استبعد خبراء الاقتصاد على أن تكون زيارة الوفد التركي الاقتصادي للقاهرة مساء أمس، بداية لفتح صفحة جديدة في التعاملات الاقتصادية بين تركيا ومصر، معتبرين أنها زيارة عادية خاصة بالغرف التجارية الإسلامية بالقاهرة، وليست مؤشرًا على التقارب المصري التركي. وكانت وسائل الإعلام التركية أعلنت أمس، أن وفدا تجاريا تركيا مكون من ثلاثة أشخاص سوف يزور مصر ، بموافقة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في زيارة هي الأولى على المستوى الرسمي بين البلدين بعد انقطاع دام عامين. وعلق، رفعت حصار جيكلي أوغلو، رئيس اتحاد الغرف التجارية والبورصات التركي، الذي ترأس وفد الزيارة، قائلًا لوكالة "جيهان" التركية: "لأول مرة بعد عامين يزور وفد رفيع المستوى مصر". وأعلنت أنقرة أن الهدف من الزيارة هو المشاركة في مؤتمر الغرف التجارية الإسلامية المنعقد في القاهرة، إلى جانب عقد لقاءات مع مسؤولي اتحاد الغرفة التجارية المصرية. ورأى الدكتور فخري الفقي أستاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة، أن الوفد التركي جاء إلى مصر من أجل حضور اجتماع الغرف التجارية الإسلامية؛ لأنه منعقد بالقاهرة، ولم يأت من أجل التعامل مع مصر على المستوى الاقتصادي المباشر، مشيرًا إلى أن تلك النقطة تحددها السلطات التركية والمصرية، لأنها المنوط بها تحديد التعامل وشكله وليس الوفود الاقتصادية. وتابع، أن الغرفة التجارية تشمل 75 دولة إسلامية أخرى، تتواصل فيها تلك الدول بما فيهم تركيا على المستوى الاقتصادي، ولس مع مصر بشكل مباشر، موضحًا أن التعامل على المستوى الاقتصادي بين مصر وتركيا يحتاج إلى تصفية الحسابات السياسية الأول، فلا زال النظام التركي يعادي مصر. ورأى أنه بشكل عام الجانب التركي له استثمارات كبيرة في مصر، وكانت تجمع البلدين علاقات اقتصادية قديمة أفسدتها السياسة، ولديه منطقة صناعية تركية في مدينة 6 أكتوبر أنشئت عام 2009. وأضاف، أن مصر في كل الحالات يجب أن تبحث عما يحقق لها مصالحها الاقتصادية من كل الأطراف، لاسيما مع تركيا، لأنها باتت صاحبة مواقف عدائية كثيرة ضد مصر، وداعم أكبر لجماعة الإخوان، والمحرك الرئيسي للدبلوماسية الأوروبية ضد مصر. وأعلنت وكالة جيهان" التركية في تقرير لها أن مواضيع مختلفة مثل الاستثمارات التركية في مصر وحجمها، طُرحت في اللقاء، ناقلة عن مصادر لها باتحاد الغرف التجارية التركي، أن هناك زيادة كبيرة في حجم الصادرات من تركيا إلى مصر في الفترة الأخيرة، على الرغم من كون العلاقة بين البلدين عرفت تراجعًا على المستوى الدبلوماسي. وهو الأمر الذي علق عليه، سرحان سليمان، الخبير الاقتصادي، مؤكدًا أن انقطاع العلاقات السياسية بين مصر وتركيا؛ أدى إلى انخفاض التعامل الاقتصادي بنسبة 28%؛ لأن معظم ما تستورده مصر من الخارج يأتي من تركيا، لاسيما الواردات الزراعية والتي تمثل غذاء للمواطن. وأشار إلى أن الوفد التركي القادم إلى القاهرة يخص فقط الغرف التجارية الإسلامية؛ نظرًا لانعقادها في مصر، ولا يعد بداية لصفحة اقتصادية جديدة بين البلدين؛ لأن التناحر السياسي بينهم أثر بشكل كبير على العلاقات الاقتصادية. واستبعد فكرة حدوث تقارب مصري تركي، من خلال نافذة الاقتصاد، رغم أن الأمر يعود بالنفع على الجانبين، ألا أن تركيا لازالت تدعم الإرهاب بمواقفها العدائية تجاه مصر، وهو الأمر الذي لازالت مصر ترفضه.