من الواضح أن قضية الحفاظ على التراث السينمائي من الاندثار والسرقة لا تنتهى، رغم إقامة المؤتمرات والندوات، فالحقيقة المرة أن 90% من أفلام السينما المصرية تم بيعها الى القنوات الخليجية، مما يحرم الأجيال القادمة من رؤية الأعمال السينمائية القديمة، خاصة أن النيجاتيف تم بيعه للقنوات الفضائية، ويحاول مهرجان القاهرة السينمائى الدولى أن إحياء فكرة التراث السينمائى بكل عناصره، وإنشاء متحف له،والوقوف على أسباب الحفاظ عليه من خلال ندوة الحفاظ على التراث السينمائى وترميم الأفلام. وأكدت مروة الصحن مدير مركز الفرنكفونية بمكتبة الاسكندية، أن الأفلام وسيلة للحفاظ على تاريخ الأوطان وأن حلم تجميع التراث السينمائى سيكون حقيقة، وتعمل الوزارات المعنية، على تحقيق هذا، وأتمنى الحفاظ علي إنتاج اليوم، وتجميعه، والمحافظة عليه بشكل أفضل حتى لا نلجأ الى ترميمه مستقبلا. أما الدكتور محمد كامل القليوبى، والذى حملت كلماته نوعا من التكهنات حول مصير الأرشيف السينمائى، فقال، منذ خمس سنوات ناقشت نفس الموضوع فى المهرجان، وتم تخصيص قصر عمر طوسون، وبعد ما حدث فى يناير 2011، ضاع الحلم والقصر معا، وتمنيت أن يشهد الاحتفال بأرشيف السينما، أن نكرم أول رجل عمل موظفا فى الأرشيف، وهو عبدالحميد سعيد، فمنذ 10 سنوات بدأنا. فى وضع لبنة حماية التراث السينمائى فى مصر، وأضاف القليوبى، ان فى ذلك الوقت، صدر قانون بتجريم العبث بالنيجاتيف كتراث، ولكن اختفى تماما ولم يظهر حتى الآن، وكانت غرفة صناعة السينما متضامنة مع تخريب القانون وحدث نوع من العبث، وساعد أيضا أصحاب الأفلام فى تشويه الأفلام، ويوجد إهمال للتراث بمصر، رغم تخصيص مبنى له، وكان مصمم معماريا لذلك، ولكن خصصته وزارة الثقافة للمركز القومى للترجمة. وقالت بياتريس دي باستر، مدير أرشيف الفيلم الفرنسي وترميم وصيانة الأفلام بمركز cnc ،ان فكرة التراث التى يتنباها المهرجان والمراكز الثقافية شئ مهم، وتحييى الأمل مرة أخرى، ومشكلة التراث ليست فى مصر فقط، بل لدينا أيضا فى فرنسا، فلدينا المؤسسة العامة التى تنظم السينما، فالدولة لا تتدخل فى الملكية الخاصة للافلام، وفى عام 1969 بدأ المركز يهتم بالمشكلة والمهمات المختلفة والحفاظ على الترميم والتراث، والترميم له من أهمية تاريخية ولكنه يحتاج الى المال، وفى بعض الاوقات تتعرض الأفلام للتدمير ونحاول ترميمها، لحمايتها ولكن المشكلة ان المعلومات ليست كافية، وإصلاح النسخ أكبر مشكلة تواجهنا،خاصة الأفلام الصامتة، والحفاظ على مشاهدها كاملة رغم تلف البعض منه، وهناك اجهزة ممكن استخدامها، ونستخدم «الاسكنر» بشكل تقنى، والآن نقوم بالترميم باشكال مختلفة، ولكن الصعوبة هى كيفية التدخل على الصور دون إلحاق أى ضرر بها، وبعض الأحيان يحدث ضرر، والمشكلة الأخرى تجنب تدخل بشكل عشوائى فى الصورة، الأفلام الصامتة بالأبيض والأسود وحاولنا أن نضفى بعض الألوان، والتدخل فيما يتعلق بالألوان شىء مهم لأنه يؤثر على السرد، وهناك فيلم ل«چاك مارديه» حاولنا أن نصلح الألوان واسترجاع اللون الخاص به ولكننا فشلنا وكانت الألوان مختلفة ودخلنا استخدام تقنيات حديثة لعودة نفس ألوانه، والدولة لا تستطيع ضبط أو التدخل فيما يتعلق بتنظيم الممتلكات الخاصة، أو فيما يتعلق بالتراث السينمائي. الدكتورة جيهان ابراهيم، كبير الباحثين بدار الكتب تحدثت عن الصيانة الوقائية للتراث السينمائى وأهميتها، للحفاظ على تراث يسجل تاريخ مصر عبر الأزمنة، فمصر لديها كنز من من التراث، وتعتبر ثانى دولة عرفت السينما وازدهر التراث، ولكن لم نستطع الحفاظ على التراث وبعض الفنانين كانت تتخلص من أفلامهم بحجة أنها حرام، أو إلغاء بعض المشاهد منها، وقالت إن الصيانة الوقائية. منهج عالمى ولابد من العمل به، للحفاظ على تاريخنا الثقافى، ولا ننسى مخطط حرق المجمع العلمى للقضاء على أرشيفه. الدكتور خالد عبد الجليل، مستشار وزير الثقافة والمشرف على حفظ التراث السينمائى والذى أعطى الأمل فى تبنى وزارة الثقافة لمشروع تجميع التراث السينمائى ،وعودة فكرة وجود متحف له، وقال «عبدالحليل» إنه حاول عام 2010 إقامة متحف للتراث بالتعاون مع فرنسا، ولكن كانت الأحداث متلاحقة، وتغيرت ملامح الحياة، وتوقف المشروع، ونحاول اعادة الأمل فيه مرة أخرى بتكوين أرشيف قومى للفيلم وتحويل الأفلام الى مستر ديجتال واضافة وحدة ترميم، ويتم تطوير استوديو النحاس وتأجيره ليكون مزارا سينمائيا. وقال «عبدالجليل»: إن فكرة تأسيس مجلس أمناء دولي تكون فرنسا أحد أعضائه، أمر مهم للغاية، ليكون مهمته الحفاظ على التراث المصري السينمائي، وأنه جار العمل على تأسيس مركز «السينماتك» في مدينة السينما ليكون مكانا للحفاظ على التراث السينمائي، ومرجعا لكل باحثي السينما في مصر والعالم. وقال طارق الجبلي، رئيس مكتبة الأفلام في روتانا، إنه قام بتحضير فيلم وثائقي يوضح كيفية الترميم التي قمنا به، وأضاف أن روتانا تحاول ان تحافظ على التراث السينمائى المصرى، وتضعه تحت أمر من يحتاجه، وتتعاون روتانا بشكل دائم مع وزارة الثقافة، وأن الشركة حاولت حصر الأفلام والبحث عن سبل تحديث الأفلام ورفع جودتها، وفي جميع انحاء العالم، وبعد مباحثات مختلفة تم الاتفاق مع شركات في بريطانياوفرنسا، والتعاون مع شركة «ارنست» العالمية، للعمل على ترميم الأفلام بتقنية 4K، وتم استخدام أعلى درجات التنظيف، ويتم ترميم كل كادر على حدة، وهناك أجهزة خاصة للتعامل مع الصوت، ويستخدم الليزر الضوئي في نقل المعلومات.