دائمًا ما تشهد مصر هجمات متكررة من قبل أسراب الجراد نتيجة لموقعها الجغرافي وجوارها الإقليمي الحاضن لتلك الأسراب، فقد تعرضت مصر فى السابق إلى ما يقرب من سبع هجمات أدت إلى خسارة العديد من المحاصيل الزراعية وتسببت فى القضاء على السياحة عندما هجمت على مدينة "شرم الشيخ" واحتلت ما يقرب من 20 فندقًا وتفاوتت هذه الهجمات في تأثيرها وأضرارها وفق طبيعة الهجوم ومناطقه ، وفيما يلى استعراضا للأضرار التى حلت على مصر من اختراق الجراد لسمائها. تعرضت مصر فى عام 1954 الى مهاجمة الملايين من الجراد الأحمر على المناطق السكنية والزراعية وأبادت كل ما صادفها من اراضى زراعية ، وقد كان ذلك جزءًا من هجمة إقليمية بين عامي 1954 و1955 حيث تم تسجيل ظهور 50 سربا من الجراد أدت إلى تلف 250 ألف طن من محصول الذرة. وشهدت مصر فى عام 1968 هجومًا حادا من أسراب الجراد والتى كانت قادمة من الجزيرة العربية عبر البحر الأحمر ولكنها فى هذه المره لم تتسبب فى وقوع أى خسائر أو أضرار بالمحاصيل الزراعية لعدم تجاوزها المناطق الصحراوية الشرقية للبلاد. كما هجم على مصر فى عام 1988 مايقرب من 68 سربا من الجراد الصحراوي بعد عبوره للمحيط الأطلنطي والوصول إلى مصر عن طريق منطقة الكاريبى، ولكن الهجوم هذه المرة لم يسفر عن أى خسائر لعدم تجاوزه المناطق الجبلية والصحراوية من الحدود المصرية. ومن أقوى الضربات كانت فى عام 2005 حيث شهدت مصر هجومًا حادًا من الجراد الأحمر ، وغزى مايقرب من 150 سربا من أسراب الجراد سماء القاهرة وتسبب في تدمير أكثر من 50 ألف فدان، كما أنه وصل إلى محافظاتالبحيرة والمنوفية والاسكندرية، وقضى على أغلبية المحاصيل الزراعية نظرا لكثافة أعداده. وفى عامي 2007 و2011 هجم عدد قليل الجراد على مصر عقب فلوله من شبه الجزيرة العربية، وتمكنت قوات مكافحة الافات من مهاجمتة بكل سهولة دون وقوع اى خسائر تحسب وذلك نتيجة لقلة أعداده. وكانت الهجمة السابعة فى عام 2013، حيث هاجم الجراد الأحمر مصر من ناحية الحدود السودانية وتمكن من التوغل فى عدد من مدن البحر الأحمر والغردقة وأم غارب وحلايب وشلاتين ، وخلف وراءه دمارًا وخسائرًا تقدر بالملايين، بالعديد من المناطق منها مدينة شرم الشيخ حيث غطت الأسراب أكثر من 20 فندقا سياحيا بالمدينة ماأدى إلى ضرب السياحة بهذا العام وزحف الجراد فى لك الوقت إلى مناطق أخرى منها الإسماعيلية والعريش وقنا والبحر الأحمر وأسوان حيث هاجم مايقرب من 4 آلاف فدان على بعد 25 كم من الشاطئ الشرقى لبحيرة السد العالى. ووصلت أيضا أعداد كبيرة من الجراد إلى مزارع الخضر والفاكهة الواقعة على الطريق الصحراوى الغربى بمحافظة المنيا حيث هاجمت أسراب الجراد القادم من البحر الأحمر منطقة المقطم، ومدينة الرحاب، وبعض المناطق شرق القاهرة، مما أثار الرعب وسط السكان الغير معتادين على رؤية أسراب الجراد في المدينة، وهو ما دفع الأهالي إلى إحراق إطارات السيارات والأخشاب والقمامة بالشوارع لإبعاد الجراد. ورغم كل هذه الهجمات التى وقعت على مصر وهددت المنظومة الغذائية للمصريين، جاء سوء الأحوال الجوية لهذا العام وتعرض بعض المناطق الساحلية إلى كثرة السيول والأمطار لتهدد مصر من جديد لهجمات الجراد حيث حذرت منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة (فاو) من أن الغزارة غير الاعتيادية للأمطار الواسعة النطاق التى سقطت مؤخراً فى مصر وشمال غرب أفريقيا، والقرن الأفريقى، واليمن من الممكن أن تساعد على تكاثر الجراد الصحراوى، مؤكدةً أن هنالك حاجة إلى الرصد الدقيق على مدى الأشهر الستة المقبلة لمنع هذه الحشرات من تشكيل أسراب مدمرة. واستعدادا لتلك الهجمات، كلف الدكتور عصام فايد وزير الزراعة واستصلاح الأراضي الأجهزة الفنية بالوزارة، بتشكيل غرفة عمليات تحسبًا لهجوم الجراد، بسبب التقلبات الجوية الحالية ووضعت الإدارة المركزية لمكافحة الآفات خطة للطوارئ في 13 قاعدة رئيسية و52 قاعدة فرعية تنتشر بالمناطق الحدودية في حلايب وشلاتين وشرق العوينات والواحات والساحل الشمالي الغربي للبلاد، لمنع تكرار سيناريو عام 2005.