طالب أئمة وخطباء وزارة الأوقاف، برد اعتبارهم بعد الإساءة التي أكدوا أنهم تعرضوا لها على يد قوات الأمن من دفع ومعاملة غير كريمة أثناء تظاهرهم يوم الثلاثاء الماضي احتجاجا على عدم صرف حافز الإثابة لهم ، مؤكدين على ضرورة اعتذار الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء لهم على إهانتهم. وقال الأئمة خلال بيان لهم على صفحتهم الخاصة بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "نطالب رئيس الوزراء الذي استنكر بشدة تعرض القمص بولس عويضة للتفتيش المسيء بأحد فنادق القاهرة ورفض المساس بأي رمز ديني، أن يعاملنا بالمثل عما فعلته قوات الأمن من إهانتنا"، مؤكدين على ضرورة معاملة رجال الدين بلا تفريق بين رجل دين مسلم ورجل دين مسيحى، حيث أكدوا أن مصر دولة إسلامية يدين بها الغالبية العظمى على دين الإسلام. وتساءل الأئمة: "لماذا يتعرض رجل الدين المسلم للذل والإهانة ويتعامل الأخرون بمنتهى الاحترام حيث تهب الدولة إذا ما تعرض أحد منهم لشئ ينقص من قدره أو من هيبته"، كما طالبوا الدكتور عبد الفضيل القوصي وزير الأوقاف بتقديم استقالته طالما عجز عن تلبية مطالب بسيطة ومشروعة للدعاة وخطباء المساجد، بحد قولهم. واستنكر الأئمة والخطباء أن يتعامل المسئولون في الحكومة معهم بعدم اكثراث أو بمعني أصح بإهمال، مؤكدين أنه لا يليق أن يعامل دعاة ووعاظ وقادة رأي وفكر لعبوا دوراً كبيراً في إنجاح الثورة والإطاحة بالنظام الفاسد، بهذه المعاملة. يأتي هذا في الوقت الذي أكد فيه بعض الأئمة الذين التقوا وزير الأوقاف لبحث مطالبهم أنه شكا لهم من إهمال المسئولين في مجلس الوزراء ووزارة المالية لاتصالاته المتكررة، وتهرب وزير المالية من الرد عليه، لافتين إلى أن الوزير لم يجد ما يدافع به عن نفسه وتبرير عجزه عن تلبية مطالب الدعاة سوي الشكوي لهم من إهمال المسئولين في الحكومة وعدم الرد علي اتصالاته، مؤكدين أنه كان أجدر به أن يكون له رد فعل يحفظ له وللدعاة كرامتهم ولا يشعرهم بالإهانة. وشددوا على ضرورة تحقيق مطالبهم التي وصفوها بالبسيطة وأنها لا ترقي إلي مطالب الفئات الكثيرة التي استجابت الحكومة لابتزازها، منبهين على أن إهمالهم وعدم الاكتراث بهم من مجلس الوزراء أو وزير المالية وعدم قدرة وزيرهم علي حسم أمرهم سيكون له وقع سيئ عليهم، مؤكدين أنه لا يجوز دفعهم للتظاهر والاحتجاج علي الأرصفة ليردد عبارات شجب وإدانة ويشكو لعامة الناس سوء تعامل الحكومة معه. ونوه الأئمة إلى أن دخل خطيب المسجد لا يساوي دخل "ساعي" في هيئة البريد، مطالبين الحكومة بتوفير مقومات الحياة الكريمة لهم حتى يتسنى لهم القيام بعلمهم في توجيه الشعب إلي السلوك الراقي والتصرف الحضاري ومواجهة كل صور البلطجة والخروج علي القانون والآداب والأخلاقيات الفاضلة التي تعلمنا إياها من ديننا الحنيف والتي توارثها المصريون منذ دخول الإسلام هذا الوطن، بحد قولهم. واختتم الأئمة بيانهم بأنهم يقدرون الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد سياسياً واقتصادياً وأمنياً ويحملون في قلوبهم رحمة بأهل هذا البلد، مشددين على استعدادهم للتضحية من أجل وطنهم لو وجدوا وزيراً يقدرهم ويعرف كيف يتحاور معهم ويلبي لهم ما يستطيع هو من مطالبهم بعيداً عن الشللية التي تهوي الوقيعة وتصفية الحسابات داخل وزارة الأوقاف.