واجهت السياحة المصرية ضربة قاصمة خلال الآونة الأخيرة، بعد سقوط الطائرة الروسية في سيناء بعد إقلاعها من مطار شرم الشيخ الدولي بحوالي عشرون دقيقة، وراح ضحيتها أكثر من 200 شخص، وما تبعه من تعليق بريطانيا وموسكو لرحلاتهم إلى مصر. وفي خطوة تعيد الحياة للسياحة من جديد، جاءت تصريحات السفير البريطاني بالقاهرة جون كاسن مؤخرًا، حول موافقة الحكومة البريطانية على خطة عمل مشتركة لعودة رحلات الطيران إلى شرم الشيخ في أقرب وقت ممكن. وقال جون كاسن، إن بريطانيا كانت أول دولة تأخذ إجراءً احترازيًا في شرم الشيخ، وتود أن تكون كذلك أول دولة تساعد في إيجاد حل، حيت ستكون الخطوات المقبلة خاصة بتفعيل الخطة للمضي قدمًا. رحب الخبراء في مجال السياحة بتلك الخطوة، مؤكدين أن القرار جاء في الوقت المناسب، ليكون قبلة الحياة للسياحة المصرية بعد تدهورها خلال الفترة الماضية، آملين في عودة الرحلات الروسية هي الأخرى. وفي هذا السياق، قال ناجي العريان، عضو اتحاد الغرفة السياحية، إن هذه الخطوة التي اتخذتها بريطانيا حول عودة رحلاتهم من جديد لمصر بعد منعها في أعقاب سقوط الطائرة الروسية هائلة. وأوضح العريان أن هذا القرار جاء بعد اطمئنان بريطانيا على الوضع الأمني وتحديدًا في المطارات، حيث إنها كانت أكثر دولة أرسلت خبراءً بعد حادث الطائرة، للتأكد ورؤية كيفية التأمين في داخل المطارات، وبعدها تم الاتفاق مع الدولة المصرية ووزير السياحة هشام زعزوع. وأكد العريان أن عودة الرحلات البريطانية بمثابة قبلة الحياة للسياحة المصرية بعد تدهورها الفترة الماضية، متوقعًا أن تكون أقرب فرصة التي تحدث عنها السفير البريطاني بالقاهرة قبل أعياد الميلاد وبداية السنة الجديدة. فيما، اعتبر عماري عبد العظيم، رئيس شعبة شركة السياحة بالغرفة التجارية، أن القرار بالتأكيد سيكون له مردودًا إيجابيًا على السياحة في مصر خلال الفترة القادمة، موضحًا أن هذه الخطوة قد جاءت بعد التأكد من أن حادث سقوط الطائرة الروسية لم يكن مسئولية مصر بشكل مباشر. وتابع عبد العظيم أن عودة الرحلات البريطانية ستكون بداية استعادة السياحة المصرية عافيتها، مؤكدًا أنها تمرض ولكن لا تموت، على أن تنتعش بشكل حقيقي خلال فترة الصيف المقبل. وأكد عبد العظيم، ضرورة تنشيطها خلال الأيام القادمة من خلال وزارة السياحة ومكاتب التنشيط الموجودة بالخارج، بأساليب جديدة وغير نمطية تقليدية، حيث يمكن معالجة الأمر من خلال تنظيم عددًا من المؤتمرات على الأجندة السياحية، مثل إقامة مؤتمر للسلام في شرم الشيخ أو مؤتمر إقتصادي وتجاري، مشددًا على أهمية تشديد الإجراءات الأمنية داخل المطارات، وتحديث الأجهزة المستخدمة فيها. ومن جانبه، قال معتز السيد، نقيب المرشدين السياحيين، إن قرار إعادة الرحلات البريطانية لمصر هو أمر جيد، ويصب في مصلحة الدولة بشكل عام وقطاع السياحة على وجه الخصوص، معبرًا عن أمله في أن يحذو الجانب الروسي حذو إنجلترا، وإلغاء قرار الحظر الذي اتخذته بعد سقوط طائرتها في آخر أكتوبر. وأوضح السيد أن السياحة الإنجليزية مهمة بالنسبة لمصر، حيث تأتي في المركز الثاني بعد روسيا من حيث العدد والأهمية، مشيرًا إلى أنهم يأتون إلينا من أجل السياحة الثقافية، والتي تتمثل في زيارة المتاحف والمعابد والتي تتركز في القاهرة والصعيد. وذكر السيد أنه يعتقد أن السياحة ستبدأ في التعافي من التدهور الذي أصابها مع بداية العام الجديد وخلال فترة الاحتفالات بأعياد الميلاد، مشيرًا إلى انتعاشها بشكل تام وعودتها لما كانت عليه في السابق ربما سيأخذ بعض الوقت.