توفي السياسي اليمني البارز، عبد الكريم الإرياني، أمس الأحد، فى أحد المستشفيات فى ألمانيا عن عمر يناهز 80 عاماً بعد صراع مع المرض. تقلد "الإرياني" العديد من المناصب السياسية البارزة فى اليمن وكان آخرها المستشار السياسى لرئيس الجمهورية والنائب الثانى لحزب المؤتمر الشعبى قبل استبعاده بسبب انحيازه للرئيس عبد ربه منصور هادى. ولد "الإرياني" في 20 فبراير 1935 في حصن إريان بمحافظة إب لعائلة امتهنت القضاء، وهو إبن أخ الرئيس الثاني للجمهورية العربية اليمنية القاضي عبد الرحمن الإرياني. حصل على الشهادة الثانوية عام 1958 من مصر ثم أكمل دراسته الجامعية في الولاياتالمتحدة فأكمل درجة البكالوريوس في الزراعة بجامعة تكساس، ثم حضر الماجستير من جامعة جورجيا والدكتوراة من جامعة ييل بكونيتيكت عام 1968. تزوج عام 1969. بدأ "الإرياني" شغل مناصب وزارية اعتباراً من العام 1974، حيث شغل منصب وزير التنمية ثم وزيراً للتربية والتعليم ورئيساً لجامعة صنعاء، وترأس الحكومة في الشطر الشمالي من اليمن قبل الوحدة، بين عامي 1980 و1983، وبعد توحيد البلاد عام 1990، شغل "الإرياني" منصب وزارة الخارجية، ونائباً لرئيس الوزراء، وشغل منصب نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية بين عامى 1994 و1997. وصف عبد الكريم الإرياني بأنه "آخر حكماء اليمن" بسبب الدور المحورى الذى لعبه في العديد من المواقف والصراعات التي شهدتها اليمن منذ ثلاثة عقود، وكان من ابرزها هو عندما كان ممثل ومبعوث اليمن أمام مجلس الأمن الدولي حيث استطاع إقناع مجلس الأمن الدولي بعدم إصدار أي قرارت قوية من شأنها إيقاف المعارك التي كانت تدور بين شمال اليمن وبعض قوى الجنوب في حرب صيف 1994 بعد اعلان الرئيس الجنوبي على سالم البيض الانفصال، وإصدر مجلس الأمن في حينها قراريين رقم 924 و 931 لعام 1994 وأكتفى فيهما بالتعبير عن قلقه بسبب المعارك الدائرة وبدعوة جميع الاطراف إلى وقف القتال، واستطاعت بذلك القوى التي تقاتل من اجل بقاء الوحدة كسب مزيد من الوقت لتحقيق الانتصار. وكان "الإرياني" أول الموقعين على وثيقة حل القضية الجنوبية في 24 ديسمبر 2013، رغم معارضة قيادة حزب المؤتمر الشعبي العام وبعض أعضائه الشديدة لبعض بنود الوثيقة. وكان هو ممثل بارز لحزب المؤتمر الشعبي العام في مؤتمر الحوار الوطني ولقي حينها انتقاداً واسعاً من قبل قيادة حزب المؤتمر ومن قبل العديد من اعضائه. أعلن "الإرياني" اعتزاله العمل السياسي، في أوائل العام الجاري، غير أنه كان من بين السياسيين الذين حضروا لقاءات مع الرئيس هادي، بعد مغادرته إلى العاصمة السعودية الرياض.