"أحد الرموز الإسلامية الشهيرة في عصر المماليك.. منبرا للعلم وتبادل المعارف.. غنيا بالزخارف والنقوش النادرة والأدوات الخشبية المميزة" عدة مظاهر تصف حال مسجد "المارداني"، قبل عقود من الآن. تعرض مسجد "الطنبغا الماردانى" لعدة عمليات سرقة متتالية من قبل لصوص، مما ترك عليه آثار التهدم وضيع الحس الجمالي المميز له، والذي كان قبل بنائه عباره عن بير يسقى منه الناس. رصدت "بوابة الوفد"، أيادي الإهمال التي امتدت إلى الآثار وأودت بها إلى الهلاك، فعند دخول شارع التبانة، وجدنا مبني قديما دون أي لافتة تحدد هويته، وبسؤال المارة أكدوا أنه جامع أثري، وعند الباب الخلفي مجموعة من الحجارة المهشمة كتب "مسجد المارداني –لجنة الزكاة. وبدخول المسجد وجدنا الشروخ تملأ أركانه وحيطانه المتآكلة من الرطوبة، وكأن يد الترميم لم تقترب منه منذ إنشائه، والعواميد التي تحمل المسجد متهالكة،والرسومات والزخارف الرخامية علي الحوائط متساقطة ومتهالكة. وعند إلقاء النظر على المحراب الذي يصلي فيه الإمام، نجده مكسور من الجانب الأيمن ويحتاج إلي إعادة تأهيل من جديد، بمعنى أن عمره الافتراضي منتهي منذ عمر مضى. والكارثة الكبرى أنه بعدما كان هذا المكان مسقى للعديد من المحتاجين، ومكان لرعاية كل عابر سبيل، والآن البير الذي كان يسقى منه، أصبح حاوية للقطط ومكان لتجمع أوراق الشجر المتساقطة. تاريخ وشكل المسجد العريق والنظرة التاريخية توضح أن مسجد "المارداني" بنى منذ أكثر من 663 عاما، في شارع التبانة بالدرب الأحمر بالقاهرة، حيث أنشأه الأمير علاء الدين الطُنبُغا بن عبد الله المارداني الساقي سنة 740 ه - 1340م. وبني المسجد على شكل مربع عرضه 20 م وطوله 22.5 متر، يتوسطه صحن مكشوف تحيط به الأروقة من جميع الجهات وللجامع ثلاثة أبواب، وهو الآن مسجد مغمور لا يعرف عنه الكثير من الناس. الميزانية لا تسمح وروي أمين المسجد، أن هذا الاثر بني عن طريق أحد السقايين السوريين في القاهرة، وكان يدعى أحمد الطنبغا الماردان، وكان يملك بير مياه لسقاية جيرانه، وفي أحد الأيام وجد "سره" من المال وعندما عرضها على الملك تركها له في سبيل أمانته، وعندها قال الطنبغا أنه سيبني حول البير مسجداً. وأضاف أنه خلال 4 سنوات بني الأثر العظيم، عن طريق بناء أعمده مشيده لمعابد وعصور مختلفة، كالعصر الفرعوني والإسلامي والروماني، موضحا أن كل عمود بالمسجد لا يماثل الآخر. وتابع أمين المسجد، أن المارداني رحل لبلده سوريا بعد أن تزوج من فتاة مصرية، وبنى مسجد أخر ببلاده يقع على نفس التراث، وذلك منذ اكثر من 660عام. ولفت إلى أن هذا الأثر دخل في حيز الترميم من أكثر من 20 عام، ولكن لم يتم التنفيذ، ثم تداولت اخبار عن أن الاغاخان تعاقد مع هيئة الآثار لترميم المسجد منذ 5أشهر، ولكن ميزانية وزارة الآثار لا تسمح بالتنفيذ.