعة العريش تنظم حفلا لتكريم أوائل الخريجين    لا أماكن بكليات الهندسة للمرحلة الثانية.. ومنافسة شرسة على الحاسبات والذكاء الاصطناعي    كريم رمزي: جلسة مرتقبة بين محمد يوسف ونجم الأهلي لمناقشة تجديد عقده    السيطرة على حريق أعلى سطح منزل في البلينا دون إصابات    بعد 26 ساعة من العمل.. بدء اختبار الكابلات لإعادة التيار الكهربائي للجيزة    حسين الشحات: لن أرحل عن الأهلي إلا في هذه الحالة، والتتويج أمام الزمالك أسعد لحظاتي    تنسيق الكليات 2025، الحدود الدنيا لجميع الشعب بالدرجات والنسب المئوية لطلبة الثانوية بنظاميها    إدريس يشيد بالبداية المبهرة.. ثلاث ميداليات للبعثة المصرية فى أول أيام دورة الألعاب الإفريقية للمدارس    أحمد نبيل: تعليم الأطفال فن البانتومايم غيّر نظرتهم للتعبير عن المشاعر    وزير السياحة: ترخيص 56 وحدة فندقية جديدة و60 طلبًا قيد الدراسة    متخليش الصيف ينسيك.. فواكه ممنوعة لمرضى السكر    معاناة حارس وادي دجلة محمد بونجا.. أعراض وأسباب الإصابة ب الغيبوبة الكبدية    أم وابنها يهزمان الزمن ويصنعان معجزة فى الثانوية العامة.. الأم تحصل على 89% والابن 86%.. محمد: ليست فقط أمى بل زميلتي بالدراسة.. والأم: التعليم لا يعرف عمرا وحلمنا ندرس صيدلة.. ونائب محافظ سوهاج يكرمهما.. فيديو    الباذنجان مهم لمرضى السكر والكوليسترول ويحمي من الزهايمر    بعد توقف 11 عاما.. رئيس حقوق الإنسان بالنواب يُشارك في تشغيل مستشفي دار السلام    رغم ارتفاع درجات الحرارة.. قوافل "100 يوم صحة" تواصل عملها بالوادى الجديد    رفضت عرسانًا «أزهريين» وطلبت من زوجها التعدد.. 19 معلومة عن الدكتورة سعاد صالح    في الحر الشديد.. هل تجوز الصلاة ب"الفانلة الحمالات"؟.. أمين الفتوى يوضح    بتوجيهات شيخ الأزهر.. قافلة إغاثية عاجلة من «بيت الزكاة والصدقات» في طريقها إلى غزة    هل الحر الشديد غضبًا إلهيًا؟.. عضو بمركز الأزهر تجيب    «الحشيش مش حرام؟».. دار الإفتاء تكشف تضليل المروجين!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. منصور عبدالوهاب : الخارجية أضعف مما كانت عليه أيام مبارك
اقتحام السفارة الإسرائيلية أضاع حقنا في مقتل جنود الحدود
نشر في الوفد يوم 24 - 09 - 2011

أكد الدكتور منصور عبدالوهاب المترجم العبري للرئيس السابق علي أن حواره هذا قد يضعه في القوائم السوداء في الثورة،
ومع ذلك سيقول شهادته القائمة علي المشاهدة والملاحظة والسماع والتحليل.. لأنه لا يخشي القوائم السوداء ولا تعنيه في شيء، لأنه يراها نقطة سلبية في حد ذاتها، لأن الثورة معناها أن الشعب كله يطالب بالتغيير ويريد أن ينتفض، ومع ذلك فهو لا يري انتفاضة بل يري عكًا سياسيًا في الشارع المصري وإن كان يري أن الظروف الحالية لها تبرير طالما مصر في مرحلة تحول مما أحدث لخبطة في المعايير، وفوضي المعايير تحكم الشارع المصري الآن، وكل واحد يضع معيارًا يراه هو المعيار الوحيد المناسب ويريد فرضه علي الآخرين، حتي ولو بالقوة دون حوار لأننا نفتقد ثقافة الحوار.. فماذا قال في حواره؟
هل أنهت 25 يناير شهر العسل بين إسرائيل والنظام المصري السابق؟
- بالطبع لأن الفترة ما قبل 25 يناير كانت الوضع الأمثل بالنسبة لإسرائيل لأن القيادة السياسية كانت تلبي الرغبة الإسرائيلية المشفوعة دائماً بمساندة أمريكية لا نهائية، وللأسف النظام المصري السابق بقيادة «مبارك» تنازل عن أشياء كثيرة جداً أضرت بمكانة مصر، وهذا بسبب تمرير ملف التوريث.. مما جعل مصر تتنازل إقليمياً وسياسياً علي جميع المستويات وأضر ذلك بموقف مصر الإقليمي والدولي، وفي ذات الوقت أوصلنا إلي الانهيار في ظل الحكم السابق.
وما هذه التنازلات؟
- عدم الوقوف بحزم تجاه الممارسات الإسرائيلية الوحشية تجاه الفلسطينيين، وعدم اتخاذ مواقف في المؤسسات الدولية.. حتي التهديد بقطع العلاقات أو سحب السفير لم يحدث عندما تم الاعتداء علي المسجد الأقصي، أو الاعتراض علي الأنفاق التي قد تؤدي إلي انهيار أجزاء من المسجد نتيجة للشروخ التي حدثت.. وأيضاً ضد ما يحدث من إسرائيل تجاه لبنان، ولم يكن الرد الفعلي المصري رداً علي مستوي المسئولية، ولم ينل الرضا علي المستوي الشعبي.. وعدم الرد والسكوت علي الممارسات الإسرائيلية هو تنازل عن حق الشعب المصري، وتنازل عن حق من يحكم مصر مما ألحق ضررًا كبيرًا بمكانة مصر.. وهذا لأنه يريد خطب ود إسرائيل بما أنها البوابة الشرعية للأمريكان، وبالتالي إغضاب إسرائيل سيؤدي إلي إغضاب أمريكا التي كان يريدها أن ترضي عن ملف التوريث.
مصر مقيدة باتفاقية سلام مع إسرائيل.. كيف تتفاعل مع الأحداث التي تتحدث عنها؟
- اتفاقية السلام مع إسرائيل ليست قيدًا علي مصر لأنها لا تمنع مصر من اتخاذ موقف تجاه أي سلوك غير مقبول من إسرائيل.. لأن سحب السفير من إسرائيل ليس معناه إلغاء الاتفاقية وأيضاً تقليص النشاط التجاري والاقتصادي.. أو أن المطالبة بتعديل بعض البنود معناه إعلان الحرب.. فهذه كانت مبالغات من النظام السابق الذي قال: إن المساس باتفاقية السلام معناه دخول حرب.. وهذا كان نوعًا من الفزاعة التي كان يستخدمها النظام السابق وبعض السياسيين التابعين لنظام «مبارك» روجوا لما معناه أن نظل كما نحن، ونحافظ علي أنفسنا ويكفينا أننا لم ندخل حربًا مع إسرائيل طوال 38 سنة.
معني هذا أن اتفاقية السلام لا تمنعنا من أن تتخذ مصر قراراً ضد إسرائيل لمقتل الجنود المصريين؟
- معاهدة السلام لا تمنع المجلس الأعلي للقوات المسلحة ولا حكومة «شرف» أن يتخذا قرارًا تجاه إسرائيل بسبب قيامها بارتكاب مخالفتين، أولاً: اختراق الحدود الدولية، ثم إطلاق النيران وقتل جنود مصريين علي الحدود المصرية.. وعدم اتخاذ موقف هذا شيء آخر.. لأن اتفاقية السلام بريئة من المماطلة أو التقاعس عن المطالبة بحق مصر أو الشعب في أي شيء يحدث ضده من إسرائيل.
لكن «عصام شرف» رئيس الوزراء صرح بأن اتفاقية السلام ليست قرآناً حتي لا يتم تعديلها؟
- نعم ليست قرآناً ولا إنجيلاً بل قابلة للتعديل والنقاش وإضافة ملاحق وهذا بنصوص المعاهدة لكن بالمشاورة مع الطرف الآخر، وبالرعاية الأمريكية لأنها ضامنة للاتفاقية.. ولكن الذي يجعلنا لا نخاطب إسرائيل أو الطرف الأمريكي ونكون متأكدين من أن الطرفين سيقبلا وجهة النظر المصرية هي حالة الضعف التي أصابتنا بسبب الاقتصاد المصري السيئ وعدم امتلاكنا لقوتنا واليوم أصبحنا لا نملك الغاز فلا نستطيع أن تتخذ موقف حاسم لأن مصر لا يديرها الكفاءات بل يديرها أهل الثقة منذ ثورة يوليو وحتي اليوم ولهذا لا نلجأ إلي المتخصصين في إدارة أي أزمة.
ومن الذي يدير ملف الجنود القتلي في سيناء؟
- ستفاجأ بمن يدير أزمة مصر في مقتل الجنود المصريين، لأنها قضية لها جانب عسكري وأمني.. ولها جانب سياسي، ولكن الذي يدير الجانبان هو العسكري فقط وليس السياسي!! وحتي لو وجد سياسي سيكون ليس علي المستوي الاستراتيجي لأنها ستكون وزارة الخارجية، التي لازالت امتداد ل «مبارك»، بل أصبحت أضعف.. وأداء وزير الخارجية في مقتل الجنود كان متواضعاً للغاية ولا يرقي لمستوي الحدث!!
كيف ومصر لجأت إلي مجلس الأمن حسب بنود الاتفاقية؟
- هذا صحيح ولكن الذي يقرأ القرار الإسرائيلي يلاحظ صيغته «فتح تحقيق مشترك في الاعتداء الذي تم في إيلات، مما أدي إلي مقتل الجنود المصريين» وهنا ربط الحادثتين ببعض ليضيع حقنا!! لأنهما حادثتان منفصلتان، ولا يوجد علاقة بينهما.. فقضية مقتل (8) في إسرائيل بالقرب من إيلات وإصابة (20) فرداً.. هذه قضية لا تخص مصر لأنها ليست مسئولة عن أمن إسرائيل، ولا عن تأمينها.. أما حادثة مقتل الجنود المصريين فهذه تخصنا وهي مخالفة صريحة للقانون الدولي، ولاتفاقية كامب ديفيد.. وكان يجب التحرك في هذا الإطار لكن موافقة الإدارة المصرية علي أن يصبح التحقيق مشتركاً، فهذا كان خطأً كبيراً بل كارثة لأنه يؤكد أنه لا يوجد قراءة استراتيجية دقيقة للتصريح الإسرائيلى.
معني هذا أن الجانب المصري لم يفطن لهذا؟
- لا أعرف ماذا يحدث الآن، لأنه يحدث في غرف مغلقة، وغير مطروح علي وسائل الإعلام ولكني قرأته في القرار الإسرائيلي.. مع أننا لدينا شهادة قوات حفظ السلام التي تؤكد أن إسرائيل خالفت القانون الدولي واتفاقية السلام، ولكن إسرائيل تعمل كما كان النظام السابق يعمل عندما يصف أن أحداً يعمل شيئاً بأنه لديه خلل عقلي ومجنون.. فقالت إسرائيل: الذين أطلقوا النيران علي الإسرائيليين كانوا يرتدون ملابس قريبة الشبه من ملابس الجنود المصريين!
وما تأثير اقتحام السفارة الإسرائيلية علي قضية مقتل الجنود؟
- هذا الاقتحام أضاع حقنا في مقتل جنودنا علي الحدود، لأنه عمل بلطجي ولن يفيد مصر علي الصعيد الدولي. وهذا الاقتحام خطأ استراتيجي لأن الهجوم علي سفارة دولة أجنبية عمل مرفوض حتي لو كانت دولة مرفوضة شعبيًا.. فأظهر المصريين بصورة الضعفاء أمام الرأى العام العالمي، وبالطبع إسرائيل تجيد استجلاب تعاطف العالم واستقطابه حتي لو كانت هي الجاني.
تقصد تقارير لجان الأمم المتحدة؟
- قد رأينا تقرير «جولدستون» وقد ساوي بين إسرائيل وحماس.. وأيضاً تقرير «بالمر» الذي صنع كارثة لأنه أعطي لإسرائيل شرعية في استمرار حصار غزة، وشرعية الاعتداء بأي شكل تريده ضده من يريد كسر هذا الحصار لتقديم معونات إنسانية لقطاع «غزة» ووصف نشطاء السلام الذين ذهبوا ليقدموا مساعدات إنسانية بالإرهابيين فإسرائيل تجيد اللعب والعالم مغرم بإسرائيل ورافض لمنطقنا في الشرق الأوسط الذي يتشدق بالدين ولا يفهمه.
وهل اقتحام السفارة يساوي اقتحام الحدود الدولية، وقتل الجنود؟
- باعتداء السفارة لا نستطيع الآن تقديم شكوي بسبب مقتل جنودنا، لأن إسرائيل ستقدم شكوي مقابلها وفي النهاية سيتم التسوية وإسرائيل كانت سعيدة باقتحام سفارتها لأنها استفادت أقصي استفادة منها، لأنها أصبحت ورقة مساومة أمام مصر فإذا تقدمت مصر بشكوي ستفعل مثلها وإذا طالبت بتعويض ستطالب مثلها.. بل العكس قد تكون حادثة قتل الجنود فيها نقاش لكن حادث الاقتحام حدث أمام العالم وشاهد الاعتداء علي حرم السفارة لدولة أجنبية والحصول علي مستنداتها وإلقائها في الشارع.
وكيف تعامل الإعلام المصري مع حادثة اقتحام السفارة؟
- الإعلام المصري لم يكن علي مستوي المسئولية لأنه ضخم في العملية وهلل لها ووصف «أحمد الشحات» الذي أنزل العلم بالبطل القومي والوطني.. ثم وجدنا المحافظ يكرمه ويمنحه شقة ووظيفة.. وأحد الإعلاميين يقول له: أنت عملت اللي كنت أتمني أعمله!! فهذا التهريج إعلامي!!
وكيف تنظر إسرائيل إلي اتفاقية كامب ديفيد؟
- أولاً السلام في صالح إسرائيل ولا نرفضه لأنها حيدت مصر من الصراع الإسرائيلي العربي لأن مصر أكبر قوة تخشاها إسرائيل مع أن ما حدث خلال ال (10) سنوات الأخيرة غير هذه النظرة، وأصبح «حزب الله» هو البعبع لإسرائيل لأنه حاربها حرب عصابات وهذا أرهقها ويقلقها!!
وبتحييد مصر استطاعت إسرائيل أن تتعامل كيفما تشاء مع لبنان وسوريا وفلسطين.. وإسرائيل لا ترغب في إجراء سلام جديد منذ مقتل «اسحق رابين» في 4/11/1995 حتي هذه اللحظة ولهذا يجب أن نقف في وجه إسرائيل بالوسائل الدبلوماسية وبأدوات القانون الدولي.
وماذا عن منظمات المجتمع المدني ونشاطها ضد إسرائيل؟
- أنا مندهش من عدم قيام أي منظمة لحقوق الإنسان من العالم العربي بمقاضاة إسرائيل، لا في المحاكم الدولية ولا الأوروبية أو محاكم أهلية!! لأن المنظمات في مصر تحصل علي أموال من الخارج ليعيشوا في رغد من العيش.. وليتهم يجلسون في بيوتهم لأن هذا أفضل لنا، وما يقدمونه من نشاط يقدمه الإعلام بمنتهي السهولة لأنهما يفعلان شيئاً غير فضح الحكومة.
وما المعادلة السياسية التي ستتعامل إسرائيل بها مع مصر بعد سقوط مبارك؟
- إسرائيل حريصة علي العلاقة مع مصر.. ونريد أن تقوم بإجراء بعض التعديلات علي اتفاقية «كامب ديفيد» في ظل وجود المجلس الأعلي للقوات المسلحة.. لأن الذي أبرم الاتفاقية كان عسكريًا والقوات المسلحة هي الضامن لها.. وبالتالي في هذه الفترة التي يحكم فيها المجلس العسكري سيسهل التفاهم معه والوصول إلي اتفاق حول التعديل المقترح.. قبل أن تأتي حكومة لا تعلم ما هو حجم الإسلاميين فيها ومدي تأثيرهم في اتخاذ القرار، وبالتالي سيكون التعديل صعب المنال واستراتيجياً من مصلحة إسرائيل وليست مصلحة مصر أن تسعي لتعديلها الآن قبل غد.
وكيفية التعامل الإسرائيلي مع ثورات الربيع العربية؟
- إسرائيل تعد العدة وتضع احتمال ضياع الاتفاقية ونشوب حرب جديدة مع مصر هذا في العقد القادم إذا حدثت تغييرات إقليمية وداخلية مصرية وفي المحيط العربي.. فإسرائيل تدرك ذلك.. في ظل ثورات الربيع العربي.. وبالتالي إسرائيل علي المحك الآن.. وقد تسعي إلي توقيع اتفاقيات سلام مع لبنان وسوريا وفلسطين خلال هذا العام!! وبهذا سينقذون أنفسهم من احتمال نشوب حرب شاملة ضدهم في محيط المنطقة لأن العشر سنوات القادمة لا أحد يعرف ماذا سيحدث فقد يحكم الشعوب نفسها ولن تقبل أن تعتدي إسرائيل علي المسجد الأقصي ولا علي الفلسطينيين وستكون الحرب شاملة مع مصر وسوريا وحزب الله وإيران وكثير من الدول تؤيد الحرب ضد إسرائيل.
كيف تري التقارب التركي المصري؟
- نحن كعرب نهلل عندما يحدث خلاف ما بين إسرائيل وأي دولة.. مع أن العلاقة بين إسرائيل وتركيا علاقة استراتيجية والخلاف بينهما خلاف العشاق التعاون الأمني والعسكري والاستراتيجي علي أعلي مستوي بينهما، وإذا توقف لفترة سيعود مرة أخري وسلوك تركيا يحقق الهدف التركي في المقام الأول، وتركيا قادمة علي أزمة اقتصادية وتريد جلب استثمارات عربية، وفتح أسواق مصرية وإقليمياً ستوضع علي الرأس من الشعوب وليس من الحكام.
لماذا يتخوف العرب من اليمين الإسرائيلي عندما يأتي للسلطة مع أنه الذي وقع اتفاقيات السلام مع مصر والأردن.
- الذي وقع اتفاقية كامب ديفيد مع مصر «مناحم بيجن» وهو من اليمين لكنه لم يكن مثل اليمين المتشدد الموجود حالياً في إسرائيل والذي يمثله «أفيدجور ليبرمان» زعيم حزب «إسرائيل بيتنا» والذي وقع السلام مع الأردن و«إسحق رابين».. وفكرة التخويف لعدم وجود وعي سياسي كامل بالعقل الاستراتيجي الإسرائيلي فالذي ارتكب مذابح غزة في ديسمبر 2008 هو «إيهود أولمرت» و«تسيفي ليفني» و«إيهود باراك» وهم حزب العمل.. و«شيمون بيريز» قام بمذابح «قانا» بعد مقتل «رابين» الذي ارتكب مذابح أيضاً ضد العرب فلا يوجد فرق بينهما ولكن الفرق في السلوك وليس في جوهر السلوك لأن الكل يعمل لصالح إسرائيل، وبعد 2005 أصبح السلام في عقيدة إسرائيل أن السلام مقابل الأمن، وليس مقابل الأرض كما كان في السابق، ولابد أن نتعامل من هذا المنطلق.
معني هذا أن العرب لا يتمسكون بالمبادرة العربية التي طرحت عام 2002.
- هذه المبادرة ذهبت مع الرياح ولا لزوم لها لأنها لم تفعل وإسرائيل رفضتها بأسلوب عدواني فور صدورها تجاه الفلسطينيين، وهذا الرفض الإسرائيلي واضح لها ثم إن العالم العربي طرح المبادرة فقط ولم يقم بتفعيلها ولم يسوق لها أو حاول جذب الرأى العام نحوهها أو جمع التأييد الدولي لها وخاصة الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
كيف يتم تحييد الدور الأمريكي إلي حد ما حتي ينظر ولو بنصف العين للمطالب العربية؟
- هذا صعب لأن العرب في حالة تمزق، ويوجد انقسام فلسطيني نتيجة للتمزق العربي، وحكام العالم العربي لا تهتم إلا بكراسي السلطة.. ولماذا يحترمنا الأمريكان؟! وهو يعلم أن الشعوب العربية ليست صاحبة القرار، ثم أن لغة الخطاب العربي حماسية وعاطفية وتتحدث باسم الإسلام والعالم الغربي غير مسلم ولغته غير مقنعة للعالم الغربي، بل مفردات مخاطبة الغرب بشكل عام غير موجودة لدي العرب خاصة منظمات حقوق الإنسان، والمجتمع المدني، ووزارة الخارجية، وهي أجهزة رسمية في الدولة ومع هذا لا يعرفون لغة الغرب المقنعة.. مع أن جميع دول العالم يوجد تلاحم بين كل هذه الكيانات للوصول إلي صيغة لصالح المجتمع لكن مع العرب كل فرد يعمل بمفرده لعدم وجود مؤسسات.
ولماذا لا يكون التعامل من خلال جامعة الدول العربية؟
- لأنها لم تقدم شيئاً للعالم العربي.. مع أن الأمل في د. نبيل العربي ولا نريد أن نظلمه لأنه تولي المهمة من بضعة أشهر وربما يفعل هذا الكيان المؤسسي الذي من المفترض أن نعمل من خلاله، ولكن لابد من إعادة برمجة كل مؤسسات الجامعة من حيث الأحداث وتشكيلها.
لماذا لم يتم فتح ملف قتل الأسري المصريين؟
- في ظل نظام «مبارك» لم يكن علي استعداد علي الإطلاق لعمل مواجهة مع إسرائيل للمطالبة بحق الدماء المصرية.. ثم إن منظمات المجتمع المدني المصرية لم تفعل شيئاً لأنها ظاهرة كلامية ولم يواجه إسرائيل بمقاضاتها في المجتمعات الدولية وعدم استعداد النظام المصري بالمطالبة بهذا الحق.. فضاع ملف قتل الأسري وأصبح ملفاً عائماً.. وإسرائيل تتعمد أن تفتحه كل فترة بهدف الردع بالإحباط، وهي تعرف أن كثرة الإحباط سيأتي وقت ولا نطالب بحقوقنا لأننا تأكدنا لو أننا طالبنا بها فلن نحصل علي شىء ولن نجد أحداً يستجيب لمطالبنا فنصمت وإسرائيل تستفيد من هذا وتدمر الرموز الوطنية بتعمدها بإظهارها في صورة الضعيف والعميل لأنه لا يطالب بحقوق شعبه.
حتي إنه لم يتقدم أحد من أهالي الشهداء الذين دفنوا أحياء برفع قضية علي إسرائيل في بريطانيا أو بلجيكا.. لأننا لم ندرس خطوات الوصول لأهدافنا ولم يطرح أحد في مصر التعامل مع ملف الأسري بشكل قانوني في المحاكم الأهلية أو الجنائية الدولية أو الأمم المتحدة.. وضاع دم هؤلاء الشهداء ونحن مدانون كشعب وحكومة ولا أبرئ الشعب المصري من هذا ولا أجعل هذا الأمر علي «حسني مبارك»!
علي ذكر الرئيس مبارك كنت المترجم العبري له لمدة 10 سنوات.. ماذا كنت تترجم تحديدًا؟
- كنت أترجم جلسات المباحثات كاملة بين الضيف الإسرائيلي والمسئول المصري أيًا كان والمباحثات التي تمت بين الوزير المصري ونظيره الإسرائيلي في اتفاق بيع الغاز لإسرائيل.
أشهر المباحثات التي كنت تترجمها؟
- هي الملفات السياسية وبالطبع القضية الفلسطينية لأنها الملف الأساسي المطروح.. وأشهد أنه كان دائماً هناك مطلب مصري بتخفيف الحصار عن الفلسطينيين، ومحاولة التوصل إلي سلام لأنه في مصلحة الجميع، وليس الفلسطينيين فقط.. وقد يقول البعض إنني عميل للنظام السابق ويضعوني في القوائم السوداء التي لا أخشاها علي الإطلاق.. وما أؤكده لم يطلب «مبارك» يوماً ما من الإسرائيليين خنق الفلسطينيين، وأنا كنت حاضرًا بل كان يطلب تخفيف الحصار.
البعض يري أن تخفيف الحصار من الممكن أن يكون من خلال فتح المعابر؟
- فتح المعابر والسلوك السياسي هذا قرار سياسي يتخذ داخل أروقة السياسة في القصر ولا أنكر وجود اتصالات عبر الاتصالات التليفونية أو وجود ضغوط أمريكية ولكن هذا لم يحدث أمامي.. لكن يدان «مبارك» في عدم اتخاذ موقف حاسم ضد إسرائيل عندما ترتكب جرماً ما ضد أي طرف عربي.
كيف تم الاتفاق علي صفقة بيع الغاز لإسرائيل؟
- حدثت الاتصالات بين الطرفين والتفاصيل كانت في الأروقة الداخلية.. لأنه لو طرحت هذه الصفقة علي الرأى العام المصري كانوا سيرفضونها وكانت ستقوم ثورة شعبية أكبر من ثورة 25 يناير.. وبالتالي تمت التغطية عليها تماماً من قبل من أبرموها، أو من قبل المجرم الذي أبرمها.
من هذا المجرم؟
- كل من ساهم في هذه الصفقة من أول رئيس الجمهورية إلي الوزير المختص، إلي كل من حصل علي عمولات من هذه الصفقة ولكن فلندع القضاء يقول حكمه النهائى.. لأن كل ما أقوله شواهد.. والقاضي في النهاية سيقوم من نحاسبه حتي نعرف من الذي باع الغاز للعدو بملاليم لكي يحصل علي عمولات.
هذه الصفقة تمت من أجل حسين سالم؟
- ليس «حسين سالم» المستفيد الوحيد منها بل توجد دائرة تشمل كل من أبرمها ووافق علي هذا السعر المتدني. وكل من أقرها وحصل علي عمولات وهؤلاء مجموعة من المجرمين وليسوا فرداً واحداً.
دور مبارك في تسهيل هذه الصفقة؟
- دوره مهم جداً لأنه رئيس الجمهورية وفي مصر رئيس الجمهورية هو صاحب الرأي الأول والأخير في مثل هذه الصفقات منذ عام 1952 وحتي الآن، ولا شيء يتم إلا بتعليمات رئيس الجمهورية، وبالطبع هو المسئول سواء عن قصد أو غير قصد.
هل مبارك كان كنزًا استراتيجيًا لإسرائيل؟
- ليس مبارك بمفرده، بل نظام الحكم بالكامل كان كنزًا لإسرائيل لأن «مبارك» تحته قاعدة تعمل وهي مسئولة معه.
هو الذي اختارها؟
- في الفترة الأخيرة «مبارك» لم يكن يختار معاونيه أو الوزراء.. ولم يكن يستطيع أن يعزل أشخاصًا معينين ولكنه علي المستوي كان يتباسط وله لمسات طيبة كإنسان.
ولكنه كان مكروهًا شعبيًا؟
- لأنه منذ 2005 ترك الحكم بالكامل للمجموعة إياها فارتكبت حماقات وكان لها الفضل الأول في تفجير ثورة 25 يناير مع «مبارك» لأنهم لديهم غباء سياسي شرير جداً في التعامل مع الأحداث وهم: «زكريا عزمي» و«جمال مبارك» و«أحمد عز» و«سوزان» و«حبيب العادلي» وطرحوا ملف التوريث بعدما أصابت «مبارك» حالة الضعف فزاد الفساد بل أصبح فساد بجح!!
إسرائيل لازالت هي العدو الحقيقي؟
- بالتأكيد هى عدو ولكن الخطر الأكبر لمصر يتمثل من داخلها، لأننا بضعفنا وعدم تعاوننا أصبحنا أعداء أنفسنا، وبعدم وجود شفافية ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب.. والتعامل مع إسرائيل في ظل تغطية النواقص التي نعاني منها سيكون أسهل جداً، وسوف تحترمنا ولن تستطيع إلحاق الضرر بأي قطر من أقطار الوطن العربي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.