قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن الرئيس الأمريكى باراك اوباما يقف محاصرا بين دعمه لاسرائيل ووعده للفلسطينيين بتحقيق حلمهم. وأشارت الصحيفة، فى تقرير نشرته اليوم السبت وبثته على موقعها على شبكة الانترنت، إلى إن الرئيس أوباما ينفق قدرا كبيرا من رصيد الدبلوماسية الامريكية، بل يخاطر بما تبقى من سمعة بلاده فى العالم العربى، من أجل حماية اسرائيل من مخاطر المسعى الفلسطينى لدى الأممالمتحدة لإعلان أحادى الجانب عن إقامة دولة فلسطينية مستقلة. وأضافت الصحيفة أنه فى الوقت الذى تعمل فيه الولاياتالمتحدة من أجل بناء علاقاتها مع القيادات الجديدة البازغة فى العالم العربى، يتخذ الرئيس أوباما موقفا لا لبس فيه يصب فى صالح الجانب الاسرائيلى بقوله إن بلاده ستستخدم الفيتو ضد المسعى الفلسطينى في الاممالمتحدة على الرغم من حالة الترقب التى يشهدها العالم العربى حيال هذا الامر. وقالت الصحيفة "إنه مهما كانت دلالات السياسة الخارجية ما زالت اسرائيل تمثل أولوية على صعيد السياسة الداخلية الأمريكية بالإضافة إلى أن موقف أوباما حيال الدولة الفلسطينية يظل بمثابة رهان بالنظر إلى العواقب فى صناديق الاقتراع والاتفاقيات مع الكونجرس". وقالت صحيفة الجارديان البريطانية "إن أوباما كان قد حصل على دعم نسبة كبيرة من أصوات اليهود الامريكيين في انتخابات عام 2008، إلا أن استطلاعات الرأى أظهرت أن هذا الدعم قد انخفض بشكل حاد ليس فيما يتعلق بإعادة انتخابه لولاية أخرى فحسب؛ بل أيضا بالنسبة لموقف الديمقراطيين فى الكونجرس بصفة عامة. وأشارت الصحيفة إلى أن حزب الرئيس اوباما عانى الأسبوع الجارى من هزيمة "موجعة" فى انتخابات الكونجرس بمدينة نيويورك فى دائرة يهودية ذات ثقل، حيث أفاد استطلاعات الرأى التى أجريت قبيل الانتخابات أن أغلبية الناخبين يعتبرون أن إسرائيل لها أهمية بالغة، بالإضافة إلى أن الطريقة التى يتعاطى بها الرئيس أوباما مع رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو نالت استحسان نسبة قليلة تصل إلى أقل من ربع عدد الناخبين فقط. وقالت الصحيفة إنه على صعيد آخر، راقب البيت الأبيض محاولات نتنياهو لزعزعة موقف الرئيس أوباما عن طريق تملقه الفظ لخصوم أوباما في الكونجرس، حيث ألقى الجمهوريون اللوم على أوباما بشأن المسعى الفلسطينى بسبب خطاب كان قد ألقاه في الأممالمتحدة العام الماضى ألمح فيه إلى إمكانية حدوث ذلك الأمر حين قال "عندما نأتى في العام المقبل، نستطيع حينذاك إبرام اتفاق يسمح بانضمام عضو جديد إلى الاممالمتحدة: وهو دولة فلسطينية مستقلة تملك السيادة على أراضيها تعيش فى وئام مع إسرائيل".. الأمر الذى رأى فيه الفلسطينيون من جانبهم وعدا من أوباما لهم بأن يتحقق حلمهم. واختتمت الصحيفة تقريرها بالإشارة إلى قول دانييل ليفى، المستشار السابق لمجلس الوزراء الإسرائيلى والمحلل المتخصص فى الشئون الأمريكية الآن، إنه وفقا للمعطيات الانفة الذكر على الرئيس أوباما ألا يتوقع أن يظهر نتنياهو امتنانا شديدا لمنعه صدور اعتراف أممى بدولة فلسطينية.