ضجة كبيرة صاحبت الإعلان عن قيام المطرب محمد منير وعمرو دياب، بتقديم أغنية مشتركة بعنوان «القاهرة».. والغريب أن البعض صور الأمر علي أنه لقاء السحاب، رغم أن زماننا الذي نعيش فيه لم يعد به سحاب، نحن نعيش زمن الغيوم الغنائية والكل يعي أن هناك لقاء سحاب واحداً هو الذي جمع أم كلثوم سيدة الغناء العربي بموسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب عام 1964، وهو اللقاء الوحيد في عالمنا الغنائي الذي استحق هذا اللقب. وكل المهتمين بالموسيقي والغناء يعون تماماً أنه لا سحاب بعد هذا اللقاء الذي جمع «سومة» و«عبدالوهاب» في أغنية «أنت عمري» التي مازالت وستظل الأكثر مبيعاً طوال التاريخ الغنائي العربي.. لذلك كانت هناك مبالغة كبيرة في تصوير لقاء منير وعمرو دياب، كلمات ولحن أغنية «القاهرة» التي كتبها تامر حسين ولحنها عمرو دياب وأحمد حسين، والتي غناها عمرو وطرحها في «عالم عمرو دياب» منذ شهر تقريباً لا ترتقي إلي هذه الضجة، وأتصور أنه بمجرد عرض الأغنية علي الفضائيات، سوف يفاجأ الجمهور بعمل أقل من الجيد، ولا يستحق تلك الضجة، خاصة أن العمل من الأساس عندما كتب ولحن لم يكن بغرض دويتو، بدليل أن منير قام بالغناء بعد أن كان عمرو قد انتهي من تسجيل الأغنية بالكامل، واستمع إليها منير ليبدي رأيه فيها وربما أثناء الاستماع إليها ولدت الفكرة لدي الطرفين، كنوع من مجاملة كل منهما للآخر، المقطع الذي طرحه «عمرو» علي موقعه والمنتشر حالياً لا يوحي بأننا أمام عمل عبقري يظهر به النجمان لجماهيرهما العريضة. في الكواليس تطرح أسباب كثيرة، منها أن عمرو دياب أراد أن يوجه رسالة قوية بهذا الدويتو إلي روتانا، وأنه بهذا العمل يريد أن يقول لها إنه مازال النجم القادر علي تحريك المياه الراكدة في هذا الوسط، وأنه قادر علي إقناع أي مطرب مهما كانت نجوميته علي مشاركته الغناء، وأنه قادر علي صنع الأحداث التي تجعله في بؤرة الاهتمام، حتي بعد أن ابتعد عن روتانا صاحبة القنوات والشركات والمال والجاه. على الجانب الآخر «منير» أيضاً منذ فترة، وهو بعيد الى حد ما عن المشهد الغنائي منذ حفل شرم الشيخ الذي أقيم على هامش المؤتمر الاقتصادي في مارس الماضي، ثم ظهر بعد الإعلان عن تعرضه لأزمة صحية منذ شهرين، ثم سافر إلى ألمانيا وعقد جلسات مع فريق «كايرو ستبس» انتهت بمشاركتهم له في عمل بعنوان «أنا منك أتعلمت» رغم كل هذا لكن الفنان دائماً يحاول أن يصنع أو يشارك في الحدث الذي يجعله في مقدمة المشهد، وجود منير وعمرو في عمل من وجهة نظر الاثنين قد يصنع الفارق لهما، ولما لا وكل منهما له قاعدة جماهيرية كبيرة، لكن يبقى السؤال: لماذا هذا التوقيت؟.. رغم أن النجمين قالا إن هناك علاقة زمالة وصداقة تربطهما منذ 30 سنة، والبعض لمح أيضاً أن هذا الكلام للاستهلاك الإعلامي لأن المنافسة كانت على أشدها بين الطرفين طوال السنين الماضية، لكن هذا الأمر لا يسىء للطرفين، فالمنافسة يجب أن تكون موجودة بين أي طرفين يسلكان نفس العمل. غداً الأحد على حسب المعلومات المتوافرة لدينا سوف يتم تصوير أغنية «القاهرة»، وطبقاً للحملة الإعلامية الكبيرة التي تصاحب العمل فإن هناك قنوات كثيرة تقدمت بعروض لتقديمها بشكل حصري ولو خلال الأيام الأولى لإطلاقها، لكن يبقي رد فعل الجمهور هو الفيصل وليس تزاحم القنوات من أجل نيل هذا الشرف، فالحكم على العمل من خلال صراع الفضائيات عليها في هذا الزمن لا يعني جودة العمل، لأن هذه القنوات تعمل بسياسة الربح والخسارة، وبصراحة وجود «منير» و«دياب» يحقق لأي قناة أرباحاً كبيرة وغير مسبوقة، لكن الأهم هو رد الفعل حول غناء «منير» و«دياب» وحول الكلمة واللحن والتوزيع الموسيقي، لذلك كل المؤشرات تقول إن الاثنين أمام اختبار صعب وقاسٍ، فالضجة التي صاحبت العمل ربما تكون قد أفادت الثنائي، لكن تبقي ردود الأفعال هي الأهم لأنها الأبقى.. فالناس مازالت تتذكر كل الثنائيات التي قدمت علي مدار التاريخ بما فيها الذي جمع عمرو دياب بالشاب خالد في ألبوم «قمرين»، ثم الذي جمع منير بالشاب خالد في حفل أقيم منذ سنوات بالقاهرة، ودويتو «منير» و«دياب» ربما يكون قد ولد في لحظة تسرع.. ويبقى دائماً الحسم للجمهور بعيداً عن مجاملات المحيطين بعمرو ومنير.